II. الفضيحة

1.2K 1 0
                                    

الساعة الأن الثانية بعد الظهر من يون الإثنين ، حافظ الطقس على ردائته ، و هذا  موعد نهوض نور عادتًا ، نور شاب في مقتبل العمر اتم الثامينة عشر منذ بضع أيام ،لكن لم يتسنى له الإحتفال بعيده كما خطط مع أصدقائه ، فلم يتمكن نور من الخروج من المنزل في الأونة الأخيرة  ربما لنفس السبب الذي جعل مريم لا تخرج من منزلها ، و  لم يختلف حال نور عن مريم ، فيبدوا ان الحب إنتقل الى بعد إفتراضي بسبب الكورونا ، لكن نور  لا يتبع خطى مريم ، فنور ، وإلى حد الأن أعزب ، لم يجرء على أن يكلم أحدا في هذا الموضوع ، لم يبدي إعجابا بأي كان ، قد تسألني لما ؟ نور، و كما سبق و صرحت ، ليس كباقي الشبان ، نور  لا يعجبه كيانه كفتى ،  انا لا ارغب في الثرثرة أكثر ، اتبع  سيرورة الحديث و ستفهم كل شيئ .

نور يدرس أداب في المعهد الثانوي و هو في مستوى الرابعة ، ليس من النوع الذكي لكنه  يجيد إستعطاف الأساتذة في نهاية كل عام  دراسي من أجل  النجاح ، و بين السنة و التي تليها ، يجد نور قصة جديدة  ليلقيها على مسامع الأساتذة و الإدارة ، و لم يستطيع أحد أن يكذبه فقط كان يجيد القص ،  و لكن  وقف مكتوف اليدين هذه السنة ؟ ماذا سيفعل ، هو الأن على مشارف الإمتحانات الوطنية ، و لن يجد من يستعطفه الأن  و لكن يبدوا أن الأقدار ساعدته ، لا يصدق نور بمثل هذه الترهات ، ليس ملحدًا و لكنه لم يرسي على ديانة بعد ، كل دين إختاره أشعره بالذنب ،  و كل صديق حكى له ما يمر به من تعذيب نفسي لم يعد يتحدث معه .

اختار نور الإنزواء في ركن من أركان غرفته ، حيث وجد المكعب السحري ، حاسوبٌ  هرب من سيرورة الزمن  و أختار الخلود حذو صديقه الوحيد نور ، في ركن غرفته لم يوجد غير جسدان  مغضوب عليهما ، رفضهم الجميع ، فإحتواهم هذا الركن ،  لم يكن لنور صديق غير الحاسوب و لم يجد الحاسوب أفضل من نور صديقا له ، و لو تكلم الحاسوب لرفض نور كليًّا لكن ماذا عساه يفعل ، ليس بيده شيئ .

يملك نور حسابا على الفيس بوك أنشأه منذ فترة و لكن لم يكن يحمله أسمه هو الأخر ، لم يستطع نور التصريح بإسمه ، فهو لايستطيع  تخيل ما قد يحصل له  ، أخر مرة صرح بميوله كاد أن يفقد أحد عينيه ، فأختار نور التخفي وراء حساب   لشخصية وهمية سماها محمد مراد ، أحسن  نور  إثر إنشائها بالمكر  و الخبث ، أحس أنه أفطن الناس  ليصدم بالكم الهائل من الصفحات الكاذبة في مجتمعه الخفي ، كان نور يستغلُ صفحته ليفخر بميوله ،  و لكن هذا لا يمنع أنه  أستغلها إستغلالًا أخر  ،فحتى نور اصابه هذا الحجر المنزلي بثورة داخل كيانه المهزوز  خاصة أنه في مقتبل العمر  و لم يمضي إلا بضع سنوات منذ ان تعرف على  عالم الجنس و  اللّذات المادّية ، كان نور يختار فرائسه بعناية  بنائًا على ثلات مقومات أساسية ، الجمال ، العمر ،امكانية أن يشاركه الميول  ، وقد تمكن من بناء حدس في الإختيار ، وجد نور فتًا  على الإنترنات إسمه محمد أيضا ، أخد نور يتفحص حسابه فوجد فتاة كتبت له "حبيبي " على صورته  فأجابها هو بأن وضع لها قلبا على التعليق ،  ، أحس نور ان حظوظه تتقلص في تلبيت غريزته مع هذا المحمد لكن الأصدقاء بينه و بين محمد كانوا حافزا لنور ليبدأ المراسلة  .

الحب زمن الكوروناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن