يوم الأحد ، الساعه ٥ صباحاً ..
استندت علىٰ العامود تنتظر إشارة المُشاه... تستمعُ لأغنية
في الجهة الاُخرىٰ من الشارع..# ديڤ
وقفتُ بإنتظار إشارة المُشاه لأعبر للجهةِ الأخرىٰ حيث المقهىٰ..
الشارع فارغ في هذا الوقت .. كان هناك سيارة واحده فحسب .. و .... هُناك فتاة تقف في الجهة الأخرىٰ ..
أصبحت الإشارة خضراء لذا مضيتُ قدماً ..
لم ترفع عينيها عن الطريق .. لكنني كلما اقتربت يتضحُ لي صوت الأغنية التي تستمعُ لها..
ابتسمتُ تلقائياً بعدما عرفتُ ذلك اللحن..
عندما وصلتُ للجهةِ الأخرىٰ شيءٌ أخبرني أن ألقي نظرةً أخيرة للخلف .. قبل أن أكمل طريقي ... لذا نظرتْابتسمت و اكملت طريقي للمقهىٰ .. بما أنه يوم عطلة ..سأعمل طوال اليوم..
بعدما وصلت أرتديت المئزرة و بدأت بمسح الطاولات.. و تجهيز كل شيء .. أتمنىٰ أن يحضر العديد من الزبائن ..
بدأت بتحضير قهوتي ..
حقيقةً اُحب العمل هنا ..بدأ الزبائنُ بالقدوم واحدٍ تلو الآخر .. أشعر بشعورٍ لطيف.. أن ابتسم بوجهِ كل شخص ثم يبتسم بالمقابل .. أشعر بأنني أقدم لهم رشفة من السعاده و الطاقة .. الأمر أكثر من كوبِ قهوة ..
تقدمتْ فتاةٌ في سن العشرين تقريباً .. من مظهرها يمكنني أن أخمن انها متدربه في عملٍ ما .. و من ملامحها أعتقد أن الأمر لا يسير علىٰ ما يُرام ..
انتبهتُ للزهور في غلاف هاتفها .. ابتسمتُ و بدأت بتجهيز قهوتها.. و بالطبع وضعت لها زهرة في وجه القهوة..تعبيرها بعدما انتبهت للرسم .. و سعادتها هُناك و كأنها ستحتضن كوب قهوتها.. هذا ما أتحدث عنه..
عدتُ لأكمال عملي ...مضىٰ الوقت .. و انتهت استراحة الغداء .. أقتربت الساعه للرابعة مساءاً ..
جرسُ باب المقهىٰ .. ألتفتُ لأرحب بالزبون رغم انني أعرف من يكون ..
ديڤ : مرحباً بكِ .. طلبكِ المعتاد ؟
-تضع ملفاتها علىٰ الطاولة -: فقط كوب شاي بالحليب ..
بدأتُ بتحضير كوبها ، تذكرتُ شيئاً .!! قالت إيڤ انها ستأتي في الرابعه.. مرت نصفُ ساعة..
سأتصل لأطمئن بعد قليل ..
ذهبتُ لتقديم كوب تلك الزبونة .. و عدتُ لهاتفي ..
اتصلتُ بـ إيڤ..
إيڤ : اهلاً ديڤ؟
ديڤ : تأخرتي هل أنتِ بخير ؟
إيڤ -تضحك-: أجل تأخرنا بسبب صديقتي .. سنحضر الآن ثم سأتفرغ في الساعه ٦ إن لم ننتهِ مبكراً من العمل ..
ديڤ : جيد ، هل أحضر شيئاً ؟
إيڤ : امم لا ، لا بأس عندما نحضر سأقوم بذلك بنفسي ..
ديڤ : حسناً
إيڤ: هيه ديڤ..
ديڤ : همم؟
إيڤ -تبتسم خلف الهاتف -: شكراً ،.... الىٰ اللقاء.
أغلقتْ ... سحبتُ كتابي و ذهبتُ لأجلس بعيداً اُكمل قرائته حتىٰ ظهور زبونٍ جديد ...وصلتْ إيڤ مع صديقتيها الجدد .. لا أعرفهن .. أخبرتني أن لديها مشروع لتعمل عليه معهن .. ارتدتْ مئزرتها و قامت بتجهيز طلبهن .. لذا أكملت قرائتي لكتابي ....
-: إيڤ كوكيز ؟
إيڤ : أجل سأحضره ..ألتفتُ بمجرد ندائها لـإيڤ .. تباً أطلتُ النظر.. لذا عدتُ لكتابي بسرعه..
بعد نصف ساعه عاد جرسُ المقهىٰ يرّن مجدداً ..
لقد كان رايـان .. و حقيبته ..
اتجهت إيڤ نحوه ..
إيڤ: كيف كان يومك ؟
رايـان : جيد و انتِ ؟
إيڤ : هههه كما ترىٰ الواجبات تلاحقني ..
رايـان : لهذا طلبتِ مني الحضور..
إيڤ : أجل لتنجز أنت أيضاً .. يجب عليك
رايـان ابتسم : حسناً ..عادت إيڤ لتكمل عملها مع صديقاتها و رايـان كان يدرُس .. و في تلك الطاولة كانت تلك الزبونة تعمل بصمت ..
بعد ساعة ذهبتُ لتنظيف المكان .. و في نفس الوقت انتهت إيڤ و صديقاتها من العمل علىٰ المشروع..
ألتفت عندما سمعتُ صوتاً خلفي ..
-: أرغب بقطعتين من الكوكيز اذا سمحت..
ابتسمتُ لها و قمتُ بتجهيز ما طلبت..
إيڤ : هههه من الغريب رؤية سيندر تطلبُ بهذه الكمية.. أعجبكِ ؟
سيندر -ابتسمت-: كثيراً ..قدمتُ لها طلبها ثم رحلت.. اعادت إيڤ ارتداء مئزرها لتكمل العمل معي حتىٰ نهاية اليوم..
_____
# رايـان ..
انتهيتُ من دراستي .. لذا أعدتُ الكُتب لحقيبتي ..
ودعتُ إيڤ و ديڤ ، ثم أتجهت للخروج ..بابُ الخروج كان يُسحب للداخل و يُدفع من الخارج،..
ما أن مسكتُ المقبض لأسحبه دُفع معي للداخل .. لم أعي ما حدث حتىٰ مع تلك الفتاة التي سقطت أمامي ..
أو بالأصح أمام جميع من في المقهىٰ ..حسناً ماذا أفعل؟ أيجب ان اعتذر؟ اساعدها علىٰ النهوض؟ ماذا اقول ااء ؟
حاولت منع نفسي.. حاولت حقاً ان اكون مهذباً لكن..
رايـان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
لم استطع منع نفسي من الضحك ، الأمر مضحك مضحكٌ بشدة .. لاحظتُها و هي تقف بإعتدال و تنظر لي بكراهية .. و تتجه للجلوس مع فتاةٍ اُخرىٰ..بعد ان التقطتُ أنفاسي ، خرجت و عدتُ للمنزل ..
لم يكن البقاءُ بالمقهىٰ ممتعاً من قبل .. هممم______
الساعة العاشرة مساءاً ..
حان وقتُ إغلاق المقهىٰ انتهىٰ ديڤ و إيڤ من التنظيف .. أقفلا الباب بعد خروجهما ..
سمعا صوت خطواتٍ سريعه مع وصولهما لإشارة التقاطع .. أحدهم كان يجري في الممر خلف المقهىٰ ..
نظرا لبعضهما لوهله و قررا إكمال طريقهما فحسب ..كان هناك شخصٌ بالفعل يقف في بداية الممر ينظر للتوأم و هما يعبران الطريق .. يتحدث عبر الهاتف بصوت منخفض..
-: هل أنت متأكد ؟ .. أجل فهمت .. همم سأرىٰ ..
أغلق الهاتف و مازال لم يبعد عينيه عن ظهر التوأم ..
ابتسم بهدوء و همس : سيندر اذاً .. لنرىٰ
