#الجزء_الثالث

261 9 1
                                    


وأخيرا بعد أسبوعين من المحاولات الفاشلة سنحت لها فرصتها الذهبية ، ايثار منشغلة بإعداد العزيمة التي دعى لها خالد شريكه بالعمل ، الاولاد يلعبون بالخارج ، وهو قابع بغرفة نومه ربما نائم أو هكذا ادعى كي يهرب من الإلتقاء بعينيها التي مازال يضعف أمام بريقهما ، يحاول تجنب رؤيتها منذ أن خطت إلى منزله بشتى الطرق ، والآن جاءت اللحظة التي انتظرتها كثيرا حتى كادت ان تفقد الامل ..

وبحركة هادئة مترقبة تسللت ببطء لغرفته خفية ، وأغلفت الباب خلفها بهدوء .. انتفض لرؤيتها .. ردائها الخطر .. عطرها المثير الذي داعب انفه حتى من قبل دخولها عليه ، حاول تهدئة أنفاسه المتسارعة وبصوت زاعق نسبيا وهو يصك أسنانه غيظا بادرها : هل جننتي سهير ؟ ميف تجرأت قدميك بالمجئ إلى هنا ؟ هيا اغربي عن وحهي سريعا قبل أن تراكِ إيثار اقتربت منه ونظرت له بعين مظلمة لم يفهم ماهية تلك النظرة السوداء ، ولكنها حتما تنم عن حقد دفين وبصوت أقرب إلى أصوات الموتى اجابته : ألهذه الدرجة تحبها ؟تقلق بشأن غضبها وتعمل لها ألف حساب ؟ أجابها بنبرة متحدية :نعم أحبها وبشدة إنها الوحيدة التي وقفت إلى جانبي حين كنت لا أملك شيئا وحتى وصلت لما أنا عليه الآن كله بفضلها هي ، يكفي أنها لم تتركني وتتزوج بآخر طمعا بماله كفعل بعضهن ! بالطبع يقصدها هي، حبه الاول الذي تنفسه منذ الصغر ، ثلاثة أطفال يتشاركون المرح ، الطعام ، الدمى ، والحب أيضا هو وهي وإيثار .. المسكينة التي أحبته فقط ، لم تعلم قط بأنه على علاقة بجارتها ورفيقة العمر ، ولم تتحدث إليها سهير بشأنه ولو لمرة واحدة ، لا تعلم سوى أنها أحبته وكان عليها الموافقه به حين تقدم لخطبتها وأن تدعمه أكثر مما تتفعل أي امرأة محبة بمعشوقها ، أما سهير فلم تعد بالنسبة له سوى خائنة باعت عشقه لها مقابل بضعة ورقات نقدية ، وألقت بنفسها بين أحضان رجل يكبرها بأكثر من عشرين عام، فما كان عليه إلا أن يقتلها بقلبه ويدفنهما معا تحت ثرى النسيان الأبدي أو هكذا ظن ! رفعت إحدى حاجبيها مستنكرة : حقا؟تقول أنني خنتك وتزوجت بآخر طمعا بالمال ؟ منذ متى خالد كان مصير فتاه مثلي بيديها ؟ لقد اجبرت على تلك الزيجة وأنت تعلم ذلك جيدا أما انت فقد هربت ضعفت وجبنت وتركتني ومن أول مواجهة مع أهلى ..هل هذا هو حبك الذي تزعم ؟ ألم أطلب منك أن نهرب سويا ونغادر تلك البلدة بمن فيها ولم توافق حينها بحجة الاصول والتقاليد بل وتركتني أيضا لمصيىي المظلم ، أنت من خنت خالد ولست انا ...اجابها خالد بنبرة ساخرة : لا تحاولين خداعي سهير ، فقد اكتفيت بمرة واحدة ، هل تريدين اقناعي ببراءتك ؟ اطمئني أنا لا أعاتبك ولا أضعك الآن أمام محكمة العشق فلقد أصبحت لاةشئ بالنسبة لي ، أعلم جيدا لما أتيتِ سهير فأنا لا زلت على دراية بميفية سبر أغوار قلبك .. اليوم فقط وقد أصبحت رجل ثري وأملك شركة كبيرة ذات سمعة وصيت ، فما المانع من الطلاق من زوجك الكاهل واسترجاع الحب القديم ..أليس كذلك حاولت سهير استدعاء الدموع لعينيها باي طريقة فهذا ما تبقى لها من أسلحة كما أنها تعلم جيدا تأثير تلك الدمعات بقلبه ، فقد نجحت بالفعل بعدما استطاعت اطلاق ماء عينيها بلا حساب وهي تقترب منه بدرجة خطرة وبنظرة منكسرة أتقنتها : أهكذا تراني خالد ؟ كل هذا الحقد تكنه بقلبك لي ؟يشهد الله على أن قلبي لم ينبض لغيرك ، لا أعلم لم تصر دائما على أن تظلمني ألم يكفك ما احل بي ؟ ألم يرق قلبك لحالي وأنا أتالم والجميع على علم بمعاناتي مع ذاك الزوج الاحمق ، ومع ذلك فقد سامحتك خالد وإن قتلتني ألف مرة وإن لم أعد أعني لك شيئا فستبقى بقلبي كل شئ ..اكملت جملتها بصوت متهدج وقد استطاعت اغراق وجنتيها بالدموع خاصة بعدما لاحظت لين ملامحه إثر كلماتها : صدقني خالد لم أعد اليوم لأجل مال أو حتى زواج فقط أريد استرجاع بيتي الحامي بين نبضات قلبك هذا يكفيني وفقط ، واتبعت جملتها بقبلة سريعة فوق شفتيه ومن ثم اختفت من أمامه بلحظة واحده ، ولم تدر بأن هناك عينان لمحت تسللها من الغرفة في صمت ولكنها لن تبق صامته لوقت طويل يتبع ،،،،،،،،،

غدر أنثىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن