الفصل العاشر

15.1K 823 69
                                    

"ثم يأتيك الله بأشد مايتمناه قلبك عوضاً عن ايام ثقال ، وجبراً عن قساوه العالم "

بعد مرور ثلاث سنوات ....
تقلبت رحاب فى فراشها اسفل غطائها لاترغب فى الاستيقاظ او رؤيه ذلك الشعاع المنبثق من شمس النهار الهارب من احدى زوايا الستار الغير مُحكمه بدقه ..
قاومت استيقاظها وارغمت عيناها على الانغلاق بقوه .. فعدم وجوده بجوارها يقتلها ويجعلها تهرب من واقعها بالاستغراق فى النوم علها تنسى ..
ابتسمت من اسفل غطائها وهى تتذكر طلبه الزواج منها لاول مره بعد علاقه دامت اكثر من ثلاث اشهر ..
بالتحديد يوم زفاف فجر وحازم .. عندما خرجت تتنفس قليلاً من الهواء النقى بعيداً عن الاماكن الممتلئه بالمُهنئين .. اتبعها هو .. سامح .. ليشاهدان سوياً غروب الشمس من احدى الاماكن المرتفعه قريباً من مكان الزفاف المفتوح ..
اقبل عليها سامح ببذلته الانيقه يتأمل وقوفها بفستانها الذهبى المحتشم وشعيراتها السوداء المنسدله على كتفيها والتى تحولت اجزاء منها الى اللون الكستنائى بفعل انعكاس اشعه الشمس المُغادره على شعرها وفستانها الذى ازداد بريقاً ..
وقف بجانبها مُحدقاً فى تفاصيل وجهها الناعم والذى انعكست اشعه الشمس عليه هو الآخر فتحول بدوره الى اللون البرونزى الجذاب .. اما بندقيتيها المحدقتان فى الفراغ ظهرتا باللون العسلى الفاتح .. لتبدو فى النهايه كملكه فرعونيه جميله ينقُصها تاج تحكم به العالم وتؤسره بنظره واحده من بندقيتها ..
بعد عده دقائق من تواجده ظهر صوته هامساً : بتحبى الغروب
اجابته رحاب دون ان تنظر اليه : بحب الشروق اكتر .. بحس ان بعديه بتبدأ حياه جديده بس الغروب .. الظلمه اللى بتيجى وراه بتخلى قلبى ينقبض ..
ازاى فى دقايق السما المنتشر فيها كل درجات الالوان دى بتتاسق رهيب تتحول لاسود قاتم مفهوش اى حياه ..
سامح باستغراب : طب واقفه تشوفيه ليه
رحاب : مش قادره اقاوم قوس قزح اللى بيظهر قبل الغروب بدقايق ..
سبحت به كلماتها بطريقه حالمه واحس للمره المئه برغبته فى الارتباط بها مدى الحياه فقال بدون مقدمات ودون تفكير تلك المره : رحاب تتجوزينى
نظرت اليه بدهشه تتأكد من ماتفوه به للتو : بتقول ايه
اقترب منها سامح ليُمسك يديها قائلاً : بقولك تتجوزينى
ظهرت ابتسامتها وهى تتسائل : اشمعنى دلوقتى قدرت تنطقها .. كنت بشوفها كتير اوى فى عنيك بس عمرك ماقولتها ..
سامح وهو ينظر الى بندقيتها : مش قادر اقاومك .. كفايه كده عليا .. رومانسيتك دى عاوزها تبقى هى الشجره اللى بتضلل على حبنا وبتراعيه .. مُتخيل حياتى معاكى جداً وحاسس انها هتكون اجمل سنين عمرى اللى مش عاوز اضيعها اكتر من كده فى البُعد عنك ..
عادت بعينيها الى الشمس التى كادت ان تختفى فى الافق لتُجيبه دون ان تنظر اليه : شكلى كده هحب الغروب
سامح بفرحه مكتومه : يعنى موافقه
هزت رأسها دون ان تنظر اليه بينما تسللت يدها الى جيب بنطاله لتختبىء بداخله خجلاً قبل ان يُدخِل هو الاخر يده ويتقابلان معاً لاول مره بالداخل ..

باد بوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن