مرحبا بكم قرائي الأعزاء
في السنة الفارطة احتفلت و اياكم بهذا اليوم و الذي يوافق 21/03 بأنه ذكرى سنوية لأطفال داون و مع رواية تريزوميا و هذه السنة سوف نحتفل بطريقة أخرى ، في الواقع إنه ثلاثة أعياد بالاظافة لكونه أول يوم من أيام الربيع فنرجوا من الله أن يجلب معه الربيع لحياتنا و يحمل الشتاء معه خريف و شبح كرونا و يغادرا
للأب دور كبير في حياة كل منا و نحن تعودنا على افردا مساحات نروي فيها قصصا عن الأم و طفلها مهملين ذلك الدور الجبار لذا هذه المرة تركنا الأم جانبا و حاولت خوض التجربة مع أب
*
استمتعوا
تشانيول
ربما هي تلك القصة الاعتيادية ، زوج شاب توفيت زوجته أثناء انجابها و لن تنتهي القصة عندي ، هي ستتكرر و لن تتوقف و الحياة لن تكتفي و لكن أنا الحياة منحتني عطاء ، و راضي بما أعطتني إياه ...... صغيري جايد ، من بعد والدته أنا استقمت و عدت للحياة لأجله ، وحده من يحييني بلمسته ، بهمسته و بعناقه الصغير ، كفه الصغيرة عندما تمسك كفي تختزل كل أحزاني و ألامي فلا أجد لها مبرر و هو بحضني ، و هو يضمني و يضع كفه على وجنتي و يحدق بتفاصيلي التي ورثها عني
مرت سنة و تسعة أشهر فعلا على فقدانها و لكنني لن أجعل من ذلك اليوم ذكرى حزينة لطفلي ، أبدا فأنا سوف أحتفل و اياه ، سوف نطفئ الشموع واحدة تلوى الأخرى ، أغني له و نتناول معا كعكة ميلاده ، جروحي سوف تختفي بصروحي و لن يرى وجهي إلا مبتسما ، ليس من العدل أن تسرق منه الحياة روح أمه و ضحكة والده أيضا
وضعت الورود على قبرها و ابتسمت ، أجل ابتسمت من قلبي ثم التفت و ناديت عليه هو من كان ينحني أمام زهرة صغيرة نبتت في هذا المكان الخالي من الحياة
" جايد تعالى حتى نودع أمي "
سنتين تقريبا مرت من عمره و لا زل لا يتقن من الكلام إلا كلمات معدودة على أصابع اليد الواحدة و هذا أمر عادي بالنسبة لعمره ، التفت لي و هو لا يزال يجلس القرفصاء أمام تلك الزهرة و أشار لها ليشهق بطريقة متحمسة و أنا ابتسمت و حركت كفي أشير له أن يأتي مع كلمات داعمة و مشجعة
" هيا جايد أسرع لحضني "
عندها استقام بقامته القصيرة ، ثيابه التي كانت بنطال جينز صغير ، سترة صغيرة زرقاء داكنة و تحتها قميص صوفي بني مزركش ، مد خطواته الصغيرة و ركض بتعثر يشبه تعثر أقرانه حتى وصل الي ، و لما هو أتاني طالب بحضني و أنا التقطته داخله ، حملته و استقمت فتمسك بحضني ، حدق بي و بخربشة كلام صغيرة هو أشار نحو الزهرة فابتسمت و رفعت له كفه