كنت في 12 من عمري اذكر عندما رأيته بتلك البذلة العسكرية وعلى صدره نجوم تشبه تلك التي في السماء ..وعلى كتفه يرتسم شعار البلاد .. نظرت إلية بحماس وفخر ...
- ياااااه هذه البذلة رائعة يا أبي .. ؟...
نظر لـ عيني البرئيتين حينها ..وابتسم لي ...
- ولكن ألم تعدني أنك ستأخذني للجبل هذه المرة ...وها أنت تخلف بوعدك وستذهب للعمل..- ههههه نعم لكن عندما اعود من العمل سنذهب معا نحن الثلاثة ... اريد وعدا منك ....اريد ان تكونا بخير معا...
...........ونظر لأمي التي كانت حزينه
- حاضر سيدي الضابط...
نظر إليّ وضحك لا تزال تلك الضحكة تطرب اذناي وكأنها ألحان مطربة ..لكن أمي لم تكن سعيدة ..كانت حزينة حتى أنها ذرفعت دموعا .. كانت تتكلم بصوت أكاد أسمعه وكأنها تتمتم ولا تريدني أن أسمع ..لم أسمع إلا كلمة واحدة ..
.......ولكن هذه المرة مختلفة : - أخشى عليك ..
ربّت على كتفها وابتسم : - لا تقلقي سأكون بخير ؟..بعدها ذهب ... لم أعلم ما سيكون الآتي ..انتظرنا أياما ..وأسابيع ..الى أن تعدت الاشهر وأبي لم يتصل ...ولم يعد ..زادت أسئلتي لأمي ..متى سيعود أبي .. ألم يشتق لنا ..لقد اشتقت له ..
كنت أتكلم ودموعي تنزل لم أعتد غيابه الطويل هكذا ... وأمي لا تنطق...فقط تكتفي بذاك الصمت الخانق .. كنت ارهقها بأسئلتي التي لا تجد لها اجابات ...وتكتفي بالصمت ..كنت أشعر بأنها تسأل نفسها نفس الاسئله..إلى أن جاء ذلك اليوم ..
استيقظت كعادتي أتناول الفطور مع امي التي كانت شاردة وكأنها في بعد آخر ..حتى أني كلمتها مرارا ولم تنتبه وكأنها لم تشعر بوجودي ...كنا على ذاك الحال إلى أن ....رنّ الهاتف...ذهبت أمي باتجاهه ....وعلامات الخوف بادية على وجهها ..ردت كانت نبراتها بالبداية هادئة..: - سيد كونال ..!.. ماذا ..؟..
اقتربت من أمي لأنني علمت أن هذا الهاتف من أبي ..فسيد كونال هو صديقه ..ولكن لما لم يتصل هو ...ولما صديقه من يتصل لا هو ...
..شيئا فشيئا تغيرت تلك النبرات إلى أن ... امتزجت بدموع تنهال بسرعة ..: - متى حدث هذا ...؟.. كيف ...؟ ..لا أصدق....هذا مستحيل ..؟
نظرت لأمي كانت تبكي بشدة ..ولكن لما ... إلى أن اغلقت الهاتف اكتفت بالبكاء ..سألتها :- أمي هل هذا العم كونال ..هل من أخبار عن أبي ...؟ ..
لم تجب اقتربت مني واكتفت بعانقي بشدة لدرجة أن ذاك العناق كاد يخنقني ...ولكن لما تبكي ألم يكن ذاك الاتصال عن أبي ..ألا يجب أن تكون سعيدة ..لكنها قالت لــي : والدك سيعود اليوم ..
فرحت كثيرا أخيرا سأرى أبي سيعود ..وسيفي بوعده لي.: - أمي لما البكاء ..؟ أليس علينا أن نكون سعداء..؟
أنت تقرأ
في حياتي ...تضحية
Short Storyلا مستحيل ليس أنت ..؟.نظرت إليه بدهشة بدأ يهوي أمامي..كاد يسقط لولا امساكي له ...حتى استقر بين ذراعي ...لما ..لما فعلت ذلك ..؟ كان ينظر إليّ نظرات دافئة..يبتسم رغم كل ما حدث..وأنا أمسكه وأذرف تلك الدموع التي تنهمر كما شلال مياه ...ولساني الذي لم يست...