Half-Truth |6|

1.2K 153 112
                                    

[ الفَصل السَادِس : قاتلة ]

~ أسْنَى ما فِي الحظاتِ تفاصِيلُها
و أمقتُ مافِي الزمَنِ ذكرياتُه التِي يخلِفها
كندبةِ جرحٍ عميقٍ موجع أزهرَ بأشواكٍ
تمثيلا للمغص

ياليتَكَ لم تتركِ البابَ مَفتُوحا فما كُنت لأعودَ يومًا و أجرَح مِن جدِيد
~


'قبل عشر سنوات'

تلك المرأة التي لا تزال تحيا ثلاثينياتِها
كانت تحدِق بالمرآة تجبر نفسها على الابتسام ، تحاول ان تحثُ ذاتها على المحاولة تشجعها على التحمل لعلها تتمكنُ من مواساة كيانِها
لكنها حقا لم تعد تحتمِل كل ذلك
لقد باتت كعصفور مقطوع الجناحين
كل ما حاول الطيران تذكر انه غير قادر على ذلك بالفعل
كشمس في فصل الشتاء تتوقُ للظهورِ ولكن لا فرصة لها بين الغيوم

حدقت بكل تلكَ الادوية الموضوعة فوق تلكَ الطاولة الصغير بجانِب السرير الذي توسطَ الغرفة
تلكَ العلب المبعثرة أعلاها كل مِنها يحوي اقراصا او سوائل قد تكون هي السببُ في نجاتِها كما بإمكانها إهلاكها أيضا !

إنزلقت دمعة دافئة من جفنيها ثم اسرعت بحمل تلك الاكياس و قامت برميها في القمامة

ما إن كادت تخرج من الغرف قابلها صغيرها الواقِفُ قربَ الباب إذ بات يناظِرها مستعجبا من أمرها
لقد عاد للتو من دوامِه المدرسي سعيدا
لقد اشتاق لها
هو متعلق بها جدا
و كيف لا يفعل ؟
خاصتا كون والده لا يهتم لأمرهما كثيرا ، يكرس معظم وقته بالعمل و كل ما يتعلق بهذا الأخير
يقضي أغلب الساعات في مكتبِه حتى عند عودتِه لمنزله
و اذ كان له يو عطلة فسيقظيهِ رفقة عائلتِه الصغيرة بالتأكيد
و هذا ما يجعل إيمانويل سعيدا للغاية
بذلكَ الدفئ الذي يحيطه عند إجتماع والداه كغير العادة !

ارتمى في احضانها و سرعان ما مسحت هي الاخرى دموعها مبتسمتا لهُ ، تقوم بإخفاءِ حزنِها الذي أخذ ينهشُ قلبها مطالبا بحقِه للولوج خارجا معلنا عن نفسَهُ للبقية

" وِيل صغيري ! كيف كانت المدرسة اليوم ؟ "
صاحت تتصنِع الحماس

" مملة كالعاده امي .. "
رد بضجر يظهر ملامحه الطفولية المنزعجة

قهقهت بخفة على كلامه ثم ربتت على شعره بخفة
بقيت انمالها تمسح على خصلاتِه بكل حنان
لقد شعرت انها ترغب في فعل ذلك مطولا
من يعلم لربما لن تكون قادرة على فعل هذا ثانيتا ابدا

مرت دقائق و هما على نفس الحال ، استغرب الفتى من وضع والدته
هو ذكي بالنسبة للأشخاص من نفس عمره
لقد لاحظ ان هناك شيء غريب بها
هي ليست على عادتها

Déjà vu || ديجا ڤو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن