ولكن هذه العِزّة المستعلية المستقرة في جبهة حوت العنبر الكبير قد امتدت واتسعت، حتى إنك إذا حدقت فيها وأنت تواجه الرأس من أمام شعرت بالإله والقوى الجبارة هنالك بأكثر مما تشعر بها وأنت تنظر إلى أي شيء آخر في الطبيعة الحية. ذلك لأن نظرك لا يقع على شيء واحد إذ لا ينكشف له أي ملمح على حدة، فلستَ ترى أنفا أو عينين أو أذنين أو فما، لستَ ترى وجها، إذ ليس للحوت وجه محدد السمات، ليس إلا جلد عريض واحد يسمى جبهة، وقد غضّنتْهُ الألغاز، وكُتبت في أخاديده الصامتة مصائر القوارب والسفن والناس.
_موبي ديك