الفصل الثامن عشر

12.7K 321 40
                                    

الفصل الثامن عشر
اتجه شاهين نحو ليلى التي كانت تتعارك مع جابر ....
" ماذا يحدث هنا ...؟!"
هتف بهذه الكلمات بصوته الرجولي الخشن لتتطلع ليلى اليها بتعجب بينما يلتفت جابر نحوه ويقول بنبرة عدائية :
" نعم ...!!!"
" من أنت ...؟! وماذا تفعل هنا ...؟!"
سأله شاهين بنبرة حادة ليتطلع اليه جابر من فوق الى تحت ويهتف بتهكم مقصود :
" عفوا ... انا من يجب أن يسأل سؤال كهذا ..."
" نعم ...!!! هل تمزح معي أم ماذا ...؟! "
قالها شاهين مستغربا من طريقة حديثه معه ... لتتدخل ليلى في الحوار قائلة :
" حسنا يكفي الى هنا ... اذهب انت يا جابر....."
الا ان جابر كان مصرا على البقاء فرد عليها بإصرار :
" كلا لن اذهب يا ليلى قبل أن أسمع منك ما اريده ...."
ثم عاد والتفت نحو شاهين وقال بسخرية مقصودة  :
" ولأفهم ماا يريد مني حضرة السيد المصون..."
" جابر يكفي ..."
هتفت به ليلى بصرامة بينما قال شاهين :
"  اتمنى أن تترك الانسة ليلى وتتحدث معي انا ...."
" انسة ...!!"
قالها جابر متهكما قبل ان يردف بقوة :
" انها زوجتي يا هذا  وليست انسة ..."
شعر شاهين بالإحراج فهاهو قد تدخل بين زوج وزوجته .... هم بالإعتذار منه الا ان ليلى سبقته قائلة :
" زوجة من يا هذا ... ؟! نحن تطلقنا يا هذا أم يبدو أنك نسيت هذا أيضا ...."
" طليقك اذا ...."
هتف بها شاهين اخيرا وهو يفكر بأن الحسناء الغاضبة مطلقة ليهتف مشيرا الى جابر :
" تفضل واذهب حالا ... "
" ما علاقتك انت ...؟! ولماذا تتدخل....؟!"
قالها جابر بنبرة مستهجنة ليرد شاهين ببرود :
" اذهب حالا والا سترى ما لا يعجبك ...."
شعرت ليلى بتأزم الوضع فقررت ان تتدخل بين هذين الاثنين فقالت  محاولة انهاء الموضوع :
" حسنا يكفي ....اذهب انت يا جابر ...واذا لم تذهب فإنني سأتصل بجدي ليتصرف معك على طريقته الخاصة ..."
" هكذا اذا يا ليلى ...تهدديني بجدك ..."
" هكذا يا جابر ...."
قالتها ليلى بتحدي لينظر الى شاهين الذي يرميه بنظرات ساخرة متحدية فيبادله نظراته النارية قبل ان ينسحب من المكان تاركا ليلى مع شاهين لوحديهما ....
تطلعت اليه بنظرات حادة قبل ان تهتف بضيق جلي :
" هل لي أن أفهم ما علاقتك أنت ولما تتدخل فيما لا يعنيك ...؟!"
اندهش شاهين من طريقتها معه فقال بعدم تصديق:
" هل هذا جزائي لأني حاولت أن أبعده عنك ....؟!"
" وهل تجدني غير قادرة على ابعاده عني ...؟!"
زفر أنفاسه بقوة وقال بملل :
" أنت حقا لا يؤثر معك أي شيء....الخطأ مني لأنني حاولت مساعدتك ...."
لترد ليلى  بعجرفة :
" نعم الخطأ منك لأنك تدخلت فيما لا يعنيك ..."
ثم تحركت من أمامه تاركة اياه يتابعها بذهول غير مصدق أنه أصبح المخطأ بعدما حاول مساعدتها ....
............................................................................
استيقظت فرح من نومها لتجد الفراش خاليا بجانبها ...
تنهدت فرح بإستمتاع وهي تتذكر الساعات القليلة النائمة بين احضانه ... كم تمنت لو تستمر هذه الساعات الى الابد ... وتبقى هي مستمعة بين احضانه التي تحيطها بأمان ...
اعتدلت في جلستها حينما وجدته يخرج من الحمام مرتديا بنطاله فقط ويجفف شعره بالمنشفة ...
" استيقظتي اذا ...."
قالها وهو يقترب منها لتومأ برأسها بخجل وهي تتأمل صدره العاري أمامها ...
جلس بجانبها وقال :
" ما رأيك أن أخذك ونهرب سويا ....؟!"
ابتسمت على استيحاء وقالت بتردد :
" إلى أين ....؟!"
أجابها وهو يحيط وجنتيها بكفي يديه :
" إلى أي مكان تريدين ...؟! إلى اوروبا مثلا ..."
" سيكون شيء رائع ...."
قالتها بسعادة لينحني نحو شفتيها ويلامسها بشفتيه برقة ...
ابتعد عنها قليلا فوجدها تغمض عينيها بإنتظار قبلته ليعاود تقبيلها برغبة شديدة ....
استجابت فرح له واستسلمت كليا ... غرقت بين ثنايا قبلته ... حتى ابتعد عنها اخيرا ليقول من بين أنفاسه المتقطعة :
" فرح ...لم أعد أستطيع الاحتمال ...."
فتحت عينيها وابتلعت ريقها ثم قالت بنبرة متوترة :
" ماذا تقصد ....؟!"
أجابها بجدية بعدما طبع على شفتيها قبلة خفيفة :
" أنتِ تعلمين جيدا ماذا أقصد ...؟!"
تنهدت وقالت :
" أدهم .... "
" فرح ....انتِ زوجتي على ما أظن ...."
اومأت رأسها ثم قالت :
" أدهم أنا خائفة ..."
" لماذا ...؟!"
سألها مدهوشا لترد بجدية:
" أخاف منك ..."
ابتسم على جديتها ورقتها حينما تتحدث ليقترب منها ويهتف بصدق :
" أنا اخر شخص قد تخافين منه ..."
" يعني أنت لن تؤذيني .... ولن تتخلى عني ..."
سألته بلهفة وترقب ليرد من أعماق قلبه :
" ابدا ... لن أؤذيكِ أبدا...."
صمتت ولم تتحدث بينما نهض هو من مكانه ينوي الخروج من الغرفة ليتوقف في مكانه على صوتها :
" أدهم انتظر ...."
التفت نحوها ليجدها تتطلع اليه بنظرة لم يفهمها ...
" موافقة ...."
عاد واقترب نحوها ... أحاط وجنتيها بكفي يديه وقال :
" فرح .... هل تعنين ما تقوليه ...؟!"
اومأت برأسها وقلبها يكاد ينفجر من شدة الخجل ليرفع وجهها نحوه يتأمل عينيها اللامعتين ووجهها الاحمر ...
انحنى قليلا يطبع قبلة خاطفة على جبينها ... ثم قبلة اخرى على ثغرها ... مددها على السرير برقة وانحنى نحوها يقبل كل انش من وجهها قبل ان يعاود تقبيل شفتيها برقة بالغة جعلتها تستجيب له بكامل حواسها ...
..........................................................................
كانت الاء تجلس على سريرها وهي تتأفف بضجر ...
دخل كاظم الى الغرفة والقى التحية عليها بإقتضاب ...
نهضت من مكانها واتجهت نحوه قائلة بجدية :
" كاظم اريد الحديث معك ..."
" ماذا هناك ...؟!"
سألها متعجبا من نبرتها الجامدة لترد بضيق جلي :
" انا أشعر بالضيق والملل .... والدتك ترفض ان اتحرك من على السرير ظنا منها أنني حامل ... حتى لا تقبل أن أساعد سلسبيل في أعمال المنزل ...."
تعجب كاظم من تضايقها من موضوع كهذا ... فمنذ متى والاء تحب أن تقوم بأعمال المنزل وتساعد سلسبيل بها ...؟!
لم يستطع أن يخفي اندهاشه وهو يقول :
" غريب ....منذ متى وأنت تحبين أن تساعدي سلسبيل بأعمال المنزل ...؟!"
أجابته ببرود :
" منذ وقت طويل... أساعدها في أعمال المنزل أفضل من أن أجلس هنا لوحدي .... "
" حسنا ...سأحل أنا هذه المشكلةة...."
" كيف ...؟!"
سألته بلهفة ليرد بجدية :
" سنخرج انا وانتي سويا كأننا سنذهب الى المشفى لنجري تحاليل اختبار الحمل ،...ونعود لنخبرهم بأن نتيجة التحاليل سلبية ... وهكذا والدتي ستنهي حصارها عليكِ..."
" لكن ...."
" لكن ماذا ..؟!"
أجابته بعد تفكيرر:
" والدتك فرحة جدا بهذا الخبر ... وأنا لا أريد أن أعكر فرحتها به ..."
" هل تمزحين معي يا الاء ...؟! أنت لستِ حاملا ... عاجلا أم أجلا ستعرف الحقيقة ..."
صمتت الاء ولم ترد ليقول كاظم :
" لماذا لم تقولي شيئا ...؟! تحدثي ...."
" وماذا سأقول ....؟!"
سألته بحدة غير مقصودة ليقبض على ذراعها بقسوة قائلا بنبرة غاضبة:
" لا تتحدثي معي بهذه الطريقة...كم مرة على أن أنبهك بهذا ...؟!"
حررت ذراعها من قبضته القاسية وقالت بألم بينما يدها تفرك ذراعها :
" حسنا انا اسفة ....لم انتبه لطريقة كلامي ..."
رد عليها بحدة :
" انتبهي مرة اخرى ..."
اومأت برأسها ثم قالت بنبرة مترددة :
" اذا ماذا سنفعل الان ...؟!"
أجابها بلا مبالاة:
" لن نفعل شيئا ... انتِ من تريدين هذا ... لنترك الوضع كما هو ..."
" هل لي بأن اطلب طلب صغير منك ...؟!"
" تفضلي ..."
ابتلعت ريقها وقالت :
" انا اريد الخروج  قليلا من المنزل... حقا أشعر بالاختتناق عندما ابقى هنا لفترة طويلة... ما رأيك أن نخرج سويا الى أي مكان تريده ...؟!"
تعجب من طلبها الغريب ... هي تريد الخروج معه ... هو دونا عن الجميع... لكنه لم يجد حلا أمامه سوى الموافقة... فأومأ برأسه لتبستم هي بسعادة غريبة...
...........................................................................
ك

عروس الثأر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن