بعد انتقالي لهذا المكان الجديد لم أظن يوما، أني سأكتب هذه الكلمات
كنت اكره تلك الساعات التي يجب أن استيقظ فيها مبكرا للذهاب إلي الجامعه، ولم يكن ذلك ما أكره فقط بل تلك كانت البداية فلم يكن لدي الكثير من الأصدقاء هم فقط اثنين حارس الأمن الذي يراني كل صباح وعامل النظافه - وحتي هؤلاء- لم يبادلاني الحديث قط... وكانت قمة سعادتي حينما اعود إلي المنزل لأستلقي علي فراشي كي ارتاح نعم هذه حياتي المفضله تلك التي اقضيها علي سريري..
إلي أن قابلت ذلك الشخص الأحمق في أحد الأيام، كان يستمع إلي إحدَي أغانيَّ المفضله بصوت عالٍ برغم وضعه سماعات الأذن في شئ من الإزعاج، وكانت تلك مرتي الأولي التي أراه، ولم تمر نصف ساعة حتي رأيته مرة أخري في أحد القاعات، وبينما كنا جالسين في محاولة للنوم من فرط الملل إذ به يُلقي دعابة حمقاء مثله - ولكنني ابتسمت - يبدو أنه لم يكن الأحمق الوحيد في ذلك المكان....
بعد مرور يومين، لا أدري لم أكن يوما بهذا الحماس استيقظت مبكرا وكان الجو مثالياً ويبدو أن الحياة لا تعبث حتي وإن عبث الحظ معي، تم تكليفنا بأداء بعض المشروعات لتلك الماده التي لا أحبها ولا أود تذكر اسمها ولكن ليس ذلك العجيب، فالعجيب في أن الصدفة قد وضعتني مع ذلك الشخص الأحمق وها هو كعادته يلقي بدعاباته
مر يومان ثم ثلاثه ثم أربعه فقررت أن اتحدث معه في أفكار المشروع، في البدايه أحسست انه شخص طبيعي ولكن حتي أنا لم أكن طبيعية ... بدأنا الحديث والذي سرعان ما انقلب إلي مسرح هزلي فشعرت بالغضب وأنهيت كلامي في نبرة من الغضب
في اليوم التالي فوجئت بهذا الأحمق قادما نحوي وأقسم أني كنت علي وشك الإنفجار، لولا أني سمعت كلماته "أنا أسف حقا، فأنا لا أعرف كيف أكون جادا في بعض الأوقات أقصد في كل الأوقات ولن ألومك إذا لم تتقبلي اعتذاري" لم يستغرقني التفكير ثانيتين حتي أخبرته أني سامحته - ولكن ما لا تعلمونه أني قد فكرت كثيرا كيف لي أن أسامحه؟ ولكني وجدته مختلفا فهو لا يشبه الأخرين إن كان في سذاجته او أسلوبه ففي كلا الحالتين مختلف "
اتفقت معه علي موعد تنفيذ المشروع، وحينما أتي الموعد فوجئت بشيئين، الأول وهو ما أسعدني أنه قد حضر في ميعاده وحقا كم أحب الأشخاص الذين يقدرون الوقت، والثانية ما أثارت غضبي وهي إحضاره لصديقه وصديقته فأحسست بكوني دخيلة عليهم، ولكن للحق أصبحوا أصدقائي المقربين في وقتنا الحالي - دعونا نعود إلي حكايتنا... تشاركنا الأفكار وقمنا بتنفيذ كل شئ حتي أننا قد تناولنا الطعام معا ربما لم أفهم كلماتهم مزاحهم ولم أشعر بالراحة المطلقه ولكني شعرت بالسعادة معهم عموما ومعه هو تحديدا...
لم أكن في ذلك اليوم كما اعتدت أن أكون، فقد زار ذهني ثلاث مرات حتي أني تذكرت نكاته الغبية قبل نومي يا لي من حمقاء مثله..
قمنا بتسليم المشروع ومر الأسبوع الأول والثاني والثالث ولم أرَه أو أتحدث إليه وها قد أتي أول أيام امتحاناتي ... كنت أظن أن الحكاية قد انتهت ولكن هذه الحياة يبدو أنها تحاول العبث معي، فها أنا أبادله التحية، ويبادلني الحديث حتي موعد الإمتحان لم يكن من النوع المجتهد ولكن يبدو أنه ذلك العقل ليس فارغ كما اعتقدت وها هو يحاول إثاره اعجابي دون أن يدري، رأيته مرة أخري هو واصدقائه بعد الامتحان
وفي الساعة الثامنة مساءً تلقيت رسالته الأولي وتبادلنا الحديث لساعات ولكن هذه المرة شعرت بالسعاده وشعرت بأن شيئا قد تسرب إلي جسدي....
يبدو أنه أصبح شيئا يومياً، أبادلُه الحديث ويبادلني ويبدو أن تلك الفتاة الوحيدة لم تعد وحيدةً وتلك الحياة البائسة قد ابتسمت، لا أبالغ في قولي أني كنت اشعر بسعادة لم أجدها في كل تلك الأشياء التي احببتها في حياتي - ياللعجب-
ولأن الحياة لا تعطي كل شئ، قد سلبتني والدتي، ذلك اليوم أحسست بأني أحلم وبأن حياتي علي وشك التوقف بل قد توقفت، فقد فقدتها
بعد مرور شهر حاولت العوده إلي حياتي العاديه ولكن لما تفارق أمي ذلك الركن المنير في قلبي، وفي أول يوم عودة لي قابلت صديقي المفضل - لن أدعوه بالأحمق هذه المرة- ولم أدرك نفسي إلا وأنا أعنفه وألومه علي عدم اهتمامه طوال تلك الفتره الماضيه ولم أشعر بنفسي إلا حينما رأيت تعابير وجهة فقد رأيت نفسي فيها
يبدو أنه اليوم الأخير لنا لا أعلم ما بي ولكني اشعر بأني شخص آخر، في المساء وفي الساعة الثامنة تلقيت رسالتين الأول هي الإعتذار موضحا أنه لم يكن يعلم ولكنه دائما ما حدثني وكنت أنا المشغولة والثانية، يخبرني بأنه لم يقصد وأنه لا يستحق ذلك ولكني فقدت السيطرة علي مشاعري ويبدو أنه أصبح كبش فدائي فألقيت عليه رصاص كلماتي ولم أشعر بها إلا حينما قتلته مخبرا إياي بأنه "أسف يبدو أني كنت شخصاً سيئاً اعذريني واسمحي لي بالرحيل، وداعا"
لم أهتم ولم ادرك أنني لم أهتم إلا بعد مرور بضعة أيام فوجئت بي ابكي بغزاره لفراق أمي و لفراق صديقي ونفسي
مر أسبوع آخر وشعرت بالوحدة والحزن الشديد لم أتمالك نفسي ومن لا يتمالك نفسه لا يتمالك دموعه فقد رأيت صديقي العزيز وهو يبتسم ولم يكن ذلك ما أبكاني فما أبكاني هو قسوتي، كيف لذلك الشخص الذي أسعدني، وساعدني، ورسم البهجة علي وجهي أن أصبحنا غرباء، ولكن لطالما خسرت في حياتي كثيرا م اتخذت عشرات القرارات الخاطئة كثيرا ما ربح كبريائي فخسرت الجميع، ولكن هذه المره لن أخسر.....
أنت تقرأ
"روح تسكن جسدَ مُراهقة"
Teen Fiction"انتقلت إلي عالمٍ جديد، أعتقد أنه لن يختلف عن القديم فها هي جامعة وأناس جديدة وحياة جديدة وصديق جديد، تمر بي أحداث سيئة حتي تتغير حياتي بعد وفاة أمي..