الشجار .. اللقاء
عاد احتفال رأس السنه وعادت معه موجة اخرى من المرضى الى المستشفى . حمدت لويزا الله على انشغالها , فلن تطيل التفكير في زاكاري فيما تتنقل مسرعة في انحاء القسم .
لكن محاولتها الجادة لنسيانه جعلتها حادة الطباع , واخذ موظفوها ينظرون اليها بحذر كلما رأوها .
لاحظت لويزا تلك النظرة الحذرة في عيني انيتا كارتر ذات مساء عندما تقدمت نحوها. فعبست :
- لقد اصبحت غولة !
فكرت في ذلك وتذكرت سنواتها الاولى في التمريض وخوفها من بعض الممرضات اللاتي يكبرنها سنا فسألتها بصوت ارق مما كانت مصممة عليه :
- هل اعطيت الحقن للمرضى . يا انيتا ؟
بدا على الممرضة الاضطراب :
- كنت على وشك القيام بذلك , يا اخت جيلبي . كنت مشغولة .. .
- حسنا , قومي بذلك الآن . واجعلي امنيتك لهذه السنة الجديدة الالتزام بجدول العمل قدر الامكان . وان طرأ عليك أي جديد , يجب ان تواجهيه ايضا .
فقالت انيتا بخنوع :
- نعم , هل تمنيت انت شيئا للسنة الجديدة , يا اخت جيلبي ؟
فابتسمت لها لويزا بجفاء :
- نعم , لكنني لا اتحدث قط عن امنياتي اذ يحتمل الا احققها , اعطي الحقن الآن . ليس لديك وقت تضيعينه في الثرثرة , اليس كذلك ؟ فأنت متاخرة في عملك .
اخذت تنظر الى الفتاة التي احمر وجهها وهرولت مبتعده كالفأر الهارب من القطة . مسكينة انيتا .. فهي تعيش في قلق دائم .
ومن المؤسف ان تضطر لمضايقتها على الدوام , ولكن لا خيار امامها . فالعمل ينبغي انهاءه وعليها ان تتعلم ذلك من دون ان تضطر لحثها في كل مرة .
عادت لويزا الى مكتبها لانجاز الاعمال المتراكمة وقد بدا الاسى على وجهها . لم يكن لديها سوى امنية واحده في رأس السنة الجديدة وهي ان تنسى زاكاري .
اخذت تحدق في الورقة امامها على المكتب من دون ان تراها , وهي تفكر .. دايفيد ... ماذا سأفعل بالنسبة لدايفيد؟ هذا الرجل الرقيق الذي تستمتع بصحبته . ولكنها تعرف تمام المعرفة انها لن تغرم به ابدا . لقد انتظرت الحب الحقيقي طويلا . ولن تقبل بصديق يحل في المرتبة الثانية في قلبها رغم ما تشعر به من مودة حياله .
انتظرت وانتظرت حتى اوشكت على الظن بأن لا وجود لما يسمى بالحب الحقيقي , ذاك الحب الذي يصفه الشعراء . ولطالما تساءلت عما اذا انت ستعرف هذا الحب .
الذي يدفعها الى بذل النفس من اجل من تحب . لقد اتهمها بعض الرجال بالبرودة وكادت ان تصدقهم .
لكن زاكاري بين لها انها قادرة على الحب . وان هذه المشاعر العميقة والجامحه يمكن ان تجتاحها . لهذا السبب ارادت الا تخرج مع دايفيد مجددا فهي لن تعيش هذه المشاعر معه ابدا .
رن جرس التليفون فاضطربت . هل هو مريض جديد ؟ لم يعد لديهم سوى سرير واحد خال .
رفعت السماعة :
- قسم الجروح . الاخت جيلبي تتكلم .
كان ابوها . تنهدت بارتياح عندما سمعت صوته وردت :
- مرحبا يا ابي . كيف حالك ؟
اجاب باكتئاب :
- لا تسألي .
لم ينفعه قضاء العيد في سويسرا كثيرا فأعصابه اكثر توترا مما كانت عليه واضاف :
- كيف حالك انت ؟
- مشغولة جدا . كالعادة بعد العيد ورأس السنة . ليس لدينا سوى سرير واحد خال الليلة .لا يمكنني ان اطيل الكلام , يا ابي اذ لينا ان ننظم القسم للعمل الليلي.
- طبعا . سأختصر اذن ! مضى دهر لم ارك فيه . ما رأيك بتناول الغداء معا قريبا ؟ متى تحصلين على يوم عطلة ؟
- انا في عطلة ليومين بدءا من الغد .
كانت تنوي النوم طوال اليوم . لأن النوم جافاها مؤخرا .
فقال ابوها :
- ما رأيك بتناول الغداء يوم الجمعة اذن ؟ لقد قدم لي عرض اريد ان اناقشه معك.
- عرض ؟
- هناك من يريد شراء المصنع وقد يكون في هذا مخرج لي . ولكن السعر المعروض منخفض جدا . اظنهم سمعوا عن الازمة المالية التي اعانيها . وارادوا ان يسبقوا غيرهم راجين الحصول على الصفقة . اريد رؤيتك للتحدث في الموضوع .
- ابي . انا لا اعرف شيئا عن الاعمال . ماذا عن نويل ؟ ما رأيها ؟
- لم اخبرها بعد .
تفاجأت وعلقت :
- آه , فهمت .
كم من الاسرار يخفي عن نويل ؟ وما هذا الزواج الذي يخفي فيه مشاكله ؟ يجب ان تكون زوجته موضع ثقته , فتواسيه وتخفف عنه عندما يغدر به الزمن ,
لا ان يخاف منها بهذا الشكل قطبت لويزا جبينها , فتعاسة ابيها انعكست عليها هي . راحت تستمع اليه وهي تعبث من دون وعي بمفكرتها اليومية الملقاة امامها على المكتب .
- اعلم ما ستقوله ... فهي لا تريديني ان ابيع . لست بحاجة الى سؤالها عن رأيها , فرأيها لن يكون محايدا . اما انت , فليس لديك أي مصلحة شخصية . انت ستصغين اليّ ثم تعطينني رأيك باخلاص وتجرد ... كما اني بحاجة الى التحدث الى شخص ما ... ومن غيرك يمكنني الوثوق فيه ؟
- لا بأس يا ابي الى اللقاء يوم الجمعة اذن ؟ اين ؟
- في المكان نفسه , في مطعم تشيريني . فمع انتهاء موسم الاعياد , يمكننا الحجز بسوله .
- نعم سأراك هناك عند الـ12,30.
ثم وضعت السماعة .
سمعت لويزا صوت دايفيد خارج المكتب فذهبت بسرعة لترى سبب وجوده هنا في مثل هذه الساعة , بينما عليه ان ينهي عملياته ويذهب الى بيته ليرتاح .
كان يتبادل الحديث مع انيتا كارتر, التي ما ان وقعت نظراتها عليها حتى ابتعدت بهدوء .
ابتسم دايفيد ابتسامه منهكة وسألها:
- هل لديك الوقت لاحتساء فنجان من الكاكاو الساخن ؟ ان نسبة السكر في دمي منخفضة . كان يوما مرهقا .
قالت له وهي تحضر فنجان الكاكاو وتقدمه له مع قطع من البسكويت :
- عليك ان تخلد الى النوم وترتاح.
- الارهاق البالغ منعني من النوم .وعلى أي حال , سأحصل على اجازة لبضعة ايام . ابتداء من يوم الجمعة . انت لا تعملين يوم الجمعة ,أليس كذلك ؟ هل يمكننا تناول العشاء معا ؟ في مطعم تشيريتري؟
ترددت فرمقتها بنظرة عابسة غريبة :
- ام انك مشغولة ؟
لم تشأ الخروج معه . ولكن كيف يمكنها قطع علاقتها به هنا والآن ؟ يجب ان تراه وحده بعيدا عن المستشفى .
- لا . سأذهب الى تشيريتري لتناول الغداء ...
فسألها بحده :
- مع من ؟
- مع ابي .
ازعجتها نبرة الغيرة في صوت , اذ لم يظهر أي منهما دليلا على حدة مشاعره من قبل , وهي تفكر في انهاء علاقتهما , لم يكن الوقت مناسبا ليغير دايفيد طباعه او ليصعب الامور .
نظر اليها باتزان وهو يتكئ الى ظهر كرسية :
- خفت ان يكون لي منافس . لو ارتبطت بأحد غيري لأخبرتني , اليس كذلك ؟ اكره ان اعرف ذلك من الناس .
- ما كنت لأعاملك بهذه الطريقة . فاذا تعرفت الى شخص اخر .لأعلمتك انت اول دون غيرك.
- ولكن ليس من المستغرب ان اشك بمشاعرك . فقد رفضت الارتباط بي جديا .
احمر وجهها وقالت:
- دايفيد , الممرضة كارتر في غرفة الغسيل .. فأخفض صوتك.
فتمتم بصوت خافت :
- اللعنة على كارتر . علينا ان نتحدث بهذا الشأن يا لويزا . لم اتوقع منك ان تقعي في غرامي من الموعد الاول . لكننا كنا نعلم الى اين سيؤدي بنا هذا ... خرجنا سوية طوال العام . وكما ترين , لايمكننا متابعة الطريق بهذا الشكل . لا اريد ان اكون اخاك , بل اريد ان اكون اكثر من ذلك .
عضت على شفتها . كان يفرض عليها هذا الموقف , بالرغم من انها ودت لو يعفيها من الحديث امام الجميع .
- دايفيد ارجوك... هل يمكننا ان نتحدث في هذا الامر مساء الجمعة ؟
- انت تتجنبين هذا الموضوع دائما . اعتقد انني ضيعت وقتي معك , فنحن لن نصل الى موقف معين . لا اظنك تهتمين لأمري مثقال ذرة .!-
تصلب جسمها وشحب وجهها . همست :
- آسفة يا دايفيد ... ما اردت يوما ان اسيء اليك . من الافضل ان نقطع علاقتنا.
نظر اليها بدهشة وقد توتر وجهه :
- اتريدين قطع علاقتنا ؟
عجزت عن الكلام فأومأت برأسها.
حدق فيها وقد بدأ التوتر جليا على ملامحه . ثم وقف وخرج من المكتب بخطوات واسعة وصفق باب القسم بعنف خلفه.
نامت لويزا في اليوم التالي وطال نومها . احست وكانها مخدرة رغم انها لم تتناول سوى فنجان حليب عند عودتها من المستشفى . ولفرط تعبها خلعت ثيابها ولبست قميص النوم ثم استلقت على سريرها لتنام على الفور .
رأت اغرب حلم مر بها .. كانت تسير في حديقة عند الغروب . فاذا بها ترى زاكاري يركض نحوها . خفق قلبها وغمرتها السعادة . لكن حين وصل اليها وقف جامدا , يحدق فيها . ثم عبس وقال :
- انت لست هي , انا لا اريدك!
استدار مبتعدا بغضب ومالبث ان توراى بينما وقفت مصعوقه والدموع تملأ عينيها .
استيقظت والظلام يلف المكان والذعر يغمرها . خلدت الى النوم قرابة الساعة الـ9,30 .. ولم يخيل اليها انها نامت طوال اليوم .
لكن عندما اضاءت المصباح قرب سريرها , ونظرت الى الساعه تبين لها انها تجاوزت الـ7 مساء . لقد نامت اكثر من 9 ساعات .
تركت فراشها وارتدت عباءتها . حضرت لنفسها فنجان قهوة شربته وهي تقرأ الجريدة , ثم دخلت الحمام لتغتسل وترتدي ثيابها .
كان الوقت متاخر . فلن تتمكن من الخروج لتناول العشاء او مشاهدة فيلم كما تفعل احيانا في اجازتها . وهكذا راحت تطهو طعامها المفضل .
وفيما كانت تحضر الوجبة رن جرس الهاتف . اطفأت النار ثم رفعت السماعة .
سمعت صوت دايفيد يقول :
- آه , انت في البيت . هل يمكنني الحضور ؟ علينا ان نتحدث يا لويزا . لا يمكننا ان ندع الامر ينتهي بيننا بهذا الشكل .
فتملكها الاضطراب وردت :
- دايفيد ... هل يمكننا ان نتقابل غدا.... ؟
- لا , بل الآن .
ثم وضع السماعة .
سيأتي الى بيتها . عضت على شفتها وقد ازعجها الغضب في صوته . انها لا تلومه على غضبه , ولكن ماذا يمكنها ان تفعل ازاء مشاعرها ؟انها تحمل له في قلبها الموده , ولكن هذا لا يكفي
وماذا يمكن ان تقول له سوى ان لا مستقبل لهما معآ ؟ فهي لم تتعهد له بشيء على الاطلاق . بدات علاقتهما بشكل عفوي وعملا على ان تتماشى وظروف حياتهما المهنية الصعبة .
ولم يعبر أي من الطرفين عن حرارة في عواطفه . لقد اراد دايفيد لعلاقتهما ان تتطور , ولكنه لم يبح لها يوما بحبه . كما لم يسألها ان كانت تحبه .
توترت اعصابها حين علمت بقدومه لا سيما ان مزاجه سيء فغضب الرجال يقلقها ويخيفها.
عادت الى المطبخ لتنهي تحضير طعامها واذابالهاتف يرن مجددا . ركضت هذه المرة لتجيب راجيه ان يكون دايفيد قد غير رأيه .
لكنه لم يكن هو بل سمعت صوتا مألوفا يقول :
- انا زاكاري ويست .
خفق قلبها وقالت بصوت خافت :
- آه ,مرحبا .
- اسمعي ,لم اعثر على طبيبي ...فهو خارج المستشفى لأمر طارئ ... لكنني بحاجه الى نصيحة ..تملكني صداع فظيع طوال اليوم والادويةالمعتادة لم تنفعني . انني اتساءل عمااذا كان لديك علاج اقوى, ام اكتفي بتناول قدر مضاعف من حبوبي المنومة واحا النوم حتى يزول الصداع ؟
- لا . لا تفعل هذا .
صداع فظيع؟ طوال اليوم؟والدواء المعتاد لم ينفع ؟ هذا امر مقلق فقالت له :
- اذا كان ثمة امرغير عادي , فيمكن ان يكون مؤشر خطورة , اظن من الافضل ان احضر واعاينك , قد لا يسفر الفحص عن شيء وقد يسفر عن شيء يجب ان يراه الطبيب . يجب التأكد من ذلك . سأكون عندك بعد نصف ساعة .
- هذا ما انتظره منك والا لما اتصلت بك.آسف لإزعاجك , وشكرا على أي حال .
- لا بأس .
ابتسمت وقدامتلأ كيانها دفئا , ثم وضعت السماعة .
كان طعامها قد حضر فأفرغته في وعاء بلاستيكي وغطته بسرعة .
ستأخذه معها ويمكنها ان تعيد تسخينه في منزل زاكاري اذا اضطرت لانتظار وصول البيت .
تزينت بسرعة وصففت شعرها كالعادة ثم ارتدت سترتها الحمراء وخرجت الى سيارتها . وعندما ابتعدت بها رأت سيارة دايفيد متجهة نحوها , فتجنبت النظر اليه آمله الا يرى سيارتها .ولكن عندما انعطفت بسيارتها رأته يلحق بها .
آه ,كلا ... انه يتبعني ! اخذت تفكر في ذلك وهي تعض على شفتها . كان السير مزدحما ,ولم تجد فرصة للخلاص. واندفعت مسرعة امام شاحنة لكي تبتعد قبل ان تصل سيارة دايفيد الى المنعطف .
وبعد لحظات نظرت الى الخلف فلم تر اثرا له .وهكذا استخرت ومضت تفكرفي زاكاري وقد انتابها القلق .
وما سبب هذا القلق؟ لقد تعرض رأسه لأصابه اثناء الحادث , ولكنها لم تكن خطيرة بحسب ما تتذكر.وهي لم تنس من حالة زاكاري سوى القليل القليل .
قد لايكون لهذا الوجع علاقة بالحادث وقد يكون نفسيا فيبدو جليا انه متكدر لعدم تمكنه من الرسم . اترى هذه هي الطريقة التي واجه بها عقله الباطن ضغط محاولاته وفشله المتكرر ؟
استغرق الوصول الى الكوخ نصف ساعة . وكانت قد احضرت معها حقيبة الادوية الاساسية , وفيما كانت تخرج الحقيبة من السيارة , سمعت صرير عجلات فانتصبت ونظرت حولها بشيء من الحذر .
وللحظة ظنت ان دايفيد سيدهسها لكن السيارة وقفت على بعد سنتيمترات من مؤخرة سيارتها .
خرج وصفق باب سيارته , ثم تقدم نحوها وقد اظلم وجهه من شدة الغضب .
- لم خرجت فيما كنت تعلمين انني قادم لرؤيتك ؟ واي لعبة شريرة تلعبين ؟
شحب وجهها وقالت متلعثمة :
- آسفةيا دايفيد ,لقد تلقيت اتصالا طارئا.
- ماذا ؟
نظر حوله الى الكوخ النائي والمناظر البعيدة واضاف :
- هنا ؟ا الذي تتحدثين عنه ؟
عند ذلك فتح الباب الامامي ,وتصل وجه دايفيد حين رأى زاكاري واقفا فيه .
- هذا ... انا اعرفه ... كان احد مرضاي ... الفنان... ما اسمه ؟
فردت بصوت ابح :
- زاكاري ويست .
حدق دايفيد في زاكاري المتجه نحوهما ثم استدار ببطء ينظر اليها وقال:
- ما الذي يجري هنا ؟ هل اتصل وطلب منك القدوم ؟
ارتفع صوته وقد ازداد غضبه :
- ولم يفعل ذلك ؟ولم لا يتصل بطبيبه ؟ وكيف حصل على رقم هاتفك ؟ هل كنت تقابلينه بعد ان ترك قسمك ؟
بدا الشحوب على وجهها وتلعثمت فبدت مذنبه اكثرمما هي عليه في الحقيقة .
- حسنا ... بشكل... بطريقة ما .. ولكن ....
وصل زاكاري فتلاشى صوتها ونظرت اليه راجية :
- كنت فقط افسر له ... .
سألها زاكاري وهو يرفع حاجبيه بغطرسه :
- تفسرين ماذا ؟
فنظر اليه دايفيد بنفور عميق :
- انت ... ياسيد ويست ... كانت تحاولان تفسر سبب حضورها الى هنا ,ولم اتصلت بها هي وليس بطبيبك , ولم تكن مقنعه .
اخذ زاكاري يحدق فيه هو ايضا بنفورمشابه .
- لقد اتصلت بطبيبي , فأعلموني انه خرج بسبب حالة طارئة .
- لم لمْ تنتظرالى حين عودته ؟ لم اتصلت بالاخت جيلبي ؟
وراح دايفيد يتأمله ثم قال بحده :
- وما هو هذا الامر الطارئ؟انت لا تبدو لي بحاجة الى معاينة مستعجلة .
فقال زاكاري بلطف:
- كنت اعاني من صداع .
فثار دايفيد وقال:
- صداع ؟ تعاني من صداع ؟.
بدا وكأنه عاجز عن الكلام بشكل مترابط , وقد احمر وجهه وارتجف جسمه غضبا .
- تعاني من صداع , لهذا اتصلت بها فاندفعت اليك ناسية أي شيء اخر ...
واستدار ببطء ونظر الى لويزا التي تملكها الذعر فلم تستطع النطق بكلمة واحده تهدئه بها او تفهمه مقدار قلقها لصداع زاكاري. شعرت ولسبب ما ان عذرها لن يبدو صحيحا اذا فحصه دايفيد بنفسه , فلم يكن يبدوعلى زاكاري انه صريع الألم .
بعد سكوت طويل قال دايفيد ببروده :
- حسنا , هذا يفسر كل شيء , اليس كذلك ؟ لقد ادركت الحقيقة اخيرا . ومن المؤسف انك لم تخبريني من قبل. لقد ضيعت كثيرا من الوقت في جهل ما يجري بيننا , لابد انك كنت تسخرين مني ...
فهتفت بتعاسة :
- لا يا دايفيد , لقد فهمت الامر خطأ . صدقني !
- لا اظن ذلك .
- دايفيد , ما أردت ايلامك .
فأخذ ينظرفي عينيها الزرقاوين الداكنتين القلقتين بصمت ,ورد :
- انا اصدقك ,وهذا مالا يفعله معظم الرجال , فأنااعرف قلبك الرقيق ,يا لويزا لكني تمنيت لوانك اخبرتني الحقيقة .
ثم استدار مبتعدا.ركب سيارته وانطلق بها وهي واقفة تنظر اليه وتلوم نفسها .
انه على صواب . كان عليها اخباره بأنها تحب سواه . ماكان عليها ان تدع علاقتهما تستمرشهورا وهي تعلم ان لامستقبل لهما معا .
تمتم زاكاريمخترقا الصمت :
- افهم من هذا انه حبيبك .
فنظرت اليه باستياء بالغ وسألته بغضب :
- هلاّ فسرت لي كيف شفيت نفسك من ذاك الصداع المستعصي يا سيد ويست ..
نظر اليها وابتسم ابتسامة مخادعة :
- يبدو انه زال.
فهتفت بصوت ثاقب وقد توهج وجهها :
- زال ؟
- نعم وهذا غريب اليس كذلك ؟منذ لحظة كادت شدة الالم تعميني .واذا بي اسمع صوت سيارتك ففتحت الباب ورأيتك تتشاجرين مع ذاك الرجل . لم اكن اعرف ما يجري ... ظننت في البدء انه صدمتك بسيارته ... او شيء من هذا القبيل . خرجت لأساندك فأدركت انكما تعرفان بعضكما البعض , وان الامر شخصي اكثرمما ظننت . نظر اليّ وكأنني حشرة ازعجته .كنت انت تتلعثمين في الكلام وكأنك تلميذه وتقدمين اعذارا لتبرري قدومك .
ردت عليه بغضب :
- حضورك لم يسهل الامر , اليس كذلك ؟ كان بأمكانك على الاقل ان تذكرله انك اتصلت بي لاحساسك بالمرض الشديد .
فقال محتجا :
- حاولت , لكنه اسكتني واخذ يصرخ بك . على أي حال .. .
وارتسمت على وجهه ضحكة ساخرة واكمل :
- كان صداعي قد زال تقريبا , فشعرتانه لن يصدق اي كلمة سأقولها .
لم تستطع لويزاانتنكر انه محق لأن دايفيد كان سيعتبره كاذبا . اذ لم يبد عليه المرض الشديد .فوجهه متورد , وعيناه متألقتين .
فردت ببروده :
- انا نفسي ارى ذلك صعب التصديق . الشفاء بمعجزة امر لا يصدق بسهولة . يا سيد ويست .
تلاشت ابتسامته وتوترت ملامحه , ثم حدق فيها بأمعان .واصر قائلا :
- انه صحيح على أي حال . لا ادري لم زال صداعي فجأة . ولكن هذا ما حصل .ربما كان التوتر الذي تملكني عندما وجدت نفسي وسط شجار عنيف , هو الدواء لذاتي .
شهقت وشعرت برغبة في ضربة :
- آه .. ما رأيك بشجار اخر اذن ؟ اشعر برغبة في التشاجر معك .
رمقها بطرف عينه وقال لها ممازحا :
- انه امر واعد على ما يبدو .
اخذ نبضها يتسارع وعجزت عن النظر في عينيه فحولت نظراتها عنه . ثم تمتمت مخفضة اهدابها :
- لقد ضيعت وقتي فقط .
- آسف , فمنذ ايام وانا اقضي وقتي في التنقل في ارجاء البيت مكتئبا , ولعل الصداع ناتج عن السأم . قبل الحادث , كنت اعمل يوميا مع الصباح وحتى المساء .. كنت اعمل طوال النهار . ومنذ ان خرجت من المستشفى اعتدت ان اطوف في انحاء البيت . وان اقوم بأعمال غريبة . لكنني لم استعمل ذهني قط . فهل هذا ما دفعه الى التمرد .
- وربما بالغت في وصفك لعوارض الصداع .
- لا , لم ابالغ . كان الصداع شديدا حتى اني فكرت مرارا في ضرب رأسي بالحائط .
صدقت كلامه لكن غضبها لم يزل :
- لم افهم بعد لماذا لم تخبر دايفيد بالحقيقة , سواء صدقك ام لم يصدقك ... بدلا من ان تتركه يغادر المكان بهذا الشكل ! الا تظن انك بالتالي اذنبت بحقي ؟
- ربما كنت فعلت لو لم يتكون لدي انطباع بأن قلبك لن يتحطم اذا قطعت علاقتك به .
- انت لا تعرف شيئا عن هذا الموضوع .
- لدي اذنان ولو كنت تريدين حقا ان تسترضيه وتعيديه اليك لفعلت .
فعضت على شفتها .. انه فطن للغاية وهذا ما اقلقها . فقد يستنتج امورا لا تريده ان يعرفها . شعرت بالخوف من ان يتكهن شعورها نحوه فالمذلة ستفوق قدرتها على الاحتمال .
- حسنا , على أي حال , ارى انك لم تعد بحاجة اليّ ولهذا سأعود الى بيتي .
واستدارت لتتوجه نحو سيارتها , لكنه امسك بذراعها قائلا :
- لا تذهبي .
رفعت عينيها اليه وقد بان الحذر فيهما . كانت ابتسامة زاكاري صبيانية , تتراوح بين الاسف والرجاء :
- مضت ايام لم اتحدث فيها الى احد . هل اكلت ؟ ليس لدي طعام كاف في المنزل . لكن لدي بيضا ويمكنني تحضير طبق عجة . لاتتركيني وحدي يا لويزا .
كانت هذه هي المرة الاولى التي يناديها فيها بأسمها فتملكها الذهول .
- عليّ ان اعود .
كانت متلهفة الى البقاء . لكنها خافت من ان تزداد آلامها . فهو مغرم بأمرأة اخرى واهتمامه بها اخوي . انه بحاجة الى بعض الصحبة وهي افضل من لا شيء .
فقال وهو يأخذ حقيبتها من يدها:
- يمكنك طبعا , ان تبقي هنا ولو لساعة , وماذا تحملين في الحقيبة ؟ آلات التعذيب ؟
- معدات طبية . ظننت ان وضعك يتطلب بعض الفحوصات .
وحاولت ان تستعيد الحقيبة منه . لكنه ابعدها عن متناول يدها :
- حسنا . يمكنك معاينتي لتتأكدي من ان الصداع لن يعاودني . اليس كذلك ؟ ثم احضر انا شيئا للعشاء .
فردت بشيء من الحرج :
- حسنا , احضرت معي طعاما .عندما اتصلت بي كنت قد انتهيت لتوي من طهي طبق فأحضرته معي . فكرت في انني استطيع تسخينه هنا اذا ما تأخرت عندك ... لانتظار سيارة الاسعاف مثلا ... .
فنظر اليها وقد ضاقت عيناه :
- هل ظننتني مريضا الى هذا الحد ؟
- من الحكمة الاستعداد لأي طارئ. بدا من صوتك وكانك تنازع .
- هذا ماكنت اشعر به حين اتصلت .
- هل الريزوتو في الحقيبة ايضا ؟
- نعم .
تخلت لويزا عن المقاومة ارادها ان تسلية لأنه كان يحس بالضجر , فلا بأس . انما تعلم انه يفضل رفقة امراة اخرى , ويؤلمها هذا . لكنه ما زال بحاجة اليها . فلم تستطع السيطرة على تأثرها بوحدته هذه.. وتملكها ايضا شعور بالذنب , فهي تلوم نفسها على الحادث .
ولكن كل هذه الاعذار والحجج لم تكن تمت الى الحقيقة بصلة , فهي تريد ان تكون معه . ان مجرد النظر اليها يسعدها , وساع صوته ينعش امالها ...
فلم لا تسمح لنفسها بفترة قصيرة من السعادة ؟ حتى وان كانت وهما .. او فردوسا خداعا ؟ فهي لن تفصح عما تشعر به ... ستتمكن حتما من اخفاء تلك المشاعر لليلة واحدة .
قالت له بصوت هادئ ثابت :
- الطعام يكفي لشخصين , الا اذا كنت جاعا جدا .
فابتسم لها , مما جعل قلبها يخفق بين ضلوعها . يا لهذا التغيير الذي تحدثه ابتسامته في ملامح وجهه المشوه بالندوب ! هل يعتقد حقا انه بشع منفر للنساء ؟ لو انه يعرف ردة فعلها حين ينظر اليها بهذه الطريقة لأدرك مدى حماقه اعتقاده هذا .
اقترح وهو يدخل الكوخ , وهي في اثره :
- يمكننا تناول الفاكهة بعد العشاء . المطبخ من هذه الناحية .. لدي بعض التفاح والبرتقال والموز , يأتي لي احدهم بالطعام من القرية مرتين في الاسبوع ويحاسبني على الخدمة لكن الامر يستحق العناء . فهذه الطريقة توفر عليّ رؤية وجهي .حين قصدته لأول مرة , وقف يحدق فيّ ثم حاول الا ينظر اليّ مجددا . وهذا جل ما اكرهه ... الناس الذين يطيلون النظر اليّ ثم يتظاهرون بأنهم لم يلاحظوا أي شيء غير عادي في وجهي .
اضطربت ثم هزت رأسها :
- انك حقا , تتصور كل هذا . ثمة ندوب في وجهك لكنها ليست بالبشاعة التي تظنها .
مد يده فجأة وامسك يديها , فارتبكت وارتجفت اصابعها في قبضته . رفع يدها الى وجهه وهو ينظر اليها :
- المسيها .. هيا ... المسيها ثم قولي لي انها ليست ندوبا بارزة بشعة .
جف فمها وهي تمر بأناملها على وجنته . شعرت ببروز الندوب وبوخز شعر ذقنه وبقسوة فكه الذي اطبق بصبر فارغ .
لم تستطع النظر في عينيه كي لا يكتشف تأثير لمسها له عليها . وبدلا من ذلك اخذت تحدق في وجنته وذقنه وفمه فاستعرت نار الحب في كيانها وتسارعت خفقات قلبها .
تمتمت بصوت اجش :
- انها تجعلك تبدو كقرصان او كرجل خطير .
ضحكت ورمقته بنظرة خاطفة , لكنها تمنت لو لم تفعل .
ان ينظر اليها بحده . اتراه ادرك شعورها نحوه ؟
احمر وجهها عندما قال برق :
- لكنني اريد ان ابدو جذابا بنظر النساء وليس قرصانا .
انه يبدو كذلك ! هذا ما خطر في بالها , فابتلعت ريقها وهي تتلهف لتمرير اصابعها على فمه . وعاد يقول ساخرا :
- ارى انك لن تقولي لي اني جذاب . فأصابعك هادة ملطفة .
ابعدت اصابعها عنه فضحك وفجأة قالت :
- اكاد اموت جوعا , ومن الافضل ان اعيد تسخين الريزوتو .
تأملت المطبخ , ثم هتفت :
- آه اشتريت فرن جديد ! ام ان الشرطة قبضت على اللصوص واعادت لك اغراضك ؟
هز رأسه لعلمه انها تعمدت تغيير الموضوع .
- انه فرن جديد . المواصفات نفسها , فقد تطلبت مني تعلم كيفية عمل الفرن الاول وقتا طويلا ولا اريد تكرار التجربة .
- حسنا , يمكنني اعادة تسخين الطعام في دقائق معدودة .
كان المطبخ عصريا , اما جدرانه فمطلية بلون اصفر فاتح مما اضفى عليه بهجة ونورا , وقد صنعت الخزان من خشب الصنوبر .
كان في المطبخ , ايضا مائدة وكراسي من خشب الصنوبر. فسألها :
- هل يمكننا تناول الطعام هنا ؟
- اولا , عليّ ان اقيس ضغطك ونبضك فاذا كنت على ما يرام سنأكل .
جلس على كرسي قرب المائدة , فأخذت تراقب نبضه الذي بدا سريعا بعض الشيء . كما كان ضغطه قليلا . اما حرارته فطبيعية تقريبا . قالت له وهي تنهض :
- ليس ثمة ما يستدعي القلق.
- آسف لأني دفعتك للمجيء بسرعة . صدقني غسلت يديها فوق الحوض وهي تجيبه :
لا بأس . اظنك على صواب , وصداعك سببه السأم وعدم الحركة . يجب ان تعود الى العمل بطريقة ما , يا سيد ويست .
- اسمي زاكاري. لا يمكنك ان تستمري بمناداتي بالسيد ويست , يا لويزا .
ركزت نظرها على الفرن للحظة , وسرها انها لا تواجهه . فتحت الفرن ووضعت الريوتو فيه , لكنها لم تبدأ بتسخين الطعام .
- هل لك ان تعد المائدة من فضلك ؟ فهذا لن يتطلب سوى دقائق معدودة . هل لديك خضار ؟
عملا معا بانسجام , ولم يكثرا من الكلام , وبعد دقائق جلسا لتناول الطعام .
علق زاكاري , وهو يضع صحنه في غسالة الاطباق التي يتمكن الصوص من حملها :
- لذيذ ! لم اكل ريزوتو بالخضار من قبل . هل هو من اختراعك ؟
- انني اكتفي بوضع ما اجده في الثلاجة .
- انت طاهية بارعة . اظن ان هذا متوقع منك كممرضة .
- وما علاقة التمريض بالطهي ؟ لم يعلمونا الطهي .
- عليك ان تكوني هادئة صبورة عند ممارسة التمريض . وهذا ضروري عند الطاهي .
- لا اظن ذلك . كان احد الطهاة المشهورين في لندن في قسمي يوما وكان ذا طباع حاده جدا . دخل المستشفى لأنه تشاجر في المطبخ مع طاه صيني . وانتهى بهما الامر الى التراشق بأغراض المطبخ . فتلقى مريضي ضربة بالساطور بعد ان قذف الصيني بسكين تقطيع اللحم واخطأه .
ضحك زاكاري:
- انت تمزحين .
- لا .
ونظرت اليه يقشر برتقالة بأصابعه الماهرة , فتملكتها رجفة صغيرة غريبة . فمجرد النظر اليهما يشعرها بوهن في ركبتيها .
رفع نظره اليها وسألها :
- ألن تتناولي بعض الفاكهة ؟
اسرعت تخفض بصرها وتمد يدها الى تفاحة :
- نعم طبعا .
ثم قالت تغير الموضوع :
- هل فكرت في التويم المغناطيسي ؟ قد يساعدك على حل تلك العقدة النفسية التي تمنعك من العمل .
فاستفهم مقطبا :
- اتظنين ذلك ؟ لا احب فكرة تنويمي مغناطيسيا . اخشى ان يكشف افكاري كلها شخص آخر .
- اثناء التنويم لن تخبر الطبيب الا ما تريد ان تخبره به . فهذه الطريقة ناجحة كما نجح الوخز بالابر الصينية . لي صديقة كانت تعاني من الربو . خلصها العلاج العادي من العوارض فقط , ولكنها اضطرت الى زيادة جرعات الدواء في كل مرة , ولمدة طويلة مما شكل خطرا عليها . واخيرا نصحها احد اطبائنا بان تجرب الوخز بالابر الصينية . وبعد شهرين استغنت صديقتي عن العلاج كله . صحيح انها تتعرض لبعض الانتكاسات , لا سيما حين تتوتر اعصابها , لكن العلاج بالابر الصينية ينجح دوما ولا تحدث معه اشتراكات كالعلاج التقليدي .
- لم اتوقع نتيجه كهذه من ممرضة في مستشفى !
- آه تعلمنا في هذه الايام ان بعض العلاجات البديلة قد تساعد المريض
- حسنا ٍسأفكر في ذلك جديا . اما الآن , فسأحضر القهوة . اذهبي الى غرفة الجلوس وارتاحي قرب المدفأة .
جالت في ارجاء غرفة الجلوس التي اقتصرت الاضاءة فيها على مصباح واحد بجانب الاريكة المواجهة للمدفأة .التقطت كتابا ملقى على ذراع الاريكة , وجلست تتصفحه باهتمام .
- ارجو الا تكوني قد ضيعتي صفحتي .
لم تسمعه يدخل وفاجأها بكماته فانتفضت مذعوره :
- لا . وصلت الى الصفحة 73.
احمر وجهها وهي تضع الكتاب من يدها مفتوحا على تلك الصفحة .
- هل تستمتع بقراءة هذا الكتاب ؟
- جدا . لابد ان رحالة العهد الفيكتوري كانوا اشداء . فترحالهم الى تلك الاماكن البعيدة على ظهور الخيل او سيرا على الاقدام في غابات افريقيا مشقة صعبة . كما انهم لا يحملون غالبا سوى القليل من الادوية , فيتعرضون بالتالي للأمراض الفتاكة .
- كان عليهم ان يكونوا اشداء حتى في اوطانهم , نظرا لانتشار امراض التيفوئيد والكوليرا . فزوج الملكة نفسه مات بسبب التيفويد دون ان يستطيع الاطباء انقاذه .
فضحك معلقا :
- كان عليّ ان ادرك انك تعرفين تاريخ الطب كله ! وفي الواقع , لم تكن الرحلة الى المجهول اخطر من حياتهم العادية في الوطن .
- هل انت تبالغ مجددا .
- اتنعتيني بالكذب يا ,امرأة ؟
طرح سؤاله هذا بغضب ساخر ومد يده ليناولها فنجان القهوة .
عكست النيرا ظله على السقف ... فبدا اسود ضخما هيمن على المكان ... فحبست لويزا انفاسها . لقد ملأ الغرفة بحضوره كما ملأ حيتها من قبل . ولم يعد في العالم ما يهمها سواه .
أنت تقرأ
ملاك في خطر. روايات احلام القديمة. للكاتبة شارلوت لامب
Romantikالملخص الاباء ياكلون الحصرم والابناء يضرسون .. ماذنب ملاك الرحمة لويزا جيلبي ان كانت سيارة والدها قد اصطدمت بسيارة الرسام الشهير زكاري ويست ؟! وما ذنبها ان التهمت النيران لوحاته وشوهت وجهه الذي افقد صواب نساء كثيرات ؟! - لا تكذبي علي ! اعرف ما اراه...