جلس على مائدة الطعام ، ينظر لها تارة ولزوجته تارة ولأولاده قربان المستقبل تارة أخرى ، لا يصدق أنها ببيته وبغرفة طعامه ، بل
وترتدي ثياب زوجته ، عباءة منزلية عادية رآها لآلاف المرات على زوجته والآن يرى نفس العباءة ولكن بشكل مختلف .. جذابة ..
ملفته .. ومغوية أيضا .. ويا للمصيبه !
كيف وافق إيثار على هذه المهزلة ، لا يستوعب أنها ستمكث ببيته ولمدة شهر كامل ، نظر لزوجته نظرة مغتاظة متذكرا حديثهما
بالأمس و ...........
خالد بنبرة غاضبة :مستحيل إيثار .. مستحيل ليست هذه المرأة بالأخص .
أجابته إيثار بنظرة راجية : أرجوك خالد .. إنها صديقتي الوحيدة وبعد طلاقها لم يعد لها أحد ، لا يمكنني تركها هكذا !
خالد وقد ارتفع صوته : قولت لكِ لا .. ألا تفهمين ؟!
"رجاء خالد اخفض صوتك سوف تسمعنا سهير " قالتها إيثار باستجداء
استدار خالد مبتعدا عنها بغضب ولكنها لم تكف عن المحاولة :
خالد .. لا تفعل هذا أرجوك أنه فقط مجرد شهر وسيمر سريعا .. أعدك ألا تشعر بوجودها أبدا .. من فضلك حبيبي
ووافق خالد تحت إصرارها وليته ما فعل !
"غبية إيثار لا تدري ما الذي أوقعتي نفسك وأوقعتني به .. كارثه "هكذا حدث خالد نفسه
أما عن سهير فظلت تترقب حركاته وسكناته وهي تعلم جيدا ما يلج بصدره ، وقد لاحظت أن تأثيرها عليه لم ينضب بعد مما يسهل عليها مهمتها فبدأت باستخدام جميع أسلحتها ومن أول لحظة دلفت بها بيته ، فليس أمامها الكثير من الوقت .
قطعت شرودهما إيثار موجهة الحديث لزوجها :
خالد لا تنس اليوم سأذهب لزيارة أمي في الخامسة
أوه لاااا : قالها خالد وقد تذكر
لقد نسيت تماما ، حسنا سأصطحبك إلى هناك
أمالت إيثار رأسها وبنبرة معترضة :
- بالطبع لا .. سأذهب بمفردي أنسيت عليك إنهاء مذاكرة الأولاد فلديهم اختبارا نهائيا يوم غد ، وأنت فقط من يستطيع تدريسهم اللغة الانجليزية ..
انتبه خالد لحديثها وبنظرة عفوية لسهير التي أظهرت ابتسامة خبيثة قد فهم ما ترنو إليه ولكنه لن يمنحها غايتها مهما كلف الأمر .
حسنا إيثار لا داعي لذهابك اليوم سنذهب جميعا إليها في الغد وحتى يتسنى لها أيضا رؤية الأولاد ..
حاولت إيثار الاعتراض ولكنه أوقفها بحزم :
ايثار لن أعيدها مرتين ، قلت سنذهب جميعا في الغد وانتهى الأمر
أتم خالد جملته ونهض على الفور شاعرا ببعض الراحة خاصة بعدما لاحظ تغير وجه سهير إلى العبوس إذن فقد كان محقا ، ومن ثم قام باستدعاء زوجته أثناء توجهه لغرفته : -ايثار وافيني بغرفتنا في الحال .
أما عن سهير فما أن سمعت جملته الأخيرة حتى شعرت بنار غيرة حارقة تجتاح صدرها من كل جانب ، تلك النار التي حاولت اخمادها منذ ست سنوات والآن أيقنت بأنها لا تستطيع ذلك !
"حسنا خالد تعلنها حربا إذن .. يالك من مسكين وهل صمد رجل يوما أمام كيد أنثى ؟!"
هكذا حدثت سهير نفسها متوعدة كليهما بما لا يتوقعاه والعبرة بالنهاية ...
يتبع ،،،،،،،،،،،،،،،،