في إحدى الروايات التي تمت أحداثها بين أروقة حي هادئ ، ذُكر اسمه بشكل عابر
لم يصلح لبطولتها لأن أحدهم كان قد أتقن الدور قبله واستحق الذروة ..
وعنه هو فقد راق له آنذاك دور الصامت ال ُمحتل الهامش..
كان محمود ضيفًا في أحد الصالونات يحتسي القهوة شحيحة السكر وينتظر حبيبة آخر ، غافله القدر لوهلة فانتبه بعدها على صراخ وعويل مرحى!
فالعروس قد ذهبت إلى حبيبها وبلا رجعة ..
في سابقة في عمره لن تتكرر تركته العروس وذهبت إلى من تحبه ويحبها
واستفاق على خبر يحمل من التعاسة ما يستطيع، دون مقدمات حدثت للفتاة كارثة
والسرد لن يسترسل ، الحكاية هناك ليست حكايته من الأساس ، انصرف يومها بلباقة دون أية دراما
والحقيقة التي لا يعلمها أحد أنه كان يمتلك خططًا تخصه وحبيبة أخرى كذلك ......................
ليس هينًا أن تعاصر أم انهيار أخرى كادت أن تفقد وحيدتها
فبعدما عادوا من المشفى بعد زيارة العروس الهاربة بكت أمه كثيرًا وبحرقة ُمشتكية لأبيه الجالس أمامها في شرفة المنزل يبرد لها مشروبها العشبيـ محدش عارف مصلحته ياصادق ، البنت كانت هتروح في ثانية .
تنهد الرجل قائلًا بعقلانية
ـ الحمد لله على كل حال .كان محمود جالسًا على مقعد وثير في الصالة يراسل هند بصمت وأذنه تلتقط ما تهذي به أمه عبر باب الشرفة المفتوح وصله صوتها الساخط
المترفع بأرستقراطية بائدة مازالت تصر على التشبث بهاـ بقى في واحدة عاقلة تسيب محمود ابني ؟
لم يعقب الأب
بينما ابتسم محمود وكتم ضحكته ؛ يعلم أن لو سمعت هند تلك الجملة ستتهكم لً محالة ..
وصله جملة أخرى مشوبة بالتصميمـ بس أنا هدورله على ست ستها ؟
وقتها انتفض محمود من جلسته المسترخية واندفع نحو الشرفة ، استند لبابها وقال بجدية وصوت مرتفع
ـ كفاية يا ماما لو سمح ِت ، حضرتك عارفة إني عايز أتجوز هند من زمان .
زجره أبوه بحدة
ـ خد حقك بصوت واطي .
زفر محمود وأطرقبينما كفكفت الأم دموعها قائلة بما لا يقبل نقاش
ـ على جثتي تتجوز هند دي .
تصلب فك محمود وصمت بينما عادت أمه تعبر بسخط
ـ كفاية إللي حصل لخالك .
استشاط محمود غضبًا لكنه استمر في صمته
فأكملت هي
ـ أنا هدورلك على إللي تليق بيك ؟
استنكر مشيًرا إلى نفسه
ـ تليق بيا ؟!! ، المفروض أنا إللي أبذل مجهود عشان أليق بيها ..
قالها ولوح لهما منصرفًا تاركًا إياها تندب حظها وحظ ابنها الذي وقع في فتاة لا تمت للأنوثة بصلة في نظرها ..
............
مرت عدة أيام يتجنب فيها الحديث مع أمه بخصوص الأمر وانشغل في عمله حتى عن هند ، وفي نهاية الأسبوع في إحدى الصالًت الرياضية المفتوحة للجنسين كان محمود مستلقيًا بجذعه فوق مقعد مريح
جسده الرياضي مرتخيًا وعيناه تدوران حوله بتكاسل ، والنظرة الدّوارة تشمل الواجهات الزجاجية للصالة والمرايا ومن ثم تعود إلى المنهمكة في تمارينها في أحد الأركان ،
أنهت هي ما تفعله وتوجهت نحوه بخطوات هادئة ، ملابسها الرياضية كاشفة لم تترك شيئًا للمخيلة ، قذفها بمنشفة من جانبه قائًلا بتهكم
-استري نفسك
ضحكت ضحكة رنانة والتقطتها قائلة بتشفي
-عجبك شكلك كدة؟
فهم مقصدها لكنه تلاعب واعتدل ينظر في المرآة القريبة منه قائًلا بسماجة بعدما مسد خصلاته ببرود
ـ ماله شكلي ما أنا زي القمر أهو .