خلال الوقت الذي استغرقه وصولهما الى جناح السيدة ايفانز في الفندق كانت لوسي تحس بتجمد في تفكيرها , فهي لم تتبادل كلمة مع مارك , خلال رحلتهما, الأمسية لم تبدأ بعد وهاهي قد اصبحت كابوساً لها, وماحدث لجيرمان جعلها غير واثقة من قدرتها على إكمال سهرتها على مايرام,
والدة مارك كانت امرأة طويلة سمراء جداً كابنها , شعرها يتموج بالشيب بشكل جذاب , وحول عينيها خطوط ضاحكة عميقة , وكانت الدفء المفترض ان يكون بينهما كان غائباً , وشعرت لوسي بهذا.
وفي ظل هذه الظروف ارتاحت لوسي لأن السهرة لن تكون ثلاثية فقط , فقد كان هناك آخرون لتتعرف اليهم... ابنة عم للسيدة افانز , سمينة ومرحة مع زوجها, عرابا مارك وكلاهما محاضران في الجامعات , ورجل طويل ضخم تبين لها انه المدير الأميريكي لمؤسسة ايفانز العالمية في الولايات المتحدة , رافق مارك الى بريطانيا في رحلته الأخيرة .كان اسمه كليف براندز , ووجدته لوسي مسلياً وسهل الحديث , ولكن الحديث معه اصبح محرجاً قليلاً بعد ان اخذ يحدثها عن معلومات حول مجريات العمل في ايفانز العالمية و هارولد بانهارد وهي معلومات لم تكن تعرفها.
وقدمت المرطبات, وتحدثت السيدة ايفانز مرحبة بلوسي الزوجة المستقبلية لمارك , ثم بدأ تبادل الحديث بين الجميع وتعالت الضحكات , شارك فيها مارك وهو يقف و ذراعه تحيط بكتفي لوسي , وأحست كم ان لمسته غير حميمة , وكأنه غريب, واضطرت الى الابتسام بدورها وهي تدعو الله ان لا ينظر الى عينيها.
بعد ذلك نزل الجميع الى المطعم , وبعد العشاء توجهوا الى النادي اليلي للرقص , ووجدت هناك الكثير ممن تعرفهم , وأقبل الكثير منهم نحو طاولتهم لتهنئتها بخطوبتها.
وشعرت بالسعادة عندما قاربت الحفلة على النهاية في ساعة مبكرة , فقد كانت تحس برأسها يكاد ينشق , من محاولاتها للظهور بمظهر متألق , بينما هي في الواقع تتمزق.
وخلال الانتظار القصير لقدوم السيارات تقدمت لوسي من السيدة ايفانز وقالت لها :
- سيدة ايفانز , كنت اتساءل إذا كنت ترغبين في الاقامة معي في بريوري ليوم او يومين , الريف كئيب بارد في مثل هذه الايام , ولكنه جميل ... او هكذا اعتقد.
- اجل ... بالطبع تعتقدين هذا.والتقت عيناها السوداوين بعيني لوسي بنفس برودة عيني ابنها:
- هذا لطف منك بالطبع ... ولكنني لم اتخذ بعد القرار النهائي بخصوص إقامتي هنا.
أي ... بكلمات اخرى لا ... لقد قامت بواجبها ولا تعرف ما يمكن ان تفعل غير هذا , وتحركت نحو مارك ولمست ذراعه , فالتفت اليها فوراً وقال :
- أنا آسف لإبقائك منتظرة... هذا آخر ضيوفنا في طريقه للمغادرة , وكليف يقيم في نفس الفندق مع والدتي, وهكذا نستطيع ان نتشارك التاكسي التالي.
- هل استطيع العودة رأساً الى الشقة ... أنا تعبة .
- في مثل هذه الساعة ؟ كنت أظن انك فتاة ترقص حتى ساعات الصباح سبع ليال في الأسبوع.
وهزت رأسها محاولة الابتسام , حتى سخريته منها أفضل من هذا البرود الرهيب.
- لا يجب ان تصدق كل مايكتب في الجرائد.
- أنا لا أفعل هذا , أصدق ماراه و أسمعه بنفسي , ولا بأس إذاً, سأعتذر من والدتي وكليف وأعيدك رأساً الى شقتك.
- لا حاجة بك لاصطحابي, المكان لا يبعد كثيراً من هنا و ....
- اعرف تماماً مكان الشقة , وأعرف كذلك انك لا تريدني ان أذهب الى هناك ... لماذا يا لوسي ؟ ماذا تخبئين؟
- لا شيء.
لابد ان طوني قد نصح جيرمان بالبقاء حيث هو للراحة , وإذا وجده مارك هناك, ستحصل بينهما مواجهة , وجيرمان متعب , وخاسر وبالتأكيد تستطيع حمايته من تهجمات مارك عليه , وسمعته يقول:
- إذا ليس من مانع يمنعني من الذهاب معك.
- أتعبت هذه الأمسية اعصابي و لا... ماعدا إنني فعلاً تعبة , لقد
أنت تقرأ
زهرة الرماد _ آن ميثر
Romanceالملخص " هل هكذا يأتي الحب ؟.. كانت تتوقع دائماً ان تشعر به ينمو رغم إرادتها , ولكن لم يحذرها احد انه يمكن ان يزهر في داخلها بهذه السرعة " ولكن مهما كلف الأمر يجب ان لا يعرف مارك ايفانز حقيقة مشاعرها نحوه, فكل مايريده هو الاستيلاء على شركة جدها و إب...