الفصل السابع

1.1K 68 9
                                    

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

***

(الفصل السابع)

* قبل عشر سنوات *

فتح عينيه بذلك المكان المجهول ، شعر ان جسده مسترخي فلم يحرك ساكناً ، عيناه جالتا بالمكان بصمت في محاولة لتذكر ما الذي حدث له ..؟ اخر ما يذكره هو نفيه قرب حدود مملكة هالين ... حرك جسده ببطيء شديد و اعتدل بجلسته ، تذكر جزء من ما حصل فوضع يده على رأسه حين عادت اليه ذكرياته السوداوية عما اصابه .. نقل عينيه في المكان ليجد نفسه في غرفة بسيطة لا تحتوى سوى علي خزانة و السرير الذي ينام عليه و طاولة صغيرة قرب السرير و رغم انه لم يكن يشعر باي ألم إلا انه كان متعباً بشكل كبير و رغم ذلك وقف علي قدميه ليأخذ دقيقة مستجمعاً قوه قبل ان يسير بخطوات بطيئة باتجاه الباب و ما ان حاول فتحه حتي قطب حاجبيه بضيق حين وجد انه مقفل و لم يكن مستعداً لينتظر ان يأتي من يحتجزه في هذه الغرفة ليشرح له فاتجه الي النافذة لكن ما ان فتحها حتي ارتسمت الصدمة علي ملامحه فالضباب كثيف جداً لدرجة انه لا يستطيع رؤية شيء مما حوله حتي الارض ، كان يفكر بالقفز من النافذة لكن المنظر لا يشجع علي ذلك و يشعر بالوهن في قدميه و ليس متأكداً حتي من المسافة .

- لا انصحك بالقفز من هنا.

تراجع للخلف بسرعة من الصوت الذي همس في اذنه لتتسع عيناه بصدمة من العجوز الذي يقف قريباً منه ، كيف دخل الي الغرفة و كيف وصل اليه و هو لم يسمع لا صوت فتح الباب و لا خطوات احد خلفه لكنه حاول تمالك اعصابه و سأل بهدوء:- اين انا ..؟ وكيف وصلت الي هنا ..؟ و من انت ..؟ .

غمغم العجوز بتذمر:- شباب هذه الايام يسألون كثيراً من الأسئلة.

قطب سايروس حاجبيه بضيق أيجب ان يتنبأ بإجابات أسئلته مثلاً ..؟! اي احد في مثل وضعه كان سيسأل مثله لكنه قرر الدوس علي كبريائه و فضوله و قال باحترام:- شكرا لك لمساعدتي لكن نحن لسنا في اركيديا صحيح ..؟! .

- لا ، انت في هالين الان .

انتابه نوع من الراحة فلن يقع هذا العجوز الطيب في مشكلة لأنه ساعده فالقوانين تمنع مساعدة من يصدر في حقهم حكم النفي .

امسك العجوز بيده و قاده ليعيد للجلوس علي السرير و هو يقول:- سأحضر لك الطعام فقد كنت اسقيك رشفات من الماء طول فترة فقدانك لوعيك .

لم يعطه العجوز الوقت ليقول شيء فقد خرج من الغرفة مغلقاً الباب خلفه مما جعل سايروس يتسأل كم يوماً ظل نائم ..؟! .

لم يطل انتظاره فسريعاً ما عاد العجوز و بيده صينية حملة وعاء كبير من حساء و قطعة خبز مع كوب ماء ... حدق بطبق الحساء الكبير لكنه لم يكن ليعترض فقد مر وقت منذ تناول شيئاً ، اقشعر جسده حالما تذكر برودة و رطوبة الزنزانة التي كان محتجزاً فيها و الحرمان من الطعام و الماء .. ايقظته يد العجوز التي لامست كتفه ليقول:- لا تفكر كثيراً تناول طعامك .

الامير المنفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن