الفصل 2

87 5 1
                                    

فصل الربيع ، إنه الوقت حيث تزهر أشجار الساكورا العظيمة في مدينة كيوتو
كانت إيمي جالسة على السرير الأبيض بينما تتكىء بلطف على حافة النافذة لتراقب أزهار الساكورا الوردية التي تتساقط على الارض بغزارة _ منظرها شبيه بتساقط الثلوج في فصل الشتاء _
بعد مدة قصيرة دخل السيد آرثر الغرفة حاملا معه صينية موضوع عليها حساء و فواكه مع قطعة خبز ليقول بعد ان شاهد إيمي شاردة الذهن " بما تفكرين الآن ؟ "
تنهدت إيمي بعمق و هي لاتزال تتأمل المشهد أمامها لتقول بعدها بحزن بالغ " أفكر في الحكمة من وراء مرضي .. أو المغزى من ولادتي في احضان أسرة مدمرة ؟ صدقا ، ما السبب !! "
وضع السيد آرثر الصينية فوق الطاولة الخشبية ليربت على كتفها قائلا بهدوء " و لا أنا أعلم لما أعمل في ذلك المركز المتواضع أو لما أعيش في بيت قديمة رغم أني أنتمي لأسرة ثرية .. لكني أعلم أن كل ما أمر به الآن لن يكون سوى تمهيدا لشيء أفضل سيحدث مستقبلا .. "
إستدارت إليه إيمي بينما علامات الدهشة و الاعجاب بادية على وجهها الشاحب ليردف آرثر بإبتسامة صغيرة " ثقي بي "
إبتسمت بعفوية بينما تقول " معك حق "
بعد أن إنفجر بركان أمل داخل قلبها بسبب كلمات السيد آرثر الدافئة ، و بعد أن أزهرت روحها من جديد .. إنقلب كل شيء !!
إخترق سمعها صوت يصيح في الرواق " جهزوا غرفة العمليات بسرعة !! "
نهضت إيمي من مكانها بسرعة لتقف عند عتبة الباب بينما تترقب مرور صاحب الصوت ، إستغرب السيد آرثر فعلها هذا فقال متسائلا " ما بالك آنسة تيفاس ؟! "
أجابته إيمي بينما لا تزال تنتظر بشغف " كان حلمي أن أصير طبيبة مستقبلا ، لكن الظروف حالت دون ذلك ، أريد أن أرى كيف يسعون لإنقاذ حياة الناس .. "
و بعد ثوان معدودة تحققت رغبتها ، فقد مر الممرضون و هم يدفعون الحمالة التي كان يستلقي عليها ذلك المريض .. لكنه لم يكن مريضا عاديا ، فقد كان .. السيد لين !!
إختفت تلك الابتسامة من على وجهها لتحل محلها ملامح الذعر و الخوف .. تجمدت مكانها و هي ترى والدها في طريقه لغرفة العمليات ، شعرت بضيق في التنفس لتسقط بعدها على بلاط المشفى ..
في حدود الساعة الواحدة صباحا ساد هدوء مخيف أرجاء المكان لدرجة أنه يخيل إليك أنك تستطيع سماع صراخ الجثث في المشرحة !!
فتحت إيمي عيونها بتثاقل شديد _ فمرض " الفيبروميالجيا " يتسبب لها بتعب غير مبرر في جميع أنحاء جسدها _ ، جالت ببصرها في السقف الأبيض ليتكرر مشهد إستيقاظها في أحدى غرف المشفى
حركت شفتيها الشاحبتين ببطء لتقول بنبرة خافتة " اللعنة !! كم مرة سيحدث معي هذا بعد ؟ "
ما هي إلا لحظات حتى مر شريط الليلة الماضية أمام أعينيها التي فقدت جمالها نهائيا ، إنتابتها حالة هلع و ذعر فأخذت تصرخ بأعلى صوتها مرددة هذه الكلمة " أبي .. "
حاولت النهوض لكن أيادي الممرضات كبلت أطرافها بإحكام بينما بقيت خصلات شعرها البندقي الثائرة و دموعها المتطايرة حرة !!..
قاومت كثيرا لكن بلا جدوى حتى أنها لم تكن تسمع شيئا غير صياحها المدوي !!
في هذه الأثناء شعرت بوخزة في ذراعها ثم بدأت تهدأ تدريجيا و في غضون ثوان تراخت عضلاتها كليا ..
خرجت الممرضات لتتركن إيمي تصارع رغبتها الجياشة في الاطمئنان على والدها بينما لا تقوى على الحراك حتى ..
بعدها بثوان قليلة سمعت صوت شخص مألوف يخاطبها بعدوانية جامحة " ما كل هذا الضعف ؟ "
لم تستطع إيمي الالتفات إليه فإكتفت بالرد قائلة بصوت منتهي " أختي .. ماذا تفعلين هنا ؟ "
كتفت تاتسو يديها بينما تطالع أختها المستلقية أمامها بنظرات باردة جدا .. ردت عليها بجفاء " التعامل مع عجوز مريض وحده كافي لتهشيمي ! لا أريد أن اعاني معك كذلك "
لم تعر إيمي لكلام أختها أي إهتمام بل بادرة بسؤالها قائلة " ك..كيف علمت أن أبي موجود هنا ؟ "
شعرت إيمي بلذعة تسري في كامل جسدها و بعد زوال مفعول المهدء تمكنت من الجلوس على السرير الأبيض
إستعادة رباطة جأشها ثم أخذت ترجع شعرها للخلف بينما تجلس باعتدال ، قالت بعد أن صوبت نظرها اتجاه تاتسو بنبرة حازمة " علي أن أكون الأقوى ، لأحميك يجب أن أصير أقوى ! "
تنهدت بعمق قبل أن تغادر الغرفة بهدوء تحت أنظار تاتسو المذهولة ..
***********************************
في القصر الأبيض ، قصر عائلة سوران المرموقة .. كان جيرو يتقلب في سريره الفاخر يمينا و شمالا محاولا النوم لكنه
تلك الصفعة لم تترك له مجالا لذلك .. ذكرى تاتسو و هي تقلل من قيمته علاوة على ذلك وقاحة مرافقه سوو معه جعلته يستشيط غضبا
لذلك قرر أن يستشير والده لعله يجد عنده حلا لمعضلته
قادته قدماه بسرعة إلى أمام غرفة والده .. طرق الباب بهدوء و ما لبث أن سمع صوتا رخما من الداخل يطالبه بالدخول
فتح الباب ليقابله رجل خمسيني جالس على كرسي خشبي هزاز بينما يغطي ركبتيه بغطاء أحمر داكن كان ملكا لزوجته مارثا المتوفية منذ سنوات ليست بطويلة
يقرأ كتاباً بعنوان " جريمة في قطار الشرق "
اقترب جيرو من والده السيد كراوزر ليقول بارتباك " ماذا ستفعل إذا ما قبل خادم وضيع من احترامك و تمت اهانتك من قبل متمردة ؟ "
وضع السيد كراوزر الكتاب من يده بينما تنتابه رغبة جامحة في صفع إبنه الجبان .. لكنه تمالك نفسه بصعوبة ثم قال " التخطيط ثم التنفيذ .. خطوتان مهمتان جدا .. و هما مجرد تمهيد لانتقامك القادم "
******************************
لحظة صدور حكم الإعدام في حقك ليست أصعب من لحظة إلتفاف حبل المشنقة حول عنقك !
حل الصباح حاملا معه نسمات هواء ربيعية منعشة مرفقةً بغناء الطيور المغردة
و مع أول ظهور لخيوط الشمس الذهبية دخل آرثر _ البالغ من العمر أربعين سنة _ إلى غرفة إيمي بهدوء و سلاسة ، فاستقر بصره على هاتين الأختين النائميتين على نفس السرير الأبيض ، أخذ يتأمل حالتهما بتمعن بينما يخاطب نفسه قائلا بنبرة يملأها الحزن " إن ملامح الوجه يمكن طمسها بارتداء الأقنعة .. لكن العيون تصرح بالمشاعر الكامنة داخل الإنسان بكل سهولة .. "
إقترب من إيمي كثيرا ثم مد يده ليقوم بإبعاد خصلات شعرها المتناثرة عن وجهها الشاحب ثم أردف بثقة " كما توقعت .. دموعها لا تزال تنهمر ! "
***********************************
" أوه عزيزي شين هلا أحضرت لي حقائبي من فضلك "
نطقت السيدة أماندا بهذه الجملة بينما تجلس على أحد مقاعد الإنتظار في مطار كانساي _ و الذي سمي نسبة إلى منطقة كانساي التي تضم محافظة كيوتو _
قامت بضفر شعرها الأسود القصير الشبيه بشعر تاتسو بشكل دائري من الأعلى حتى تظن أنه مجرد زينة للشعر ، أما عيناها فقد غطتها بنظارة شمسية تميل للون النيلي بينما تضع أحمر شفاهٍ وردي اللون زاد من جماله لون بشرتها القمحي
ما لبتث حتى وقفت و إبتسمت بلطف عندما رأت زوجها شين قادما نحوها حاملا معه خمسة حقائب من كل الأحجام و الألوان
أخذته بالأحضان و هي تطبع لمستها الخاصة على خذه بينما بادلها العناق هو الآخر
إبتعدت عنه قليلا لتقول بلطف شديد " آسفة ، أتعبتك بحمل حقائبي .. "
نظر ذلك الشاب الأسمر إليها بعيونه التي سرقت لون العشب و قد إبتسم كاشفا عن صف من اللؤلؤ الأبيض لينتهي بقول جملة مرحة ذات لكنة إنجليزية " لازلت أجهل سبب إحضارك كل هذه الحقائب ، خاصة أننا لن نمكث طويلا .. "
تراجعت أماندا بضع خطوات ثم ردت و هي تلوح بيديها في الهواء بدرامية بالغة " هذه إهانة لممثلة مشهورة مثلي ، علي أن أحافظ على جمالي و مظهري أينما كنت ! "
فجأة سكنت مكانها ثم بحركة متثاقلة خلعت نظارتها لتظهر عيونها العسلية المطابقة تماما لعيون إيمي ثم قالت بنبرة خبيثة " أفهمت الآن يا عزيزي ؟ "
إرتسمت إبتسامة مخيفة على وجه الرجل الإنجليزي ثم قال بنبرة ذات مغزى " أحب أماندا القوية ! "
***********************************
فتحت إيمي عيونها لترى أمامها آرثر ببدلة رسمية سوداء و حذاء كلاسيكي من نفس اللون ، يتكىء على الجدار بجانبية ، تناغم شعره الرمادي مع قفازاته البيضاء الراقية مذهل بالفعل ..
فركت أعينها بكسل واضح ثم قالت بنبرة باهتة " سيد آرثر .. أمازلت هنا ؟ "
أجابها بنبرته الفظة " و هل يزعجك بقائي آنسة .. تيفاس ؟ "
تفاجأت إيمي لوهلة لكنها سرعان ما إرتدت قناع اللامبالاة لترد عليه " لا يهمني أمرك بتاتا "
حولت نظرها إلى أختها النائمة بعمق جانبها بينما تقول " من الأفضل أن أتركها نائمة .. ما مرت به ليس سهلا أبدا ! "
نهضت من السرير و ارتدت حذاءها الوردي المهترىء ، رمقت آرثر بنظرة جامدة قبل أن تغادر الغرفة متجهة للاطمئنان على والدها
إبتسم هذا الأخير ثم قال " لقد عادة إيمي كما كانت .. إنها سريعة التأقل كما يبدو لذلك فإن فكرة تبنيها ستكون جيدة ، أنها مسألة وقت فقط "
ثم غادر الغرفة هو الآخر
***********************************
في هذه الأثناء إستيقظ جيرو باكرا على غير عادته .. جهز نفسه و لبس أفخم طقم شبابي لديه ثم سرح شعره البني بحيث أصبح مبعثرا بطريقة ملفتة للنظر بينما غطت خصلات رفيعة عينيه الزرقاوتين و في الأخير رشة من عطر " " تضفي لمسة خاصة
نظر للمرآة و إبتسم بجانبية ليقول بعدها " حاولي مقاومة هذا يا متمردة ! "
صاح فجأة بإسم مرافقه سوو ليحضر هذا الأخير و هو يرتدي نفس طقم الخدم المعتاد مع ملامحه الجادة و أعصابه المثلجة
نظر إليه جيرو بتعالٍ ثم فتح ذراعيه ليردف قائلا " ما رأيك بمظهري الجديد ؟ "
تفحص سوو سيده بعينيه الصفراويتن ، حاول جاهدا أن لا يبدي أية ردود فعل ، لكنه لم يستطع إخفاء إعجابه بالتغيير الجذري الذي حدث !
همس من بين شفتيه " أه ، أجل إن.. "
قاطعه جيرو بينما يرفع ياقة قميصه المخملي قائلا " أوه لا بأس .. أعرف أنه ليس لديك ذوق راقٍ و لا علم لك بأثوابنا نحن الأثرياء ! ، على كل حال دعنا لا نتأخر عن مهمتنا أكثر .. "
ثم خرج و هو يحدث نفسه قائلا " هذا جزاء من يعصي أوامري ! "
تسمر سوو مكانه مصدوما مما حدث للتو !
أطلق تنهيدة قصيرة لتعود إليه ملامحه الجادة لكنه هذه المرة إبتسم و قال " يبدو أن التغيير لم يكن اختلاف في المظهر و حسب .. "
***********************************
بعد مرور ساعة بالضبط استطاعة إيمي أن تقنع الطبيب برؤية والدها .. كان مستلقيا بلا أية حركة ، غرزت الكثير من الأنابيب في صره ، فمه ، أنه و ذراعاه و هذا دليل على أن حالته متدهورة للغاية
تقدمت منه إيمي بسرعة لتجثو باكية قرب سريره و ممسكة بيده الباردة جدا
***********************************
بعد مرور خمس و سبعين دقيقة _ و هي المدة المستغرقة لقطع المسافة بين مطار كانساي و محافظة كيوتو بالقطار _ وصلت أماندا و شين إلى أمام بيت عائلة تيفاس الصغير .. شعرت بالاشمئزاز من منظر البيت المهترىء ذو الطراز الياباني القديم ، نزعت نظارتها النيلية لتقول بينما ترفع أحد حاجبيها بإستهزاء " و أين هم سكان البيت ؟ ألم يستقظوا بعد ! ما هذا الكسل !! .. "
رد شين بنبرة مختلفة تماما " لا .. لا أظن أنهم في البيت أصلا "
فجأة بدأت نظراتها تقفز بقلق في أرجاء واجهة البيت لتبدأ بالركض ناحيته و الخوف يعتصر قلبها لدرجة أنها لم تعد قادرة على التنفس !!
******************************
" في بعض الأحيان لا يجب أن نساعد ، بل مجرد البقاء بقرب الشخص سيساعده ذاتيا "
ظلت أماندا تركض في البيت بسرعة كبيرة ، تخرج من غرفة لتدخل أخرى .. خصلات شعرها الأسود تحاول التحرر بينما ضربات قلبها في ازدياد تام
بعد بحث مطول ، سكنت لحظة لالتقاط أنفاسها المنقطعة ، لملمت شتات عقلها و قوتها لتقول بنبرة حادة " أين هم ؟ اللعنة !! "
فجأة سمعت أصوات خطوات سريعة صاحٓبها صوت شين القوي ينادي بإسمها مرات عدة ، فأجابته بعد أن خرجت من إحدى الغرف لتقول بضجر و هي تمسك برقبتها " ماذا هناك ؟ "
أجفل شين للحظة ثم قال بتوتر " هل أنت بخير ؟ "
رفعت عيناها بسرعة بينما تستشيط غضبا لتجيبه بعدوانية " لما ناديتني ؟ "
إرتبك شين قليلا ثم أردف بصوت خافت " سألت أحد الجيران عن مكان أهل البيت فأجابني بأنه تم أخذ الاب في الليلة الماضية للمشفى إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة "
إرتجفت فرائص أماندا و شعرت بالاختناق من وقع احرف هذه الجملة على قلبها ، أمسكت بذراع شين بينما تحدق للفراغ بنظرات مرتعبة .. لامس شين وجهها الناعم الذي أصبح شاحبا بيده الخشنة ليقول بنبرة رقيقة " أماندا .. أماندا .. أأنت بخير ؟!! "
دفعته بقوة و شقت طريقها ناحية الباب بينما تمشي بعدم إتزان ! ..
***********************************
كانت ما تزال نائمة كالملاك الصغير ، إختلاط لون السرير الأبيض مع خيوط شعرها السوداء المبعثرة يخلق لوحة فنية رائعة .. لكن و مع الأسف فعالمنا مليء بالحاقدين الذي تتملكهم رغبة في إفساد كل ما هو جميل
فتح الباب بهدوء و بطء شديدين ليظهر من خلفه أحد ما .. لا يمكن تمييز جنسه فهو يغطي رأسه كاملا و يرتدي ملابس غريبة جدا ، إقترب من الأميرة النائمة و هو يخرج من جيب سترته الجلدية منديلا أبيض مربع الشكل
في هذه اللحظة بالذات أطلقت تاتسو تنهيدة قصيرة معلنة عن إستيقاظها
قامت تاتسو من مرقدها بوجه عابس معلم بالعديد من تشنجات النعاس القبيحة .. تثائبت لثانيتين قبل ان تلمح ذلك الغريب منتصبا امامها .. حدقت اليه بشيء من الدهشة و الذعر قبل ان تقفز من السرير و تركله بقوة !
لكنه أوقف ركلتها بسهولة ليندفع و يحكم قبضته عليها
حاولت تاتسو الإفلات من ذراع هذا الشاب التي تواصل خنقها بلا رحمة .. لتنتهي جولة المقاومة بالإستسلام و الإذعان التام .. همست في سرها برعب :" اللعنة ! ... انه قوي .."
بعدها وضع المنديل على أنفها و فمها بينما يقول بنبرة مقصودة " لا تقلقي .. كل هذا سينتهي قريبا "
ثم سقطت مغما عليها
***********************************
ظلت إيمي تمسك بيدي والدها بقوة و هي تردد " أبي .. هل تسمعني ؟ "
تحت نظرات آرثر المهتمة بهذه المراهقة الغريبة
فتح السيد لين عينيه بصعوبة كبيرة .. رأى أمامه إبنته إيمي تبكي بحرقة فحاول أن يربت بيده على شعرها البندقي لكن هنا كانت الصدمة
رغم تكرار المحاولة إلا أن النتيجة كانت واحدة .. يد لين لا تتحرك !
حاول تحريك أي طرف من أطراف لكن بلا جدوى ..
إستسلم مرغما ثم أراد أن ينادي بإسمها .. أراد أن يطمئن قلبها عنه .. فتح شفتيه بمسافة لا تذكر ثم أطلق تنهيدات قوية مزعجة
رفعت إيمي رأسها بسرعة بينما دموعها تأبى التوقف لتقول بلهفة " أبي .. إستيقظت أخيرا "
انتابته رغبة جامحة في سؤالها " ماذا يحدث ؟ لما لا استطيع الحراك ؟ لما لا استطيع الكلام حتى !! " لكنه استمر في إطلاق التنهيدات القوية و بعض التلعثمات الغير مفهومة
في هذه الأثناء اقتحمت أماندا الغرفة بهمجية و هي تصيح قائلة " لين .. لين .. هل أنت بخير ؟ "
اتجهت كل الأنظار نحو هذه السيده ذات الشعر الاسود القصير و العيون العسلية الدامعة
تحجرت ايمي مكانها لحظه رؤيتها لوالدتها بعد مرور سنوات طويله ..
رغم أن الموقف غريب و مفاجئ إلا أن السيده امانه تابعت طريقها نحو سرير السيد لين و اخذت تمسح على شعره كردت فعل للاطمئنان عليه لتقول بعدها بلطف " لقد كنت قلقة عليك جدا "
بينما ظل السيد لين ينظر إليها بنظرات مصدومة و كأنه غير مصدق من أنه يرى زوجته السابقه مره اخرى
لكن لحظات السعاده لم تدم طويلا
وقفت ايمي بمحاداة والدتها القلقة لتصيح بنبرة حادة " لما أتيت إلى هنا .. أي غرور هذا الذي لديك .. أية جرأة !!! "
تغيرت ملامح أماندا و تحولت من القلقة إلى الجامدة .. رمت بنظرة جانبية بطيئة على إيمي لتجيبها قائلة بحزم " هل أصبحت لديك الشجاعة لمواجهتي ام ماذا ؟ "

يتبع

تيفاس ✨( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن