𝗺ᵃ𝗱𝗲 ᵒᶠ ✯︎ A̶R̶T̶ ✯︎ || صُنِعَ مِنَ الفَنِّ

" 4 "

سان دييقو - كاليفورنيا
6:00 pm

اتفقّ أربعتهم على الذهابِ للبحرِ وعزفِ بعضِ الموسيقى والغناءِ كذلك، بينما رونجين الذي حملَ لوحةً بيضاءَ صغيرةٍ وبعضَ الألوانِ المائية؛ علّهُ يجدُ الإلهامَ بالمنظرِ هناك، لم يأخذُ منهم سوى عشرِ دقائِقَ مشيًا للوصول، وهاهُم يجعلونَ من الرمالِ مجلسًا لهم.

~

بينما أناملُ مارك تداعبُ أوتارَ القيتارِ الأبيض برِقة، فتحَ هايتشان ثغرَ العسلِ خاصتهُ بأجملِ صوتٍ على الإطلاق، ورونجين الذي رأى بانعكاسِ قُرصِ الشمسِ الذهبيِ الذي تتسللُ منهُ خيوطُ بنفسِ اللون على البحرِ شديدِ الزُرقةِ ناثِرةً بعضَ اللؤلؤِ عليه، منظرًا يُخدرُّ الناظرين، هو بدأَ يمررُ الفرشاةَ المُلطخةَ على تلكَ اللوحةِ، بينما جينو يلتقطُ بعضَ الصورِ للمنظر، وكمانهُ الأسودُ على ظهرهِ.

~

8:00 pm

" أشكُركم على الوقتِ الرائِع يا رفاق، لقد أخذنا الوقتُ بسرعة، يتوجبُ علينا العودةُ الآن "

قالها رونجين بينما ينفضُ ذراتِ الرمالِ عن ملابسه، ليمسكَ يدَ هيتشان ويستقيما ناهضَين.

" رونجين، دعنا قليلاً بعد أرجووك...⁦"♪～

" توقَّف أولاً عن تلحينِ الكلام، ومن ثمَّ لقد جلسنا بما فيهِ الكفاية، يجبُ أن نعود، لا تنسى لدينا غدًا محاضراتٌ مُبكرة "

تذمّرَ هايتشان بينما ينثرُ الرمالَ بقدمهِ، أومئَ مارك وجينو كذلك واستقاما لينفضا ملابسهما، ويغادرَ جميعهم.

كانَ هايتشان يشابكُ أناملهُ بيدِ رونجين بينما يتمتمُ ببعضِ الكلام ويزعجَ رونجين، نظرَ مارك ليديهما وأدركَ كم أنَّ علاقتهما قويةٌ ولطيفة، ابتسمَ لذلك، ثم رفعَ رأسهُ ليأخذَ نفسًا عميقًا حتى امتلأت رئتاهُ بالهواء، ثمَّ أخرجها ببطئٍ شديد، هو يعشقُ رائحةَ هواءِ الصيف، التفتَ يمينهُ ليجدَ جينو هو الآخر يمشي بينما ينظرُ للسماء باندماجٍ شديد، سبقهُ ببضعِ خطواتٍ ووقفَ أمامهُ في حال إن تعثَّر سيتلقاهُ ظهرُ مارك ولن يتأذى الآخر.

~

8:00 pm
مهعدُ سان دييقو للفنون - المرسم

بعدَ أن أنهى الجميعُ صفوفهم، وتأخرَّ الوقت، يجدُ هوَ وقتهُ المناسبَ، ينيرُ ذلكَ المصباحَ الباهت، ويمسكَ بقلمهِ الفحميِّ ولوحتهِ الكبيرة، بعدَ أن يشغلَ معزوفتهُ المفضلةَ، مجموعةُ سوناتا الغامضة للعازفِ بيبر، يكملُ لوحتهُ التي بدأَ بها البارحة، كانت عبارةً عن حسناءَ جميلةٍ تركبُ زورقًا صغيرًا في بحيرةٍ تحتَ ضوءِ القمر، ويظهرُ انعكاسها على الماءِ بشكلِ حوريةٍ آسرةِ المنظر، لم يتبقى الكثير، فقط اللمساتُ الأخيرةُ وبعضُ الظلال.