4

1K 147 50
                                    

انتشله الشخص بخفة الروح وطار به حيث تكرر مشهد الغروب أمام عينيه وعندما سمع كلمة:
- انتهى.

ترجّى بكل ما حمل قلبه من رغبة:
- لا.. لا ليس الآن.. أريد.. أريد أن أرى القمر!

وكان له ذلك.

ثم تتالت الرغبات و رأى الفتى بيته والأراضي الخضراء والنجوم والقطط التي ربّاها فيما مضى والمال والليل والطعام، السيارات، ناس، ألوان، بحر، أصداف، زهور، الفجر، المدرسة، الطريق، وأخيراً أصدقاءه..
فضحك و دمعت عيناه وأحس بصدره يرتفع وبجميع حواسه تتخبط بسعادة.

لكن سرعان ما وضع الشخص إصبعه على شفتي الفتى وهمس له:
- لا تبتسم.

تحدَّث الفتى كمَن استيقظ من حلم جميل:
- لماذا؟

- كيلا تحب الحياة أكثر.

وهنا تذكَّر أنه سيموت فارتاع حتى شعر بالإعياء يهدّ جسده، وخفق قلبه خفقاً شديداً وجفَّ فمه.

تأتأ وهو فاقد القوى بصوت الطفل، ومع كل كلمة نطقها كان يحس بألم حاد في كامل جسمه:
- أنا.. أريد أن.. أعيش.

غشى الدمع عينيه حتى غابت الصورة ثم عادت وقد كانت:
شمس الأصيل الحالمة تعتلي خط الأفق المُحمَر.

نظر لموطئ قدميه حيث حافة السطح.

.


انتحار - على الحافةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن