ما هي حقيقتك اللعينة بحق السماء ميسز ريد..
تركتها منبطحةً بجوار الخشب المكسور على الأرض.ثم توجهت للمكتبة أبحث عن شيئ يساعدني على الخروج من هذا المكان اللعين..
(ملاحظة من الكاتب:صدقوني..والله ما رح يطلع الحين..يخسي.)
ظللت أبحث بين الكتب المرصوصة لكنها كانت عديم الفائدة..همم خدم عتيق..يبدو أن هذه الغرفة كانت أقدم من المنزل نفسه—
حححححححححح
استدرت فزعاً...آه لقد أصبح الأمر مملا ميسز ريد...قلت بضجر
استيقظت السيدة العجوز فجأة و قد تغيرت من جديد إلى هذا الكائن البشع..الا أن هذه المرّة كلتا عيناها كانت تنظر في اتجاه مختلف..
اذهاااااااب،صرخت بصوتها الأجّش ثم أخذت تتقدم ناحيتي ببطئ و تعب.
جلت بنظرة سريعة و فاحصة على الأرجاء فوقعت عيناي على فأس متوسط الحجم—
كان عليك ألا تأتي هنري..والآن..يجب أن تموت أنت الآخر،قالت وهي تتمايل فيما علا صوت البرق والمطر تحت الضوء الخفيف الساطع من مصباحي الساقط.
انطلقت نحوي مسرعة بسكينها لكنني تفاديتها يساراً...
آسف ميسز ريد..ثم هويت بفأسي على عنقها فانفتح كأنه لحم مطهو بعناية..
لم أقم بسحب الفأس بل تركتها تهوي على الأرض غارقةً في دمائها وأخذت ألتقط أنفاسي..
إلاهي أنقذني...إلاهي أنقذني..ظللت أُرددها وأنا أضمّ ركباتي و أراقب دمها وقد تصاعد منه دخان..انتزعني صوت الهاتف من الهول..سرت على ركبتاي بسرعة ثم نهضت وأنا أبحث عن مصدر الرنين كالمجنون،كان ذو طراز تسعيني قديم واقعاً على الأرض فالتقطته بلهفة،وضعت السماعة على أذني التي أخذت تنزف بغزارة—
كان يجب عليك ألا تأتي إلى هنا أبداً،أتى صوت أُنثوي من الجهة الأخرى دون أن أنطق بشيئ.
من هذا؟!! وما الذي يحدث بحق الجحيم؟!!!،قلت
إسمي زوي..يجب أن يكون هناك مخرج من خلال الغرفة العلوية..
الغرفة!..تذكرتها حين كنت في الجناح الأول من المنزل.
إذهب إلى هناك.....الآن..ثم انقطع الخط.
توجهت بتعب و رعب شديدين نحو الباب المفضي للجناح الأول فتفاجأت أن العجوز قد اختفت من مكانها تاركة بقعة الدماء الساخنة و فأسي المتوسط..التقطته بصعوبة وأكملت سيري..
كان الجناح الأول صغيراً بعض الشيئ هو الآخر..تفتح الباب فتجد غرفة المعيشة التي زرتها حال دخولي على اليسار ثم بهو ضيق يؤذي إلى المطبخ ثم السلالم المؤدية الى الاعلى، توجهت إلى الدولاب الخشبي الذي لمحته بجانب المدخل فاستخدمت الفأس قاطعا الأغلال،فتحته ببطئ لكنه كان خاليا من أي شيئ،سوى شريط فيديو شاهدته في غرفة المعيشة،كان يعرض لقطات لمجموعة أشخاص بدو أنهم فريق تصوير..توجّهوا ناحية منزل قديم بدا شبيها بهذا البيت ثم أخذوا يصوّرونه من الخارج ثم دخلوا واحداً تلو الآخر ..أخذوا بالحديث عن اختفاء العديد من الأشخاص هنا ثم مواضيع أخرى ثم فجأة اختفى أحدهم،صاح صديقه منادياً لكن ما من مجيب..توجهواً بعدها للبهو الضيق ثم غرفة المعيشة التي أتواجد فيها الآن..فتحوا الباب ثم فجأة سمعت صرير الخشب فاستدرت فزعا لكنني لم أجد شيئاً..أخذت أتصبب عرقاً وأنا أشاهد هذا الشريط ذو الجودة الرديئة،أكمل الرفيقان سيرهم متوجهين نحو السلم المؤدّي لباطن الأرض..نزل الأول ثم الثاني وفيما كان المصوّر يتنقل بعدسته نزولا..سمع صراخ زميله فانتقل المشهد لجثة صديقهم وهو معلّق على خطّاف حديدي،وقعت الكاميرا أرضا و أخذ الإثنان يحاولان مساعدة صديقهم لكنني لاحظت شيئا فيما كانت العدسة على الأرض،لاحظت ذلك الكيان البشري الأسود الذي أخذ ينظر إليهم وسط المياه الخضراء...ثم انتهى الشريط حينها.
حسناً..عليّ التوجه للغرفة العلوية كما أخبرتني زوي..انطلقت مسرعاً وأنا أفكّر فيما كان ذلك الكيان وماهي إلا خطوات قليلة وسط البهو حتى ظهرت أمامي السيدة ريد..
هنري..لا تقلق..هذه أنا.قالت بلهجة ملتهفة ملاطفةً مشاعري فيما عادت ملامحها لطبيعتها كما عاد عنقها لما كان عليه.
أخذت يدي كأنها تخشى أن يأخذني أحدهم:
أعلم أنك لم تقصد إيذائي،قالت بنبرة حنونة.
أمسكتني من كتفاي فتغيرت ملامحها فأصبحت مرعبة أكثر من ذي قبل:
لكن...كان عليك...ألا...تفعل ذلك،قالت وهي تصرخ فيما تطاير اللعاب من فهما.
ألقت بي أرضاً..إنه يؤلم عليك اللعنة،قالت وهي تغرس سكينها في يدي مثبثتاً إياي على الجدار.
آآآآآه...صرخت بأعلى صوت.
ثم أخذت تبتعد بخطوات ثقيلة وكأنها تبحث عن شيئ ما.
كان الألم مبرحاً لدرجة أنني بدأت أفقد الوعي..لكنني تمالكت نفسي وأعصابي وما بقي لي من أنفاس وأخذت أنزع السكين الذي صلّبني على الجدار قبل أن تعود.
حاولت مرّة و مرتين وفي كل مرّة كنت ألمس السكين كان الألم يتضاعف أضعافاً مضاعفة..
هاه..هاه..هاه..هاه..كانت أنفاسي تتصاعد فيما سمعت صوت منشار....صوت منشار أخذ يقترب شيئاً فشيئاً..
فلنر هاه...الآن..هاه...ما شعورك.قالت وهي تقترب.
ثم هوّت بمنشارها باتجاه رأسي..لكنني دافعت بيدي فوقعت أسنانه الحادة وهي تنغرس داخل معصمي..قطعت اللحم في لحظة ثم هشّمت عظام يدي في لحظات فيما أخذت أصرخ و أصرخ.
آآآآه....هاه..هاه..آآآه أخذت أبكي وأصرخ وأنا لازلت مصلباً على الجدار فيما وقعت يدي مقطوعةً على الأرض
انفجرت الدماء من بقية يدي فتناثر على وجهي بل اني ابتعلت القليل منه..انفجر لدرجة أنه قد غطّى ملابسها الرمادية فاستحالت للون الأحمر...
تركتني ملقياً على الأرض..غارقا في دمائي أتلوّى من شدّة الألم،ممسكاً بيدي أو ما تبقى منها..
أخذت أبكي..ثم أتألم..ثم أصرخ قليلا..حتى تلاشى الألم بعد أن لففتها بقطعة قماش من ملابسي،
نهضت وأنا أتمايل فيما الألم ينهشني نهشاً..
يجب...علّي....أن....أتوجه للغرفة.....العلوية..
أخذت أكرر تلك الكلمات وأنا أرتمي بين جدران البهو وصولا للسلالم..
وصلت للأعلى على أمل بعيد.لكنني لم أجد شيئا..ليست هناك أيّة غرفة..فقط مكان خالً مليئ بالغبار و الدمى العارية وبضع صناديق..أخذت أنظر هنا و هناك برؤية ضبابية فوجدت زراً أحمرا على أحد الأعمدة الخشبية..ضغطته بما تبقى لي من قوّة فانبعث صوت آلي تلاه سلّم حديدي بدا كأنه يؤذي للأعلى..
صعدت مسرعاً وصولاً للأعلى فوجدت طاولة خشبية عليها علبة دخيرة..مسدس 9m و زجاجة خضراء كُتب عليها(إسعافات أولية).أخذتها كلها ثم أكملت طريقي لآخر غرفة في هذا المنزل..الغرفة التي تكلمت عنها زُوي.
انعدمت الرُؤيا تماماً وأنا أتقدم شيئا فشيئا..قمت بتلقيم المسدس ثم فتحت الباب ببطئ..كانت غرفة شبيهة بباقي المنزل..واسعة..خالية وتحتوي العديد من الدمى العارية والمزيد من الصناديق..لكن ما كان يمّيزها هو ذلك السلم الخشبي الموضوع على طرف النافذة..
أخذت أصعد المصعد..درجة..فدرجتين..ثم ثلاثة..ها أنا أقترب من المخرج،فتحت النافذة فانبعث أمامي بصوته الأجّش وأسنانه المنكسرة وشعره الكث مرتدياً نظّارات شفّافة و تجاعيده التي غطّت وجهه..أمسك رقبتي ثم وجّه لكمةً استقرت على أنفي فوقعت من فوق السلّم..
تأوهت قليلا فيما نزل و أخذ ينظر إلّي بنظرة باردة من فوقي...
مرحباً بك وسط العائلة يا بُني...قالها ثم هوى بركلة على وجهي فانطفأت الدنيا من حولي.
أنت تقرأ
بايوهازارد (مكتملة)
Horrorيتلقى هنري دويل الطبيب النفسي رسالة من مجهول يطلب منه الإعتناء بوالده لمدة خمسة أيام..يلبّي هنري الطلب ولكن......