Ch.1

439 12 3
                                    


— كوريا الجنوبيه، سيؤول، 9:41 م.
كان يوم عاديّ، يسير بشكل طبيعي مثل بقية أيامُنا الأخرى لولا ذلك الخبر الذي وقع على مسامِعنا كالصاعقه.. بل أقوى.
للتو أخبرنا الطبيب بأننا فقدنا والدنا، لا أشعر بإستيعاب هذا... كيف حدث ذلك ؟ بهذه السهوله ؟ كيف له أن يرحل ويتركنا خلفه هكذا ؟
ماذا سيحدث الآن ؟ ماذا سنفعل بدونه ؟ مَن سيكون مسؤول عن كل تلك الأعمال وكل الأمور بعده ؟
أشعر بإختناق وعجز كما لو أن احدًا ما قام بإلقائي في قاع المُحيط بينما يقوم بتقييد يديّ وقدميّ.
لمَ لا يكون هذا كابوس ؟ لمَ لا أستطيع الأستيقاظ منه ؟ لمَ لا أستطيع التحدُث ولساني بهذا الثُقل ؟ لمَ لا أستطيع الصُراخ ؟
لا يسعني فِعل شيء، لا يسعني وأنا بهذا الجمود.
قُطع حبلٌ أفكاري عندما صرخ جاكسون في وجه الطبيب "أنت مَن قُمت بقتله" وقام بدفعه.
كنتٌ أنظر إلى جاكسون يصرخ ويدفع الطبيب بينما يقوم بتهديده بأنه سيحول حياته إلى جحيم إن لم يُعيد والدنا إلى قيد الحياه.
كنتٌ عاجز عن التحرُك، كنتٌ أنظر إلى جاكسون بدون تعابير بدون أي ردة فِعل مني لازلتٌ أُفكر بما حدث للتو واسأل نفسي "أيٌ مُصيبةً هذه ؟"
جرى تايونق ليُبعد جاكسون عن الطبيب لأن جاكسون وبكل جنون بدأ بخنق الطبيب دون رحمة وبغضب جامح.
مِن جهة أخرى سقط لوكاس يجهش البكاء بينما يقوم بتغطية وجهه بيده اليُسرى.
لمَ لا يسعني الذهاب إليه ؟ لمَ لا يسعني أستيعاب فكرة موت والدي وأن هذا ليس كابوس بالفعل ؟
أستدار جاكسون إلى لوكاس ليُمسك بيديه ويرفعه بينما يصرُخ في وجهه "أبي لم يمُت، هل تفهم هذا ؟"
كان تايونق يحاول أبعاد جاكسون وإخراجه من المشفى ليهدأ ولا يتصرف بجنون لذا صرخ تايونق بي "هلَ قُمت بمساعدتي على أخراج هذا المجنون ؟"
رفعت نظري لأنظر إليه، كنتٌ أنظر كما لو أنني لا أستطيع فهم مايتحدث به، بقيتٌ أنظر إليه بدون تعابير.
صرخ تايونق بي مُجددًا "ساعدني إيها اللقيط".
ضحكت... ضحكت بحق، كنتٌ أعلم بأن تايونق سيقولها عاجلًا أم اجلًا.
للتو مات والدي وأخبرني بها تايونق حالًا دون إنتظار الأيام القاسيه التي ستُحل بنا حتمًا.
خرج تايونق وجاكسون من المشفى ليستمر لوكاس في بُكاءه، أقتربت بخطوات ثقيله جدًا، أمتدت يدي إليه لأحتضنه بيد واحده فقط.
قلتٌ بنبره هادئه جدًا "لنعود إلى المنزل، هيا"، أجابني لوكاس دون أن ينظر إلي "لن أعود واتركه هنا بمُفرده".
مسحتٌ وجهي بيدي وأنا اُفكر بطريقه أُخرِج بها لوكاس من المشفى دون أن ينهار باكيًا ثانيةً.
هممتٌ بالتحدث حتى تقدم تايونق ناحيتنا بخطوات سريعه، وضع يده على كتف لوكاس وقام بسحبه برفقته مُغادرًا المشفى وتاركًا أياي خلفه.
تنهدتٌ بعمق بينما أنظر إليهم، إتكئتٌ على الحائط مُفكرًا بالمُستقبل مُتجاهلًا كل أمر ثانويّ.
أقترب مني الطبيب ذاته ثانيةً، نظرتٌ إليه لأقف جيدًا وأردف بتكلّف "اسف لما فعله اخـ..." صمتٌ عندما قام الطبيب بمُقاطعتي ليقول بجديّه "والدك مات مُنتحرًا"
ماذا ؟ ماذا سمعتٌ للتو ؟ والدي مات منتحرًا ؟ لماذا ؟ ولمَ قد ينتحر وهو في اواخر الستين من عمره ؟ اسئله كثيره تدور في رأسي وفي الوقت ذاته أشعر بأنني اغرق اكثر في ذلك المُحيط
أجبتٌ بسؤال "ماذا قلت للتو ؟"، أجاب الطبيب "ألتقيك عندما تهدأ... اسف لخسارتك"
سقطت اول دمعه من عينيّ والتي لم أستطع منعها من السقوط، كانت ثقيله على قلبي كـ ثُقل تلك الكلمات تمامًا.

𝐎𝐕𝐄𝐑𝐃𝐎𝐒𝐄.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن