الساعة الأن الثانية بعد الظهر من يون الإثنين ، حافظ الطقس على ردائته ، و هذا موعد نهوض نور عادتًا ، نور شاب في مقتبل العمر اتم الثامينة عشر منذ بضع أيام ،لكن لم يتسنى له الإحتفال بعيده كما خطط مع أصدقائه ، فلم يتمكن نور من الخروج من المنزل في الأونة الأخيرة ربما لنفس السبب الذي جعل مريم لا تخرج من منزلها ، و لم يختلف حال نور عن مريم ، فيبدوا ان الحب إنتقل الى بعد إفتراضي بسبب الكورونا ، لكن نور لا يتبع خطى مريم ، فنور ، وإلى حد الأن أعزب ، لم يجرء على أن يكلم أحدا في هذا الموضوع ، لم يبدي إعجابا بأي كان ، قد تسألني لما ؟ نور، و كما سبق و صرحت ، ليس كباقي الشبان ، نور لا يعجبه كيانه كفتى ، انا لا ارغب في الثرثرة أكثر ، اتبع سيرورة الحديث و ستفهم كل شيئ .
نور يدرس أداب في المعهد الثانوي و هو في مستوى الرابعة ، ليس من النوع الذكي لكنه يجيد إستعطاف الأساتذة في نهاية كل عام دراسي من أجل النجاح ، و بين السنة و التي تليها ، يجد نور قصة جديدة ليلقيها على مسامع الأساتذة و الإدارة ، و لم يستطيع أحد أن يكذبه فقط كان يجيد القص ، و لكن وقف مكتوف اليدين هذه السنة ؟ ماذا سيفعل ، هو الأن على مشارف الإمتحانات الوطنية ، و لن يجد من يستعطفه الأن و لكن يبدوا أن الأقدار ساعدته ، لا يصدق نور بمثل هذه الترهات ، ليس ملحدًا و لكنه لم يرسي على ديانة بعد ، كل دين إختاره أشعره بالذنب ، و كل صديق حكى له ما يمر به من تعذيب نفسي لم يعد يتحدث معه .
اختار نور الإنزواء في ركن من أركان غرفته ، حيث وجد المكعب السحري ، حاسوبٌ هرب من سيرورة الزمن و أختار الخلود حذو صديقه الوحيد نور ، في ركن غرفته لم يوجد غير جسدان مغضوب عليهما ، رفضهم الجميع ، فإحتواهم هذا الركن ، لم يكن لنور صديق غير الحاسوب و لم يجد الحاسوب أفضل من نور صديقا له ، و لو تكلم الحاسوب لرفض نور كليًّا لكن ماذا عساه يفعل ، ليس بيده شيئ .
يملك نور حسابا على الفيس بوك أنشأه منذ فترة و لكن لم يكن يحمله أسمه هو الأخر ، لم يستطع نور التصريح بإسمه ، فهو لايستطيع تخيل ما قد يحصل له ، أخر مرة صرح بميوله كاد أن يفقد أحد عينيه ، فأختار نور التخفي وراء حساب لشخصية وهمية سماها محمد مراد ، أحسن نور إثر إنشائها بالمكر و الخبث ، أحس أنه أفطن الناس ليصدم بالكم الهائل من الصفحات الكاذبة في مجتمعه الخفي ، كان نور يستغلُ صفحته ليفخر بميوله ، و لكن هذا لا يمنع أنه أستغلها إستغلالًا أخر ،فحتى نور اصابه هذا الحجر المنزلي بثورة داخل كيانه المهزوز خاصة أنه في مقتبل العمر و لم يمضي إلا بضع سنوات منذ ان تعرف على عالم الجنس و اللّذات المادّية ، كان نور يختار فرائسه بعناية بنائًا على ثلات مقومات أساسية ، الجمال ، العمر ،امكانية أن يشاركه الميول ، وقد تمكن من بناء حدس في الإختيار ، وجد نور فتًا على الإنترنات إسمه محمد أيضا ، أخد نور يتفحص حسابه فوجد فتاة كتبت له "حبيبي " على صورته فأجابها هو بأن وضع لها قلبا على التعليق ، ، أحس نور ان حظوظه تتقلص في تلبيت غريزته مع هذا المحمد لكن الأصدقاء بينه و بين محمد كانوا حافزا لنور ليبدأ المراسلة .
أنت تقرأ
الحب زمن الكورونا
Romanceتختلف قصص الحب في زمن الحجر الصحي و لكن ليس كثيرا فغريزة الشهوة هي الطاغية على كل علاقة . لكن التباعد الإجتماعي خلق عادتًا جديدةً تابعها معي في الرواية جزء كل يوميين