القصة ٣

4 0 0
                                    

وكأنه كان يريد جدالًا معي كي "يرغمني" على رأيه ورغباته ، وأشعر بمشاعر النفور والكره ثم أرجع له مغرمة فهو ادماني المسكن الذي بدأ يضجرني.
اصبح متطلبًا اكثر ، ونزقًا اكثر وأكثر ، وانا بثقة عمياء تعود لتدينه الذي يظهره بكل السبل ، ألبي رغبته ، رغم غباءه في قوله انني اخيفه وسأفطحه وينبغى ان اصمت عن البوح للآخرين بشخصه وعلاقته معي وأني سأضره يومًا ، لكن أستمر بالتعلق اكثر واكثر
ويستمر بالتعنت والصفاقة والعنجهية ، بتُ اعلم مايبغضه
اسد ما يغيضه ان يرى شخصًا مثل امكانياته ناجحًا ، ويراني في تقدم ، يحب اهانتي في لهجتي "المخالفة" للهجته واهانتي في تعليمي و كوني امرأة (رغم اظهاره في صورته الخارجية بإستماته أنه ضد اهانتها)
فيظهر اضطرابه اكثر وأكثر
الى اللحظة التي عُريَ فيها امامي تمامًا ، بت أراه على حقيقة ، نفاق ديني جلي وظاهر ، رغبات شبقية مقززة ، كره وبغض لكل مخلص ، استغلال ظاهر للبشر لأجل اغراضه الى مرحلة يفتخر فيها باستغلاله الذكي للبشر!
ونتانت العنصرية فاحت منه بشكل مقزز اثار اشمئزازي ، أرى نفسي مقيدة جدًا ، وكأني مرغمة على الوجود معه ومع ذكره لإكتائبه عدة مرات
لا قلب لي إن تركته يعيشه مرة اخرى
مضت الأيام وانا من بؤس لآخر ، لا أطيق رؤية نفسي ولا الحال الذي انا عليه ، حتى اسمه يثير غثياني لكن .. احتاجه لتسكين ألم لا أتحمله ولا أطيقه
واستشرت احدى الصديقات ممن رأيت خبرتها وتعاميت عن عللها النفسية ومنطقها الأعوج وأشارت لي بما أفسد البقية المتبقية من نظرتي الصافية لذاتي ؛ ما أعيشه بسبب تقصيري في اغداقي عليه "بالحب" فيجب أن ابادله الرغبات أيضًا!
لا أعلم كيف استمعت لها ، واذعنت لسذاجة وخبث وقبح منطقها ، وجربت تلك الرغبات ، فألتهمني الفراغ
والفراغ
وسواد اكثر وأكثر
وهو في الجانب الآخر ، اضحى سراب يبتعد عن ناظري بزيادة عما سبق ،
إلا أن اظهر عمق نظرته اتجاهي!
لم استطع تحمل نفسي حينها
فقدت ذاتي
واحترامي لها
وبت أتسائل لما اعطيته ثقتي العمياء!!!
ماذا دهاني
أي مستنقع وحل غرقت فيه
وفي نهاية يوم دراسي متعب مليء بالدموع والبكاء والألم
تواصلت مع صديقتي استغيثها ان انقذيني ، هل ما فعلته خطأ ، ووسط نوبات بكائي واجهتني بأشد مخاوفي
(كله كان كذب)
كالماء البارد أغرقتُ به في ثانية ،
صفعة قوية
كفكفت دموعي بعدها
سلحت نفسي وأرغمت نفسي على الرحيل
توقعت تشبثًا وتوسلًا
واجهته اني متعبة ووجودي معه لا ينفعني
لم يجادل كثيرًا هي اتهامات بالتقصير مني انا فقط
وانه يواجه ما اواجه
لم اترك له حتى مجالًا للحديث
ومضيت ،
ولإدماني بحثت عن مايرضيني اكثر في اخطاءه اكثر ووجدت شواهد غبية ورميته بها وجعلتها كبش فداء لقهري وألمي
حتى
في خطابي الأخير ،
كتبت فيه كل مايمكن أن اهينه فيه
اتهامات وصفات بشعة
كتبتها لأعريه امام ذاته وافضحه
اترجم مشاعر الكره والضغينة التي احملها
ربما قليل من السباب يشفي جرح كرامتي التي اهينت
وكان جوابه ، اللا جواب
، ابتزاز عاطفي وهروب
لم ينكر حتى ولم يشر الى اي اتهام
فقط هجوم يداري به سوئته الظاهرة وقبحه الجلي
ثم ادعاء بالفوز في المعركة
وكأني طحنت نفسي طحنًا وتصابرت لأجل اللا معنى
واللا شيء
واصبح فؤادي خاويًا لا حب حقيقي استند عليه
ولا غرام اسكن به ألمي
محض استغلال تكرر على مسامعي قبلًا الاف المرات وكنت ضحيته المليون ربمًا
كنت كسابقاتي لا شيء جديد
صمن دوامت نتانته الضحية الرقم .. مليون ربما
المشكلة كانت في عدم استيعابي بداية
ثم انكاري
ومحاولة التخطي مجبرة دون الإلتفاف لمشاعري
الحمدلله اتضح كل شيء وكان من البداية
محض لا شيء
ربما اعاني الآن لتهميش مشاعري وتسطيحها
لكن
كلها
هينة امام تلك الفترة العصيبة من حياتي
اكتبها افرغ فيها جميع مكنونات قلبي
واقفل هذا الملف
لأبدأ فصول حكايتي دونه

ولادة الرُدَينة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن