3/4
أطلقت إيلينا أنفاسها بصعوبة " بدأ الأمر منذ شهر واحد تمامًا، حين كنتُ عائدة من إحدى الحفلات المتأخرة مع صديقاتي، أخبرني زوجي أن أتصل به ليأتي و يقلني للمنزل لكننى فقدتُ هاتفي هذه الليلة و قررت العودة بمفردي.
أعني، ماذا سيحصل؟
قمت بالعودة بمفردي و توقفت عند أحد المحلات لأشتري بعض الطعام لنتاوله أنا و زوجي كعشاء مُتأخر.
عندما كنت واقفة في انتظار الطعام، شَعرتُ بأحدهم خلفي لأشعر بشئ حاد على رقبتي ويهمس لي أن أسير إلى الزقاق المظلم بدون صوت و إلا سيقوم بذبحي في مكانه.
حاولت التفاهم و معه و إخباره بأنه ليس معي نقود ليسرقها، لأشعر به يحقن رقبتي بشئ ما. وهذا هو أخر ما أتذكره من تلك الليلة."
صَمتت الفتاة لتأخذ أنفاسها و تلهث بينما تضع رأسها بين يديها و ترفض النظر لأي شئ حولها.
هى تخاف أن تفتح عينيها و تجد نفسها في تلك الغرفة المظلمة مُجددًا.
" أحسنتِ صنعًا، إيلينا. يمكنكِ التوقف لو أردتِ." تحدثت الطبيبة بلطف. هى تعلم جيدًا الصعوبة التي تواجهها الفتاة في سرد ما حصل.
لتهز رأسها نافية بشدة و تمتم بصوت مخنوق " لا، بقية الفتيات."
هى تُريد المتابعة لأجلهن!
ابتسمت الطبيبة على شجاعتها " إذا، ماذا حدث بعدها؟ أين استيقظتِ؟"
شَهقت إيلينا بحدة لتجذب خصلات شعرها بقوة لتبدأ أنفاسها بالتسارع و قلبها بالطرق بسرعة. العالم يدور من تحت أقدامها و أحست بأن الوضع من حولها يتغير و الصورة من حولها تعود لتلك الغرفة المظلمة و أحد الرجال على وشك الاعتداء عليها مُجددًا لتقفز من مكانها و تبدأ بالصراخ المُستمر.
انتفضت الطبيبة من مكانها بسرعة لتُحاول الاقتراب من إيلينا و مُحاولة تهدءتها لكن عقل الفتاة لم يكن حاضرًا و إيلينا ظنتها ذاك الرجل من تخيلاتها لتدفع الطبيبة بعنف جانبًا.
على الفور دخل المسعفون الغرفة ليبدؤا بتقيد حركة إيلينا حتى لا تقوم بإيذاء نفسها.
صرخت الطبيبة بهم " برفق! هى تمر بنوبة هلع!"
بدأ صراخ الفتاة يهدأ حتى فقدت الوعى تمامًا وسط حضور الجميع.
.
.
.
- في مكتب الطبيبة -
وَقف زوج إيلينا بجوار القائد هنرى و المحقق ماكس بجواره أمام مكتب الطبيبة.
" لقد قمنا بالبحث عن مطاعم الأكل التي كانت مفتوحة في ذاك التاريخ و وجدنا المكان التي قصدته إيلينا، قمنا بالبحث في سجلات كاميرا المراقبة و عَثرنا بالفعل على ما قالته إيلينا. تم رصد وجه الرجل و كافة قوات الشرطة تبحث عنه الآن." تحدث القائد هنري. هم بالفعل يبذلون كل جهودهم هنا.
" بالتأكيد، سَنجد هذا الحقير." توعد المحقق بغضب مكتوم، هو فقط لا يعرف كيف سَقط هؤلاء من معاني الانسانية هكذا ليقوموا بالاتجار بالبشر و بيعهم هكذا؟
حَركت الطبيبة رأسها نحو زوج إيلينا لتجده ينظر إليها و يسأل " متى أستطيع مُقابلة زوجتي؟"
تنهدت الطبيبة بعدم حيلة، هى لا تعرف كم من الوقت ستأخذه إيلينا، هى عَرضت عليها الأمر سابقًا لكن رد فعلها لم يكن جيدًا بالمرة.
" قريبًا، سيدي."
عَقد القائد هنرى حاجبيه بحيرة " ماذا عن الطفل؟ هل عرفتم أي شئ عنه؟"
حَركت الطبيبة رأسها نافية " تواصلت مع الطبيب المتخصص هنا، هو أكد حَمل إيلينا عن طريق تحاليل الدم، لكن لا يمكننا الجزم في أي شهر هى بدون أن يقوم الطبيب بالكشف. إيلينا رافضة التواصل مع أي ذكر و لا توجد طبيبة أنثى هنا."
صَكَ زوج إيلينا أسنانه بغضب ليقوم بضم قبضة يده بقوة حتى تتحول للون الأبيض. ألا يكفي أن زوجته اختُطِفَت و تعرضت للاعتداء - وحده الله من يعلم كم مرة اعتدوا عليها - و الآن هى حامل؟
" سنحاول التواصل مع أي طبيبة أنثى من المستشفيات الأخرى، لو كان حمل إيلينا أقل من شهر، إذا فوالد الطفل أحد هؤلاء الأوغاد و لو كان أكثر من شهر فالطفل يخصكَ." وجه المحقق ماكس كلماته نحو زوج إيلينا ليستأنف " فلندعو الإله الآن أن تسير الأمور هذه المرة حسب ما نُريد."
.
.
.
- مكالمة على الهاتف، بعد يومين -
" مرحبًا أيتها الطبيبة، هل كل شئ على ما يُرام؟" سأل القائد هنري بقلق و حيرة.
" الأمور بخير، أيها القائد. إيلينا طلبت مني أن تتحدث معي مُجددًا، تقول أنها مُستعدة هذه المرة." تحدثت الطبيبة بهدوء بينما تُخبره بما حدث.
تنهد القائد " هل تظنين أنها ستستطيع الحديث هذه المرة؟"
" هى تُحاول بكل جُهدها، سيدي."
_______
أي نقد؟
-See you when I see you ❤
-Anna 🌸
أنت تقرأ
The Broken One
Mystery / Thrillerمكتملة...|| "أمي؟" انتبهت إيلينا إلى طفلها صاحب الأربعة أعوام أمامها. " نعم عزيزي؟" همست هى بلطف بينما تنحي لتصل لمستواه. " ما هذا الوشم؟" سأل الطفل ببراءة. " شئ أنتَ لست بحاجة للقلق بخصوصه، عزيزي." ابتسمت هى بهدوء. . . . #قصة_صغيرة #قصة_منتهية #فك...