العاشرة مساءا ، يوم الأحد ، لم يكن الطقس سيئا بقدر إستياء مريم ، و هي أحدى الطالبات ، تخصص الأداب ، وربما ذلك كان أحد أسباب بئسها ،تماما كباقي زميلاتها في الإختصاص إذ لم يتجاوز عمرها الإحدى و عشرين لكنها تحمل من الحقد ما جعل شعرها يبدأ بالتساقط و وجهها تغرقه الحبوب و العيوب بعد أن أهملته من أجل أن تحقق حلمها في التخرج من الكلية ، و العودة إلى مدينتها ، هذا الحلم الذي تراه يتهاوى أمامها إثر أن اشترت بالمنحة الجامعية التي تحصلت عليها حاسوبا ، و كلها أمل أن تسهل لها كتابة النصوص لكن تغيير مخططها حينما دخلت عالم الإفتراضة .
انشأت مريم حسابًا على الفيسبوك ، و سمت نفسها "مر يومة " كتبتها بلغة الإفرنجية و كأنها سئمت من تكرر إستعمال اللغة العربية داخل حياتها ، و رفضت ان تضع لقبها الحقيقي و اختارت ان تكتب اسمها بشكل منفصل بين الخانتيين حتى لايتمكن احد من التعرف إليـها ،كما اخفت عمرها ، و وضعت صورة لطفل رضيع وجدتها ملقاتًا داخل موقع البحث .
الساعة الحادية عشر ، تكاثف نزول المطر في الخارج و عزف سنفونيتًا مرعبةً اثارت في مريم إحساس الوحدة خاصةًان صديقتها التي كانت تشاركها السكن قد عادت إلى بلدتها ، و لم تستطع مريم ان تلحق بها على إثر قرارات الحكومة الصارمة بشأن حضر التجوال ، كانت مريم تجهل المواد العلمية إلا ان هذا الجهل كان حافزًا لشيطانها ، كي تغذي مشاعر الخوف من الفيروس ، فتحت مريم صفحتها على الفيسبوك ، إقتربت أنت من الشاشة لترى عددا فاق ما قد تتوقعه من الرسائل و الطلبات ، نظرت مريم نظرتًا فسرها عقلك انها نظرة إعتزاز ، أصابك القرف من المشهد ، رسم لك عقلك المريض صورة كالتي سأرسمها لك انا في القادم من الأسطر لكن لا تفزع ،مريم لم تكن سوى عاهرة إفتراضية كانت تجد في مجاملات الشبان تحقيقا لذاتها ، إذ انها تظن انّها نكرة خارج هذا الفضاء الوهمي ، لم تحضى مريم طول حياتها بإهتمام كالذي حضت به هنا ،لا ، أنا لا احاول ان ابرر لها عهرها لكن أنا أنقل لك الحقيقة بشكل غير مشوه .
- مرحبا ،{رسالةٌ تلقتها مريم من شاب جديد ينضم الي مجموعتها الخاصة من الشبان الذين تختارهم بعناية ، ملبيتًا رغبتها المشتعلة ،دائماً و أبدًا } كيف حالك ؟
- شبيك تكتب بالعربي ههه{اجابت مريم بلغة فيسبوكية مطلسمة ببعض الوجوه الضاحكة و القبل }بالك فيلم الرسالة هو هاهاها
-هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها{ضحكات مكتومة و مبالغٌ فيها ارسلها هذا الفتى لمريم التي زرعت داخلها إحساسًا من الأمل في انها لا تزال تجيد إلقاء الدعابات} لا ماني ريتك كاتبة إلي أنت من كلية الاداب قلت نحكي معاك بلغة قريبة ليك هاهاها.
-وه ، تره برى إرجع أقرى ، كلية الأداب في منوبة بابا ، موش في قريش {متماديتًا أرسلت مريم هذه البدعابة السيئة التي جرحت كيان الفتى لكنه حافض على هدوئه فلم يمر على المحادثة إلا بضع أسطر }.
أنت تقرأ
الحب زمن الكورونا
Romanceتختلف قصص الحب في زمن الحجر الصحي و لكن ليس كثيرا فغريزة الشهوة هي الطاغية على كل علاقة . لكن التباعد الإجتماعي خلق عادتًا جديدةً تابعها معي في الرواية جزء كل يوميين