الفصل الخامس

13.6K 321 2
                                    

الفصل الخامس
بعد مرور عدة أيام ...
وقفت أمام المرأة تتأمل فستانها الطويل بملامح راضية ... كانت ترتدي فستان أخضر اللون يماثل لون عينيها طويل يصل الى كاحلها يحيط به حزام اصفر اللون عند خصرها ... وترتدي في قدميها حذاء اصفر اللون ايضا ...
شعرها الاسود ينسدل على ظهرها بغزارة بينما مرفوع من الامام من الجانبين قليلا الى الخلف بشكل يبرز ملامحها الجميلة ...
تنهدت بسعادة وهي تضع عطرها المفضل على رقبتها وملابسها ... لقد عادت لتوها من شهر العسل وستذهب الان الى منزل عائلتها ... هي متحمسة للغاية ... اشتاقت بشدة لوالديها واخواتها .. تذكرت تلك الايام الجميلة التي قضتها مع جابر ... كم كانت سعيدة بها ... تشعر بأنها أسعد إمرأة بهذا الكون .... فقد إكتمل عشقها اخيرا وتحققت جميع أمانيها حالما ارتبطت بمن تحب ...
التفتت الى الخلف حينما سمعت صوت الباب يُفتح ثم ابتسمت بحبور ما ان رأت جابر يتقدم نحوها وهو يرتدي حلة بنية اللون ... احتضنها وطبع قبلة على جبينها ثم همس لها بإعجاب :
"تبدين رائعة ..."
" وانت ايضا ..."
قالتها بخجل فبالرغم من مرور عدة ايام على زواجهما الا أنها ما زالت تخجل منه ومن غزله الذي لا ينتهي ...
" هل انتِ جاهزة لنخرج الان ...؟!"
اومأت برأسها ثم اتجهت الى السرير وحملت حقيبتها الموضوعة عليه وقالت موجهة حديثها له :
" انا جاهزة ..."
" هيا بنا اذا ..."
قالها جابر وهو يقبض على كف يدها ويسحبها خلفه ...خرج الاثنان من الغرفة ليتفاجئا بوالدة جابر أماميهما ... كانت تنظر إليهما بنظرات مريبة  قبل ان تقول :
" إلى أين ...؟!"
تطلعت ليلى الى جابر بنظرات مستفهمة ليجيب جابر والدته:
" سنذهب الى اهل ليلى ..."
" ألا يمكنكما الانتظار الى الغد ...؟!"
قالتها وهي تلوي فمها بضيق ليرد الابن عليها :
" ليلى اشتاقت لهم ... وهم ايضا اشتاقوا لها ....""
" لا تتأخرا على العشاء اذا ..."
قاطعتها ليلى :
" ولكننا سنتعشى عند اهلي ..."
رمتها حماتها بنظرات باردة قبل ان تهتف بها :
" لقد جهزت عشاء يكفي لأربعة اشخاص .... ولست مستعدة لأن أرميه في الزبالة فقط لأنكما لا تريدان تناول العشاء معنا منذ اول يوم ..."
" ولكن ..."
كادت ليلى ان تتحدث الا ان جابر قاطعها بسرعة محاولا حل المشكلة قبل تفاقمها :
" لا بأس أمي ... سوف نتناول العشاء معكما هذه المرة ..."
ثم أكمل بسرعة غير آبه بنظرات ليلى المنصدمة :
" هيا عزيزتي لقد تأخرنا ..."
سارت ليلى أمامه وهي ما زالت مصدومة مما حدث أمامها قبل لحظات ...
وصل الاثنان الى منزل عائلة ليلى التي التزمت الصمت طوال الطريق رغم غضبها الداخلي ....
حاولت ان تأخذ نفسا عميقا وترسم ابتسامة على وجهها وتنسى ما حدث ...
دلف الاثنان الى الداخل لتستقبلهما العائلة المكونة من الاب والام ومازن والاخوات ...
بعد تبادل السلام والقبلات جلس الجميع في صالة الجلوس ...
سحبن الفتيات ليلى واتجهن بها الى غرفتها المشتركة مع فرح لتسرد لهم ما حدث خلال شهر العسل ....
أخذت تحدثهن عن الأماكن الجميلة التي زارتها وعن تفاصيل كثيرة ولم تنس ان تريهمن الصور التي التقطتها ...
بعد فترة انفردت ليلى بفرح وأخذت تسألها عن حالها واستعداداتها لحفل زفافها الذي سيقام بعد يومين ...
تنهدت فرح وقالت بقلق حقيقي :
" قلقة للغاية يا ليلى... أشعر بأنني أذهب نحو المجهول بزواجي هذا ... لا أعرف ما ينتظرني ... اضافة إلى أن أدهم يبدو شخصا غريبا غامضا غير مفهوم....""
تطلعت ليلى إليها بنظرات حائرة ولم تعرف ماذا تقول لها ... هي تدرك أن أختها معها كل الحق في خوفها ...
فالإرتباط بشخص غريب عنك لا تعرفينه يبدو أمرا مريبا وغير سهلا ...
" فرح عزيزتي .... تفائلي خيرا ...قد تكون هذه الزيجة خيرا لك ... "
هزت فرح رأسها بعدم اقتناع ثم قالت مغيرة الموضوع :
" ماذا عنك ...؟! أخبريني ...لماذا تبدين مضطربة قليلا ...؟!"
أشاحت ليلى وجهها بعيدا عن فرح محاولة ان تخبئ الضيق والغضب الذي ظهر على ملامحها بوضوح ما ان تذكرت ما حدث مع والدة جابر ثم قالت كاذبة :
" انا بخير .... "
شعرت فرح بأن هناك شيء ما يحدث مع اختها ... فإضطرابها كان واضحا اضافة الى نبرتها الباهتة وهي تخبرها أنها بخير ...
" ليلى لا تكذبي علي ....أنا أعرفك جيدا ... أنتِ تبدين متضايقة من أمر ما  ..."
زفرت ليلى أنفاسها بقوة ثم حركت وجهها نحو فرح وأخذت تسرد على مسامعها ما حدث ...
" يا الهي ما هذا ...؟! وأنتما ستنفذان ما قالته ...؟!"
سألتها فرح بعدم تصديق لتومأ ليلى برأسها وهي تكاد تنفجر من شدة الغيظ لترد فرح بتعجب :
" ما هذه المرأة العجيبة ...؟! لم تراعِ أنك ما زلت عروس جديدة ترغبين بزيارة أهلك والبقاء معهم قليلا ..."
" تراعي ...!!! أنتِ على نيتك يا فرح ... من الظاهر أن حموات هذا الزمن لا يراعين أي أحد ...."
قالتها ليلى بلهجة متهكمة لتتطلع إليها فرح بأسف وتقول بمواساة :
" لا بأس عزيزتي ....تحمليها لأجل جابر..."
اومأت ليلى برأسها دون أن ترد بينما أخذت فرح تحاول إخراجها من ضيقها فبدأت تحدثها عن مختلف المواضيع وتسرد لها ما حدث في الأيام التي سافرت بها ...
عاد كلا من ليلى وجابر الى منزلهما بعد فترة ليست بطويلة ...
تناولا العشاء مع والدي جابر ثم توجها الى غرفتهما ...
دلفت ليلى الى الغرفة يتبعها جابر الذي اقترب منها واحتضنها من الخلف وأخذ يقبل رقبتها بشوق شديد ...
ابتعدت ليلى عنه بشكل أثار استغرابه فسألها بضيق :
" ماذا حدث حبيبتي ...؟! لماذا تبتعدين عني بهذا الشكل...؟! هل انت متضايقة مني ...؟! "

عروس الثأر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن