مليكة اوفقير

121 2 2
                                    


المقابلة التالية هي لمليكة اوفقير مع سامي كليب من موقع 

سامي كليب:


ضيفتنا اليوم في زيارة خاصة ترعرعت بين الملوك والأمراء، وعاصرت كبار نجوم الفن والسينما في حياتها قبل أن تنتقل من ضوضاء الحياة إلى غياهب السجون، في السجن عاشت ما يقارب العشرين عاماً، أشرفت على تربية عائلتها، واخترعت لها ألف وسيلة ووسيلة لقتل الوقت، إنها مليكة أوفقير ابنة الجنرال المغربي الشهير محمد أوفقير، الذي كان أقرب الناس إلى الملك الحسن الثاني قبل أن ينقلب عليه، ويموت في ظروف -لا تزال حتى اليوم- غامضة.

رحلة مؤثرة وصعبة، هي التي تنقلنا فيها اليوم مليكة أوفقير، لكنها -في الوقت نفسه- رحلة من الموت إلى الحياة.

إذن نبدأ من البداية، من الدخول إلى القصر الملكي، كيف كان؟ ولماذا تم اختيارك للدخول إلى القصر؟

مليكة أوفقير:

زيارتي إلى القصر كانت صدفة، وكانت المرة الأولى التي أرافق فيها والدتي إلى القصر الملكي، خلال هذه الزيارة تعرفت إلى الأميرة الصغيرة (للامينا)، وككل الأطفال بدأنا نلعب سوياً، وتآلفنا، وخلال اللعب تشاجرنا -ككل الأطفال- وعندما شتمتني لم أتردد في الرد عليها، مما أثار استياء أهل القصر كيف أني تجرأت. لكن فيما يخصني أنا -كطفلة- لم أكن أعي بعد أهمية أصول التعامل مع أسرة العرش، فقد كانت الأميرة بالنسبة لي مجرد طفلة صغيرة، حينها تدخل الملك محمد الخامس فأخذني في أحضانه، وسألني ما بي، أجبته بأني حزينة، لأنها شتمت أبي، فسألني بما أجبتها أنا، قلت إني شتمت والدها، وهكذا.

وهكذا بعد تلك الحادثة سأل الملك والدتي أن يتبناني، كي أكون رفيقة لُعب وحياة للأميرة، وبما أنه كان من الصعب على والدتي أن ترفض، فطلب الملك شرف كبير للعائلة، تم بين ليلة وضحاها انتقالي إلى القصر، وقد عشت ذلك بشكل قاسٍ جداً، بسبب انتقالي فجأة من حياة إلى أخرى.

سامي كليب:

هل كان أهلك قادرون على رفض طلب الملك؟

مليكة أوفقير:

لا، مستحيل لا -كما قلت- كان ذلك بمثابة شرف للعائلة، بالطبع تألم والداي إذ كان عمري يومها خمس سنوات فقط، لكن كان الرفض مستحيلاً.

سامي كليب:

تم قبول تبنيك، وذهبت إلى القصر، أول المجيء إلى القصر هل كنت تشعرين أنك فعلاً في البيت، أم كانت غربة، وكنت تفضلين أن تبقي عند الأهل الحقيقيين؟

مليكة أوفقير:

الطفل لا يطلب سوى البقاء مع عائلته، لقد ظلت هذه الحادثة في ذاكرتي تشبه عملية اختطاف، بما أنّي انتزعت من أهلي، وعندما أقول أهلي أعني والدتي بالذات، أكيد أن حياة أخرى انفتحت أمامي، ولم تكن من اختياري، خلال تلك الحياة عشت طفولة سعيدة، انتقلت منها إلى سنوات المراهقة والشباب، لكني بكيت مراراً خلال كل تلك السنوات لابتعادي عن والدتي.

السجينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن