بالرغم من كون فناء السجن يشبه قلب الأهرامات
الخالدة إلا أن بذور الأعشاب التي تلقيها الطيور أخذت تنمو بين
الشقوق بفعل سحر عجيب.
رأيت بارتلبي الضائع جاثم على نحو غريب عند قاعدة
الجدار، ركبتيه مرفوعتين، ومستلقية على جانبه، رأسه يلامس
الحجارة الباردة، لكن لا شيء تحرك. توقفت، ثم اقتربت منه،
انحنيت ورأيت أن عينيه المعتمتين كانتا مفتوحتين، وخلاف ذلك
كان يبدو نائمة بعمق. شيء ما حثني على ملامسته. تحسست يده
فإذا وخزة رعشة تسري في ذراعي ثم إلى أسفل عمود الفقري
وإلى قدمي.
الوجه المستدير مؤن الطعام حدق في الآن. "غداؤه جاهز .
ألن يتغدى اليوم أيضا؟ أم أنه يحيا دون غداء؟".
"يحيا دون غداء"، قلت، وأغمضت عينيه
"اه انه نائم اليس كذلك"
"نعم مع ملوك و مشيري الارض"همهمتُ_بارتلبي الناسخ