505 - wالجو يحملُ لسعةَ البرودةِ في نسماتهِ و الغيمُ يُغطي أشعةَ الشمسِ الدافئة
في ذلكَ الحي القديم نهايةَ الشارعِ في المنزلِ الصغيرِ للغاية و ذو الألوانِ الباستيلية الهادئة
فوقَ درجاتِ السلمِ الخارجي الصغير كانت تجلسُ رفقةَ قطتها البيضاء الصغيرةغطاءُ فروّ دافئ فوقَ كتفيها، كوبُ حليبٍ ساخن و روايتها المفضلة بينَ يديها
كانت تقرأ بهدوءٍ و تراقبُ قطتها التي تدورُ هنا و هناك و تلعبُ فوقَ الرصيفِ أمامهامرَّ أسبوعٌ و نصف و هي وحيدةٌ في هذا المنزل
رغمَ شغبِ قطتها و زياراتِ جارتها اللطيفة و إبنها الصغير
لكن لا أحدَ أستطاعَ ملأ الفراغِ الذي تركها فيهأخبرها أنهُ ذاهبٌ للقاءِ عائلتهِ و كانوا على إتصالٍ حتى آخرِ أربعِ ايام
لا رسائل أو مُكالمات، كانت قلقةً في البداية و لكن هي تذكرت أن عائلتهُ ليست بالمُحبةِ لها لذا لا بُد أنهم يحاولونَ معهُقطعت تفكيرها عندما أنزلقت نظارتها ذاتُ الإطارِ الفضي عن جسرِ أنفها
كانت تشعرُ بالكسلِ لرفعها بيدها لذا حاولت إعادتها لمكانها برفعِ رأسها للأعلى حينَ ألتقت عينيها بخاصتهِ الحادة تنظرانِ إليهابعضُ أشعةِ الشمسِ المتمردة تهربت من بينِ الغيوم لتسقطَ فوقَ وجهها المتفاجئ
-متى أتيت ؟.
همست بصوتٍ خافتٍ للغاية و شدت على الكتابِ بين يديها-منذُ قليل، لندخل الجو بارد .
عندما أجابها بصوتهِ ذو الطبقةِ المنخفضة أخفضت رأسها و أغمضت عينيها لثانيةٍ مستمتعةً بالنعيمِ الذي يدغدغُ أذنيها
أصابعهُ الشاحبة ألتفت حولَ معصمها يحثها على النهوضأغلقَ الباب عندما خطت أرجلُ قطتهما المنزل
علقَ معطفهُ السميك و قامَ بخلعِ حذائهِ قبلَ أن يجلسَ أمامها على كرسي طاولةِ الطعام بينما هي تجلسُ مُستريحةً فوقهُبجلوسها هناك أصبحَ مستواها أعلى منهُ لذا أخفضت رأسها تنظرُ لهُ بصمتٍ تام
ملامحها فاترةٌ تحدقُ بخمولٍ عاشق و ترسلُ إشاراتٍ عبرَ إبتسامتها الصغيرةونوو شعرَ بالحبِ الذي تطلقهُ عينيها لذا أبتسمَ لها بقوةٍ مُظهراً لثتهُ العُليا بشكلٍ لطيف
سحبَ كِلا كفيها المُتجمدينِ و أحتضنهم بينَ خاصتهِ و بدت يديها كالأطفالِ مقارنةً بيدِ ونووحركَ يديه بتناغمٍ يحاولُ تدفئةَ قطعِ الثلجِ بينهما ثم نفثَ أنفاسهُ الدافئة فوقها
عينيها كانت تُشعان حُباً لما يفعلهُ
-تعلمينَ أنكِ ستصابينَ بالزكام، و رغمَ هذا أنتِ خرجتِ في هذا الجو !.
كان عتاباً يحملُ القلقَ و الغضبكانت مناعتها ضعيفة و أيضاً هي لم ترتدي شيئاً دافئاً للغاية عندما خرجت
-كنتُ أريدُ أن أحصلَ على الهدوء .
تمتمت تسحبُ يديها ثم تعقدهما معاً في حجرها-المنزلُ هادئ و مناسب لما لم تفعلي هذا هنا ؟.
عندما سألها هي قوست شفتيها للأسفلِ بعبوسٍ خفيف و شعرها أنسدلَ لجانبيها
-أنهُ موحشٌ بدونك، أشعرُ بالوحدةِ عندما أجلسُ هنا و أنتَ لستَ بجانبي .
تذمرها و حركاتُ كتفيها و العبوس كانت ألطفَ ما قد يراهُ ونوو بعد أسبوعينِ من التعبأستقامَ أمامها و أعطاها ظهرهُ
-إذاً تعالي معي .
إتسعت إبتسامتها و سرعانَ ما تعلقت برقبتهِ ليحملها إلى غرفتهما التي لا تبعدُ سوى عدةِ خطواتٍ عن الطاولةالقى بجسدها ببطءٍ فوقَ السرير الناعم و أستلقى بجانبها يرمي بالغطاءِ السميك فوقهما و يحتضنها بهدوءٍ تام
كانا يتبادلانِ بعضَ النظراتِ المُشتاقة لملامحِ بعضهما البعض و نبضاتهما تتسارعُ شيئاً فشيئاً-أشتقتُ لكَ كثيراً، في المرةِ القادمة خذني معك .
أقتربت إليهِ أكثرَ مغمضةً عينيها تستمعُ لدقاتِ قلبيهما الصاخبة
-لن تكون هناكَ قادمة .
أعطاها قبلةَ جبينٍ لطيفة ثمَ سقطَ كليهما نائماً بشعورٍ جيد يجتاحُ روحهما لوجودِ الآخرِ بجانبه .
the end
أنت تقرأ
𝗦𝗘𝗩𝗘𝗡𝗧𝗘𝗘𝗡 - 𝗛𝗜𝗣•𝗛𝗢𝗣 - 𝗕𝗢𝗬𝗙𝗥𝗜𝗘𝗡𝗗𝗦
Historia Corta"الحُب يشبهُ قطعة الحلوى التي بينَ يديكِ". الكتاب الثالث. لا تنسوا ترك بصمتكم في الكتاب عن طريق التعليق أو التصويت، شكراً لدعمكم ♡︎. 𝘀𝘁𝗮𝗿𝘁 : 200202 𝗲𝗻𝗱 : 200509 #3 scoups #17 قصصقصيرة