٣٣

138 12 5
                                    

لا شئ يتحسّن، لا شئ يُصبح أفضل، بل العكس، يا ليته يبقى ثابتًا حتّى، كُل شئ يتحوّل بشكلٍ مُزعج و مُهين إلى أسوأ و أسوأ مِنه، إلى أبشع، جميع الأشياء تُصبح أشدّ سوداويّة و أكثر ضياعًا، الأفضل ما هوَ إلّا وهمٍ اخترعناه كمحاولةٍ لا فائدة مِنها كي نُقنع أنفُسنا أنّنا نتحسّن، لكِن لا شئ يتحسّن على الإطلاق، نحنُ نقتربُ مِن الهاوية أكثر، نهوي إلى القعر أسرع، و نرتطِمُ بأشدّ الأماكِن ظُلمةً و سوادًا في عقولنا، بأكثر الأماكِن ضيقًا و وِحدة على الإطلاق، نتحوّل إلى وحوشٍ تصرُخ، إلى مُقاتلين ضُعفاء جُبناء بُلهاء يُحاولون مُحاربة أنفُسهم، بل و أشدّ بلاهةً أن نعتقِد حتّى أنّنا سننتصِر بمعركةٍ حُدّد فائزُها مُنذ أزلٍ بعيد، و هو ليسَ نحنُ بالمُناسبة، و يا ليتنا نقتنِعُ أنّهُ ليسَ نحن، ليتنا نعلمُ أنّنا خاسرين بائسين سوداويّين لا فائدة تُرجى مِنهم، ليتنا لم نبدأ بهكذا معركة مُنذ البداية، ليتنا و ليتنا..لكِن أنّى للندم أن يُجدي؟ أنّى أن يُسعِفنا و قد فاتَ الأوان على كُلّ شئ؟ أنّى و قد خسرنا معركتنا الواهية ضدّ أنفُسنا؟ لكِن يا ليتنا مُجددًا لم نكُن، و يا ليتنا لم نُوجَد، و يا ليت العالَمُ يدري عمّا يجولُ بنا مِن معاركَ لا طائل مِنها ولا نفع، لا تفعلُ سوى تهشيمنا و تحطيمنا و استنزاف كُل طاقاتنا، حتّى على الرغم مِن أنّنا مَن بدأناها، و لكِننا ما زلنا ندّعي القوّة، و نأبى الاستسلام بسذاجة، و نحنُ نعلمُ في قرارة أنفُسنا أنّ لا سبيل للنجاة، ولا مهرب ولا مفرّ، و أنّنا مُنهزمون لا محالة، و أنّنا هالِكون على الرغم عنّا و مِنّا .

RitaShugiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن