الحلقة الأخيرة .. " حلمنا معا"

3.9K 62 14
                                    

قد تغدو الأيام كمياه راكدة ليال باردة يطفى عليها دفئ الروح نور الحب الذي طغى على الظلام وجعل الليالي تنجلي واصل بطلينا العيش نحو حياة بريئة عادلة إلى الطريق الذي رسمه القدر سار ميران وريان معا على جسر الحقيقة تبعثرا تعثرا ولكنهما عبرا عائقا كبيرا للسير نحو الأفضل لكن كان هذا لأجل جعلهما يدركان أن لا شيئ سهل في هذه الحياة..

كبرت جونيش لتصبح في عمر السنة والنصف تقريبا بينما دخلت ريان في شهرها الثامن ومع أقتراب ولادتها شيئا فشيئا بدأت الآلام تزداد
كانت أميرتنا نائمة بعمق إلى جانب زوجها و والد أطفالها حتى أستيقظت فجأة..!!
صرخت ريان : ميران لا تذهب!! -أستدارت ووجدته بجانبها علامات الإستفهام تعلو وجه ميران أمسك وجنتها وسألها بهدوء عن ما حدث لترد ريان بتوتر : ك..كاب..كابوس..!! رأيتهم يأخذونك مني😢 يحرمونني وأطفالك منك!!😢 ماذا يريدون منا بعد هاه؟!
-ميران يحاول تهدأتها ربت على كتفيها وقبل جبنيها بعمق : هششت! عزيزتي لا تفكري في هذه الأمور لا أحد يستطيع أخذي منك ولا أخذك مني..لا أحد سيحرمنا من أطفالنا تعالي الى هنا
-وضعت ريان رأسها على كتفه شمت رائحته وتنفست بعمق لتبدأ شهقاتها تتعالى : ألم ينتهي الأمر؟😢 تسعة أشهر أليست كافية؟ بهذا القدر لا يردون لنا العيش بسعادة للحظة واحدة!!
-أمسكت تيشرته بقوة-... مهما حصل إياك والذهاب لأي مكان..!!

بدت علامات التوتر على وجه ميران تذكره بالحادثة التي جعلته يترك ريان بسببها كان يعتقد أنه يستطيع النسيان لكنه لم ينسى ذلك الموقف أبدا..!!

بدأ يفكر بعمق ونتيجة لذلك لم يستطع النوم جيدا حتى الصباح بينما ريان غفت بدموعها على صدره يداها تأبى أن تعتق خصره تشبثت به بقوة كي لا يرحل..
تنهد ميران بعمق : آه ريان آه..!! لم حدث ذلك الآن..!! هل سأستطيع الوفاء بوعدي لك والبقاء صامدا حتى يفرقنا الموت؟ أم تأبى هذه الحياة القاسية علينا جعلنا نعيش بهدوء لمرة واحدة؟ آه يا جدتي آه..!! لم فعلت ذلك..!! ماذا ستفعلين بي بعد حتى بعد موتك..!!

- بالطبع هناك جزء ناقص في هذه الحكاية لم يستطع ميران إخبار ريان بكل شيئ لم يخبرها بكل ما حدث معه طوال الفترة التي غاب عنها فيها وهاهو يواجه عواقب وخيمة لإخفاءه ذلك..!!

وجدها تمسك به كالطفلة الصغيرة التي تأبى أن يلمس أحد أشيائها الخاصة أجل ميران خاصتها ولا تريد أن تفرط به نظر لها بعينان لامعتان بشوق وألم
تنهد ميران بحسرة : آه يا ريان..!! لو تعلمين فقط..!!

-أستفاقت ريان ونظرت له ببراءة تكاد تقتله من الداخل همسة صوتها الحنونة تغمر أذنيه كلحن لا يريد التوقف عن سماعه : صباح الخير~
عاد ميران لرشده وحاول مجاراتها : صباح الخير~
-كتم في نفسه تلك الكلمات " إن شاءالله يكون خيرا" كي لا يقلقها مجددا يخاف أن يفطر قلبها المسكين ويحوله لأشلاء
ولاسيما أنها حامل في الريع الأخير ولا يجب أن تتعرض لأي إنهيار عصبي في هذه اللحظة يدرك جيدا ان ما حدث سيجعله يخسرها وطفليهما للأبد لم يرد ان يفكر بهذا الأمر فهي مجرد اوهام الآن..!
قبل خدها ونهض بنشاط مزيف قائلا : سأرى جونيش وآتي
ريان : حسنا..!
-شعرت بشيئ يقبض قلبها من الخوف هي على يقين بخوفها من الأيام المفرحة بشدة قد تخرج ورائها مصائب أكبر بدات تطرد هذه الأفكار من رأسها لم ترده ان يشعر بذلك كي لا تزيد همه آملة ان ياتي ويخبرها لاحقا..
ذهب ميران لغرفة جونيش فوجدها لا تزال نائمة مسح على شعرها المجعد وداعب وجهها بحنان وهمس : أعتني بهما في غيابي عزيزتي.. -أراد ان ينهض لتمسك جونيش بقميصه من الخلف -
جونيش بصوت ناعس : إلى أين أنت ذاهب أبي؟
-تلك الكلمات تفطر قلب ميران هو لا يستطيع تركهم وحدهم كان ينتظر إبنه بحماس حتى خرج ذلك الموضوع وحرق روحه مجددا....هو لم يفعل شيئا وهناك شهود أحدهما أعز صديقه وصندوقه الأسود فرات والآخر رأى شيئا وأساء الفهم وفر هاربا دون معرفة الحقيقة قاطع شرود ميران صوت إبنته
جونيش : بابااه هل يمكن أن نذهب لبيت جدي اليوم؟
مسح ميران دمعته سريعا : كنا عندهم منذ يومان ماذا حدث فجأة؟
جونيش : عيد ميلاد اردا اليوم... جميعهم كبار لذا.. لا اريده ان يشعر بالوحدة..
ميران : تمام عزيزتي~ ومنه نحضر له هدية..!!
جونيش : جهزت بالفعل! أنظر!
- اخرجت لعبة سيارة صغيرة ذات محرك يدوي يعرفها ميران جيدا فهو من جلبها من أجل مراد-
ميران : همم!🤔 أين رأيت هذه يا ترى؟
بدأت جونيش تحك رأسها بلطف : سرقتها من غرفة أخي.
👈👉 مراد لا يزال صغيرا وأردا يحب السيارات ..لذا..!!
ميران : لا بأس أحضر له غيرها فيما بعد😉
جونيش : أولاي!✊❤ -قبلت خده وعانقته بقوة - أحبك أبي!❤
ميران بصوت شبه مبحوح : وانا.. أيضا!❤
-دخلت ريان لتجدهما يتعانقان ونظرت لميران بحنية أشعلت فؤاده
ميران : هيا تجهزا بسرعة سنذهب لعند أبي
ريان بأستغراب : ما الأمر؟؟ هل حدث شيئ؟
ميران نظر لجونيش ثم أعاد نظر لريان وغمز لها : عيد ميلاد اردا!!😉

زهرة الثالوث Hercai حيث تعيش القصص. اكتشف الآن