الجولةَ الثانيةَ

1.9K 114 81
                                    








سماع دوي أنفجار، أو أطلاقاتٍ عشوائيةَ للنار او حتى قتالاتٍ ليسَ لها بدايةَ أفتعال!
في ريو هذا أمر أعتيادي، مأخوذ بأريحيةَ في جانب الحياةَ اليوميةَ هُنا، الغيرُ طبيعي هو أن يخلو اليومَ مِنّها، هُنالكَ جوانب مُتطرفةَ وقاسيةَ بجانبِ سوء المعيشةَ هُنّا!

حيثُ أن القانون والشرطةَ كـ الدُمى لا يُمكن السيطرةَ على قوةَ عصابةَ دا كابيتال التي تحتوي ثلاثين ألف عضوٍ رسمي!

في الواقع الصريح، لا يُمكن السيطرةَ على أي شيئ هُنّا في تلكَ البُقعةَ الجُغرافيةَ الموبوء بعدمِ ألامان

صراعاتِ القانون والعصابةَ لأجل السيطرةَ على القيادةَ وأخذِ زِمام ألامور كُل تلكَ ألامر المُعتادةَ جعلت السُكان هُنّا يلجؤن ألى أكياسِ المُخدرات الصغيرةَ في جيبوبهم لتخفيف وطئ هذهِ ألاقدام التي تكسُر أعنّاقُهم!

كانت حلولٍ ركيكةَ للتجاهُل، حلولٍ مُميتةَ!

مُحاربةَ الظُلم بالهربِ لم يكُن ألا جُبّن أجتماعي سائد في واقعٍ يملئهُ المُتخاذلين والحمقى المُرتعدين مِمن هُم أعلا شأنٍ!

رُبما يملكون القضيةَ المُلمةَ بسوءِ الحال لكنّهُم عاجزّين عن السير بتلكَ القضيةَ، رُبما لكون أعنّاقهُم مكسورةَ وأقدامهم من ورقٍ مُبلل!
كانت قضيتُهم نائمةَ تحتَ لفائفِ النسيان

الغُرفةَ الباهتةَ جُدرانها ببعضِ المُلصقاتِ المُمزقةَ و التي تُحاصرهُم بِصغرها بالرطوبةَ ورائحةَ الدُخان، الى تناثرُ قطعِ الزُجاج على الارضيهَ بسببِ ألانفجار السابقِ قبلَ رُبع ساعةَ مُنّقضيةَ!

كانَ يقفُ هُنّالكَ يُدخن ، بينما يتناسى أو يتغابى
فضولهِ؟ لا يعلم لكنّهِ وقفَ
يُراقبُ من النافِذةَ الفَوضى في ألاسفل الرجال الراكضين وأطلاقاتٍ عشوائيةَ للنار ، أمرٌ مُمل بالنسبةَ لكاي المُعتاد
تنهدَ بأنزعاج زافرٍ كمٍ من دُخان السجارةَ

" لقد طلبَ منّي توزيع حمولةَ في ساو باولو، أراكَ لاحقاً "

أمال برأسهِ يحدقَ بخطِ ظهرهِ ومنّكبيهِ العريضين المائلين، بينما يُعدل هنّدامهِ ويُرتبُ شعرهِ أمام المرأة المكسورةَ في الزاويةَ بموقعهِ هُنالكَ يُراقبُ سيهون الغير مُتزن بخطواتهِ الضائعةَ بأتجاه البوابةَ

لم يتمكن من الردِ عليهِ هو تجاهلهُ، تجاهل سيهون تمامٍ كأنهُ غير مرئ، أعادَ استنشاقِ دُخان سيجارتهِ

" جيد"

تلكَ العبارةَ الوحيدةَ التي نبّسَ بِها داخل كومةَ الضباب بفعلِ تدخينهِ الشره
هادئ جدًا كانَ يُحدقُ بهِ يترنحُ بفعل المورفين الذي أخذهُ قبّلَ ساعةَ وأبتسامةَ سُخريةَ على ثغرهِ أرتفعت أثناء تحديقهِ بكاي المُستند على الجدار عِندَ النافذهَ

BOXING حيث تعيش القصص. اكتشف الآن