كبس الشاب على الزر الذي دله عليه الملك. فانفتحت صفحة فيها صورة حية عن الدنيا
بدون صيادي سمك...كانت الصورة مهولة؛ تعطّل قطاع صناعة القوارب وأغلقت الكثير
من الأسواق والمطاعم أبوابما وتسكع العاملون فيها في الشوارع يستجدون الناس؛ بيتما
امتلأت المستشفيات بمرضى مصابين بأمراض الغدة الدرقية الذين كانوا يجدون في السمك
مادة اليود الضرورية لعملهاء وتزايدات حالات سوء التغذية في كل مدن العالم الساحلية
حيث تشكل الأسماك المصدر الأساسي للبروتينات.مد يديه فوراً لإغلاق الصفحة؛ لكن عقلائيل طلب منه ألا يستعجل بالإغلاق بل يواصل
التفرج على النتائج.واصل التفرج وسرّع الأحداث فإذا به يجد أولاد الصيادين الذين ورثوا ثروة آبائهم قد
اعتادوا الكسل بسبب الإنفاق من ثروتم الموروثة؛ ولما نفدت بقوا حائرين بلا مال ينفقونه
ولا عمل يحسئونه.وواصل متابعة النتائج فوجد اضطرابات سياسية وتفشي جرائم وانتشار أمراض و...و....
لكن عقلائيل نظر إليه قائلاً:
. والآن أيهما أفضل أن نرسل له ملكاً ينتشله؟ أم نرسل له خشبة وزميلاً له لكي تتقوّى
أواصر الصداقة بين أصحاب المهنة الواحدة؛ ولكي يتعلم الصياد كيف يؤْمّن رحلته من
الأخطار في المرات القادمة؛ ويكتسب بحربة يضيفها لتجارب الآخرين فتنمو المعرفة البشرية
بالخطأ والتجربة؟© أجاب الشاب:صحيح
© فردّ عليه عقلائيل:
© لكن هذا الخيار ينطوي على معاناة مستمرة للصيادين وأهلهم» ولا يوفر لهم عيشاً
مريحاً ولا أرباحاً طائلة....ما رأيك؟
© الآن فهمت...لو أعطينا كل عامل كنزاً فلن ينزل أحد إلى سوق العمل
© وماذا يحدث؟
© ستتوقف كل الأعمال
© وإذا توقفت؟© ستتوقف الحياة...سيموت الناس جوعاً
نطعمهم...نحن قادرون على ذلك...نرسل لكل عائلة طعاماً جادرً...ثلاث
وجبات في اليوم تصلهم إلى باب البيت...نحن قادرون على ذلك...لا تخسر شيعا
ولا نبذل جهداً ....ألا ترى أن الرحمة الإلهية تقتضي ذلك؟© ستفقد الحياة معناها وتفقد طعمها تماماً.....أشكرك جداً على هذا الدرس
© طيب؛ واصل عملك...انظر إلى الإشارة ١ لحمراء التي أضاءت هناك...