" 2 "

254 24 8
                                    





مرّت تسعونَ دقيقةً ودقت الساعةُ مشيرةً للتاسعةِ والنصف، انتهت المحاضرةُ أخيرًا.

" حسنًا، انتهينا لليوم، يمكنكم الخروج "

" طابَ يومكَ يا أستاذ "

هتفَ بها بعضُ الطلابِ أثناءَ مغادرتهم للقاعة، بينما مارك الذي توجه للخارجِ آخرَ الممرِّ يبحثُ ببصرهِ عن جينو، وقد لاحَ لهُ الآخرِ بعد دقيقةٍ من الانتظار، توجهُ نحوهُ مبتسمًا وأردف :

" هل نذهب؟ "

أومئَ جينو بالموافقة، وتوجها ناحيةَ الحديقةٍ الخلفيةٍ للمبنى، كانت بتصميمٍ هندسيٍ دقيقٍ وجميلٍ مع أرضيةٍ رخاميةٍ فضية، تتوسطها نافورةُ مياهٍ كبيرة، وعلى أطرافها انتشرت زهورُ البنفسجِ بكثرةٍ، لدى الفتيانِ ساعتانِ من الفراغِ قبلَ بدءِ الصفِّ التالي، لذا هما قررا أن يقضيا بعضًا من الوقت في الحديقة، ومن ثمَّ يتوجهانِ لقاعةِ الموسيقى ليقوما بأحبَّ ما على قلبيهما، وهو العزف.

توجهَ جينو لشراءِ حليبِ الموزِ له، وشايًا مثلجًا لمارك، بقيا فترةً يتبادلانِ أطرافَ الحديثِ، حيثُ تعرفا أكثرَ على بعضهما.

" أنا في الغرفةِ رقم 202 في الدورِ الثالثِ من السكن، أن رغبتَ بقضاءِ الوقت معًا فلتأتي إليَ رجاءً، سأكونَ سعيدًا "

قالها جينو وهو يجولُ بعينيهِ في وجهِ مارك، ليكملَ مارك بدوره :

" تأكَّد من أنني لن أتردد في المجيءِ واقتحامِ غرفتك "

اختتمَ مارك كلامهُ بقهقهةٍ صغيرةٍ، ليضحكَ جينو أيضًا، نهضا بعدها لقاعةِ الموسيقى رقمِ ٧ نفسها، ولحسنِ الحظِّ كانت فارغة، دخلاها وما هيَ إلا دقائِقٌ حتى امتلئَ المكانُ بألحانٍ عذبة.

بينما بقسمِ الرسم، كانَ رونجين يمسكُ بدفتر رسمٍ بحجمٍ متوسط، يملأهُ بالكثير من الرسومات الرصاصيةِ الجميلة، إلى أن قاطعَهُ رنينُ هاتفهِ، ليلتقطهُ بتأففٍ ويرى من هذا المزعج.

" كالعادة هاي مزعج تشان "

كان رونجين يخزنُ رقم هيتشان بهاتفهِ باسم :  " هيتشان أقفلِ الخط " لأنهُ مزعجٌ وصاخب، ودائمًا ما يستمرُّ بالغناءِ فوقَ رأسِ رونجين حتى يُصابَ الآخرُ بصداعٍ حاد، لم ينتظر وبسرعةٍ أقفلَ الخطَ بوجهه، لكنهُ لم يلبث إلا وقد اقتحم هيتشان المرسمَ بصوتهِ المزعج :

" أتظنُّ لو أقفلت الخطَّ بوجهي لن أزعجك؟!  هاها، سآتي لك دائمًا من حيثُ لا تعلم، لكن مهلاً............إلهي يا رونجين!! لقد أشتقتُ لك، ألم تشتق لمقالبي وإزعاجي لك؟ "

𝗺ᵃ𝗱𝗲 ᵒᶠ ✯︎ A̶R̶T̶ ✯︎ ||  صُنِعَ مِنَ الفَنِّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن