سألته زوجته باهتمام- ما بك؟
أجابها بعصبية وهو يبحث عن بعض الأوراق
أختي بالأسفل عند أمي؛ استدعينا المأذون وسيأتي زوجها لتطليقها
انزعجت من الموقف فسألت بتعجب
- الطلاق!! ما الذي يمكن أن يكون قد حدث من زوجها لذلك القرار المدمر؟
نفث دخان سيجارته وهو يقول
- تزوجها في بيت عائلته ولم أرفض
قاطعته بدهشة ..
- لكنها تسكن في الشقة التي تعلوهم وليس مع أم زوجها
هز رأسه بضيق
- لكن أمه تستعبدها وتضع لها قوانين خانقة؛ لابد من النزول يوميًا العاشرة صباحًا لخدمتها؛ يأكلا طعام الغداء عندها؛ يصعدان شقتهما عند النوم؛ لا تستطيع تربية ابنيها بمفردها؛ تتدخل في كل كبيرة وصغيرة وهو في انصياع لما يحدث
هزت رأسها بأسف
- لكن هذا ليس الذي يخرب بيت!!
- لا ليس هذا فقط؛ بجانب شخصيته الضعيفة أمام أمه فهو يضربها؛ كما أنه بخيل في عواطفه وماله ومتحيز لأسرته وأخواته
- كيف؟
- يرفض بتحريض من أمه أن يكون مصروف البيت في يدها؛ ويرفض ان يمنحها مصروف شهري
زادت دهشتها
- قد يكون في حال مادي ضيق وما يطلبه وقوفها بجانبه حتى يستقر
هز رأسه بعنف وارتفع صوته
- وتضيع أيام شبابها في خدمة أمه وأخواته والحرمان !!
هزت رأسها بهدوء
- لكن أختك صغيرة ولو طلِقت هل ستعيش فقط لتربية ابنيها؟
رد بعصبية قائلًا
- لا بالطبع ستتزوج؛ وستترك ابنيها أمانة عند أمي وسيكونان في رعايتنا جميعًا
ابتسمت بهدوء
- أسرع حتى لا تتأخر على المأذون
نزل مسرعًا إلى شقة والدته؛ الأسرتان مجتمعتان في الانتظار ؛ طرقات الباب تعلو ؛ حضر المأذون وتم الطلاق؛ بقى عند أمه حتى طيب قلب اخته وطمأنها أنه كلب وراح وسيتقدم لها من هو أفضل منه بكثير؛ فهي تستحق؛ صعد شقته التي تعلو أمه مع أخر كلمات من أمه
- نبه على زوجتك ان تنزل مبكرًا غدًا؛ أختك حزينة وتحتاج للخدمة هي وأبنيها؛ وحذاري أن تتأخر
هز رأسه مطمئنًا أمه
- كيف تتأخر!! تعرف انها لو فعلتها ستبيت مضروبة باكية
حذرته امه بلهجة أمرة
- إياك ان تعطيها أي نقود
رفع حاجبه مؤكدًا
- لا لن يحدث ولا في أحلامها
صعد شقته ليرتفع صوته باسمها لكن لا مجيب!! بحث عنها وعن فتاتيه فلم يجد صدى لصوت؛ دخل حجرة نومه ليجد ورقة بيضاء مكتوب فيها
- حالي كحال أختك وانت لا تفرق عن زوجها؛ انتظرك في بيت أبي لتحضر المأذون .. أريد الطلاق .العبرة من القصة
احيانا ننصح غيرنا بما لانطبقه على انفسنا ونكره بعض الافعال بغيرنا ونحن نفعل نفس افعالهم ! واذا كان الحق على غيري انكرت عليه بتفاخر وقلت له انت على باطل ! واذا فعلت انا نفس الذي كان يفعله جعلت ابرر فعلي واصنع له اسبابا حتى لاينكر علي احد في استمراري بهذا الباطل !
لكن الله يعلم المفسد من المصلح ويعلم نية كل شخص فينا ويجازيه على نيته !
اليس من العجب ان نتالم لظلم شخص ما وبعدها نفعل نفس الظلم من غيرنا هذا الفعل يسمى تناقض المبادئ والقيم والاخلاق ....
يجب علينا حينما ننكر شيء قبيح ونلوم فاعله ان نسال سؤالا لانفسنا هل نحن نفعل نفس هذا الفعل ؟ ولماذا لا اترك هذا الفعل طالما اني اكره ان يفعله احد !!
وصدق الله حينما قال
أتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم ....
هذا الزوج الذي بالقصة غضب لاخته لانه شعر انها مظلومة من زوجها ...
ولكنه يظلم زوجته نفس ظلم اخته ولكنه لم يشعر لانه لايطبق الحق على نفسه كما يطبقه على الاخرين فهل نحن مثل هذا الزوج !؟ فلنراقب اقوالنا مع افعالنا ...الكاتبه ميامين الطائي ❤
________________
أنت تقرأ
معشوقة مهب ❤(تكمله)
Misterio / Suspensoقصه فتاة متحرره تبلغ من العمر 18 عاما من بغداد كيف تستقبل نهوه ابن عمها من البصره👌👌👌 للكاتبه:.ميامين الطائي❤