الفصل الحادي عشر

2.1K 203 28
                                    

عدوت حول الصالة وانا احاول التركيز ونفض احداث البارحة عن ذاكرتي.. ومع كل دورة اشعر فيها بالإرهاق يصبح التفكير صعبا ومرهقا اكثر ربما هذا ما كان يريده لوكس من هذا التمرين وليس كعقاب كما ظننت في البداية.. مما جعلني ادرك كيف ان لكس يشبه سيتو الى حد كبير لكن هناك بعض الفوراق اراها الأن.. سيتو رغم بروده وقسوته إلا انه تغلبه العاطفة وتلك العاطفة احيانا وتلك تجعله يفعل ما قد يندم عليه او هكذا قال لي اما لوكس فلا.. وهذا جيد..

عدت الى الصالة بعد انتهائي واستكملت التدريب انا ولوكس ولأنني اخذت استراحة او كما يسميها هو فقد انتهى مني على السادسة والنصف لم املك القدرة على الإعتراض خاصتا وان كل مفصل في جسدي يأن.. هذا الرجل مجنون حتى لو ان المسابقة ستبدأ الأسبوع القادم لكن ما يقوم به هو جنون مطبق..

إتخذت طريقي نحو البوابة وانا اعبث في حقيبتي بحثا عن هاتفي عندما اكتشفت انني قد نسيت كتاب الهندسة الفراغية ولدينا امتحان فيه غدا شعرت بالغيظ والإرهاق وانا استدير عائدة الى الفصل وخلال دخولي الى المبنى اصطدمت بأحدهم فتاوهت وانا اهتف:

-ألا تنظر الى اين تسير؟

لأسمع صيحة مدهشة:

-جوزيفين!!

-كاثرين؟!

وبصعوبة استطعت رؤية ملامحها خلال الظلمة فقد اُغلقت الأضواء، قلت في استنكار:

-ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت المتأخر؟

قاتل في تلعثم:

-لقد.. كان هناك اجتماع لمجلس الطلبة وقد تأخرنا الى الأن للأسف

رفعت احد حاجباي في عدم تصديق لما تقول:

-حقا.. إجتماع الى الأن؟

اومأت وهي تؤكد قائلة:

-اجل..

لما تكذب؟.. اعني هذا ليس طبعها.. كاثرين لا تحب الكذب وهي سيئة جدا فيه فلماذا تكذب؟.. هل هناك ما لا تريدني ان اعرفه؟.. تجنبت الموضوع رغم انزعاجي لكني لست بحالة تسمح للجدال ويبدو ان الأمر واضح حتى ان كاثرين قالت:

-هل انت بخير؟

اجبت بإبتسامة لن تراها في الظلام على اية حال:

-اجل انا بخير

عمت برهة من الصمت ثم قالت:

-هل انت متأكدة؟.. صوتك لا يدل على ذلك

تنتهدت وقلت:

-لا تقلقي انه المعتاد وانت تعرفين سيتو...

قاطعتني قائلة:

-ذلك الأحمق، الن يكف ابدا عن مبالغتته في حمايتك؟ انت لست في العاشرة من عمرك!!

شعرت بغصة في حلقي وللحظة ظننت ان دموعي ستفر من عيني.. لكن لا.. ليت هذا ما به فعلا لكنه الأن.. الأن لا ادري ما به؟.. لا ادري لماذا هو غاضب مني او ما قد فعلته خطأ.. ليُعاملني هكذا.. لكني قلت على اية حال:

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن