EASY TO REMEMBER.

2.3K 61 11
                                    

امراءة شقراء مثلك تجعلني افقد صوابي ، قالتها واستدارت وبدأت في السير ، لا اعلم لربما سمعت هذه الجملة كثيرا ، نعم منها سمعتها منها ، انها اسما كم اشتقت اليها وها أنا ذا
***
مشينا علي طول الشاطئ مع فساتيننا القطنية واقدامنا المكشوفه ، اندفعت الامواج البارده علي اقدامنا وجعلتنا نصرخ بسعادة ، امسكنا ايدينا وركضنا أبعد ، ثم وقفنا ونظرنا الي الافق حيث بدأ البحر يختفي ، كان الشاطئ مهجورا باستثناء رجل عجوز وكلبه علي مسافه بعيده..
قالت اسما - لا اصدق انني في الثامنة عشر من عمري غدا ، واضافت انا سوف أكون في نفس عمرك حينها ، شعرت بدفء يديها بين يدي وضعتها برفق ، استدارت لمواجهتي ، وجدت امامي عيناها كالبندق تنظر لي في هدوء ، وبعد دقيقه انحنت للأمام وقبلتني علي شفاهي ، قالت اذا كان امي وابي يمكنهم رؤيتنا الأن سأكون في تعداد الاموات بكل تأكيد ، ثم ضحكت ، امسكت بيدها وانتقلنا الي ابعد من ذلك في البحر حيث اقتربت المياه من ركبنا وكانت فساتيننا رطبة ، عدنا مره اخري الي الرمال  بفساتينا المبتلة ، ثم وقفنا ننظر الي الشاطئ عند الرجل المقترب هو وكلبه ، متسائلين عما يعتقده هذا الرجل عنا
مر الرجل العجوز في صمت ، شمنا كلبه ثم انتقل كما لو اننا لا نستحق شمة اخري ، عندما مر بنا ، نظرت الي اسما وقولت : - احب غروب الشمس كأن الشمس جالسه في الافق ك برتقاله ضخمه قالت اسما - انها تحبها ايضا وتحب شعور الدفء منها ، وقفنا وشاهدنا حتي اختفت الشمس ، ورجعنا علي طول الشاطئ ، نحو المنزل حيث كان اباؤنا ينتظرون بقلق بلا شك ، ففد تسلل الظلام المكان
***
المكان صامت ومهجور تقريبا ، اتجول علي طول المسارات حتي اصل الي حيث اعتقد أنه..
***
كان والداي ووالدي اسما يسيرون سويا قبالة الشاطئ بالقرب من الرصيف ، نظرت الي اسما مبتمسة وقالت في هدوء - لنهرب ؟! -
اجبت : - الي اين ايها المجنونه الصغيرة ؟!
قالت مبتسمة وهي تسحب يدي - بعيد جدا حيث يمكن ان نكون وحدنا - وافقت وسرنا علي طول الشاطئ ، متجاوزين الحشود مع اطفالهم وكراسيهم ، الاسترخاء وكرات اللعب ، علي طول المساحات الضيقه بين الصخور الكبيره حتي وجدنا مكان يخلي من البشر ، لم يكن هناك احد كنا وحدنا ، مشينا ببطء وهدوء ، ثم وقفنا نطل علي البحر ، حدقنا في صمت ، كل واحد منا مشغول ب افكاره ، شعرت انها تلامس يدي ، نظرت اليها وابتسمت وقلت : - جميل اليس كذلك البحر ؟ - قالت اسما انها كانت تريد الذهاب الي حيث انتهي البحر وتأخذني معها ، اوضحت انه بعيدا عن والدينا ، بعيدا عن التدخل والاحكام ، اندفع تحتنا المواج وفوقنا تحركت طيور النورس واحدثت ضوضاء
لم ينجح هذا في كسر سحر اللحظه ، شعرت بقرب جسدها وشعرت ب شعرها البني لامس وجهي بنسيم خفيف
،هل نسير علي الشاطئ هذا المساء مره اخري؟ سألت اسما-
نعم. قلت دعنا نري غروب الشمس ، شعرت انها قبلت خدي حتي اصبح جسمي دافئا ، وعرفت وقتها انني لا اريد الانفصال عنها ابدا ، دخلنا للبحر اكثر ، اصبحت المياه تغمر ارجلنا ، الان سمعنا اصواتاً خلفنا وعلمنا اننا لم نعد وحدنا بعد الأن ، اقربت ايدينا في صمت ، لم نقل اي شئ
***
لا يزال بيتنا القديم القريب من الشاطئ قائما بعد ثلاثين عام منذ زيارتنا الاخيره ولكنه لم يعد ملكاً لنا ، يبدو اصغر واقدم ، قلبي يهتز بداخلي ، مررت ولم ادخل للبيت ، نظرت الي الشاطئ ، الطريق اوسع الأن ، حشود من الناس ، اعبر الطريق واقف علي حافة الشاطئ ، الرمال قذرة ومزدحمة ، الضجيج مزعج ، الرائحة غير جذابة ، انتقل بين اجسام البشر وامشي ابعد ، حيث يقل الزحام ، اجلس علي صخره كبيرة بالقرب مني ، اطل علي البحر ، اشعر ان الهدوء يدخلني ، اقول : - لقد عدت اسما. صوتي ضعيف ، فارغ ، اتمني لو كنت هنا ، تندفع الامواج بشكل صاخب ، ربما كان من الخطأ ان اعود الي هنا ، اخفض رأسي داخليا واغلق عيني ، اسمع طيور النورس ، لكن لا اشعر ب أي يد بين يدي ، او حضورها
***
غرفه اسما كانت بالطابق العلوي يمكن ان نري منها البحر بعيدا ، كان والدينا بالخارج تاركيننا سويا ، حيث قاما بجولة في مكان تاريخي قريب ولم نرد الذهاب معهم ، كنا بجانب النافذه معا ، جودي تحدق من مناظير والدها السوداء نحو الافق ، وانا احدق اليها في صمت
كم من الوقت قبل ان يعودوا - سألت -
هزت كتفيها - لا اعلم - اعطتني المنظار لكنني رفضت النظر فوضعته علي الكرسي القديم بجانب النافذه واخذتتي بيدي الي سريرها الفردي الصغير ، مع غطاء سريرها الوردي جلسنا ولحظات قليله مرت ولم نقل شيئا ، ثم نامت علي السرير وقالت - هل ستنامي علي السرير معي ؟! عبست ونظرت لها وصار وجهي ك اللون الاصفر ، وقلت : - ماذا تعني ؟! ربتت علي السرير بيدها اليمني وقالت بهدوء - اريد ان اقبض عليكي واقبلك. نظرت الي السرير ثم نظرت اليها ، شعرت بعدم اليقين مما تريده مني ، اجبت : - لا يمكن ان نفعل هذا هنا. قالت - لما ؟! اجبت : - اريد ان احملك عارية بين يدي. شعرت بوخز جسدي وانا اقولها ، ثم اضفت   : - اريد ان يلامس جسدي جسدك ، اريد ان استلقي بجانبك واسمع دقات قلبك. حدقت في عيني وكأنما حدقت في قلبي واقتربت ، ياالهي الشعور بعمق قربها
حسنا ، قلت. كنت خجولة وخائفه ، ولكن ماذا لو عاد ابائنا؟ أنا سألت. ضحكت وقالت اننا يمكن دائما وضع الكرسي تحت مقبض الباب لابعادهم. فكرت بكلامها فضحكت وانا مرتاحة ، خلعنا ملابسنا ببطء وضعنا ملابسنا علي الارض وصعدنا الي السرير الصغير معا ، كان هناك مساحة صغيره ، لذلك اقتربنا من بعضنا البعض ، اجسادنا دافئة ، قبلاتنا دافئة ، كان البحر البعيد بلا صوت ، طيور النورس كانت غائبة من فوق رؤسنا ، لا يعلو المكان غيو صوت تلامس شفاهنا الهادئ ، تلاحم اجسادنا ، صوت السرير الناعم اثناء تحركنا ، انتقلنا الي عالم اخر بعيد وكنا لا نريد ان نعود.
***
أتجول وحدي علي الشاطئ ، امسك حذائي ، حافية القدمين ، حتي يمكن للامواج ان تغسلهم مع تدفق المد ، عادت الحشود الي منازلهم ، في الشقق المستأجري والفنادق ، باستثناء الزوجين الجالسين ، ممسكين ايادي بعضهم البعض ، ويبدو عليهم ملامح كبر السن ، اصبح الشاطئ مهجورا ، اقف واتطلع الي البحر ، يذكرني الغروب بهذين الاسبوعين عام ١٩٩٠. فقط لا يوجد اسما بجانبي ممسكة بيدي ، لا توجد كلمات للمشاركة ، لا ذكريات تضحك ، كان اليوم محبطا ، لم اشعر بوجود اسما كما كنت أمل ، حتي الان اقف علي الشاطئ ولا اشعر بوجودها ، الشعور بالرياح الطفيفة ، اسمع البحر فقط.
- غروب جميل - أنتقل لأري من اين جاء الصوت الناعم واري امراءة ترتدي ثوبا قطنيا واقداما عارية
نعم اقول. تتحرك المراءة بجانبي وتحدق في البحر الاخضر الداكن
اتي كل عام ، قالت ولازالت تحدق في الافق-
اجبت : - انتي محظوظه ، لم اكن هنا منذ ان كنت في الثامنة عشر من عمري. تستدير وتبتسم ، عينها عسلي ومظهرها يشعرني بالدفئ
قالت - وها قد حان وقت عودتك ؟
اجبت : - جئت للعثور علي شئ ما
سألت - هل وجدتي ماكنتي تبحثين عنه؟!
اجبت : - لا ، لم يكن يجب ان اعود ، لقد كان خطأ. انظر الي الرمل الرطب وادفع اصابع قدمي اليه. من السهل ان اتذكر - همست. اغسل اصابع قدمي في الماء الوارد.
قالت - من الصعب أن تنسي. ننظر الي بغضنا البعض في صمت نتحرك علي طول الشاطئ ، نترك الامواج تغسل اقدامنا.
وتبدأ في الضحك وتقول - لم افعل هذا منذ ان كنت صغيره ، كما لو انني عدت طفله مره اخري.
وقفنا ننظر الي غروب الشمس ، نظرت لي وقالت - لقد استأجرت هذه الغرفه بهذا المبني.
نظرت لها في عجب ف هذه الغرفه كانت غرفة اسما! وقلت : - لقد استأجرت غرفه في فندق لعدة ايام.
ثم ساد الصمت للحظات شعرت وقتها ان قلبي سينفجر
هل ستتناولين العشاء معي الليله؟! سألت المرأة فجأة ، اعلم ان هذا امر غريب ولكن من فضلك قولي نعم.
اشعر بعدم الارتياح في البداية واشعر انني يجب ان ارفض، ولكن عيناها كالبندق تأخذني بطريقة تذكرني ب اسما.
نعم ، حسنا أين ؟! سألت.
اقترحت اسم مطعما تعرفه وقالت اين ومتي اقابلها ، ثم ابتسمت وهي تستدير وتمشي علي طول الشاطئ ، امراءة شقراء مثلك تجعلني افقد صوابي ، قالتها واستدارت وبدأت في المشي ، ثوبها القطني يتحرك بلطف مع الرياح الخفيفة مثل الشراع ، حتي تختفي عن الانظار.
***
المكان صامت ومهجور تقريبا ، اتجول علي طول المسارات حتي اصل الي حيث اعتقد أنه مقبرتها
***
قالت اسما - انه اخر غروب لنا. توقفنا عند الصخور ، نظرنا الي الشمس ، تجلس مثل شئ ضخم برتقالي في البحر البعيد.
قالت في ضيق - اكره العودة الي المنزل. ثم تنهدت.
ضغطت علي يدها ، جسدها قريب من جسدي ، اقدامنا العارية الرطبة علي الرمال.
قلت : - اريد ان أتي الي هنا مري اخري معك.
التفت واومأت نظرت الي عينيها كانت تمتلك دموعاً تجعل لون البندق يبدو اغمق ثم قالت - احضنيني وامسكيني ب احكام. وفعلت
همست في اذني - تذكري غروب الشمس هذا ، تذكرينا هنا ، هذا هو خلودنا. رددت كلماتها علي خدي وشعرت برطوبة دموعها ، رطبه وناعمة.
قلت : - من السهل ان نتذكر لأننا سوف نأتي الي هنا كل صيف ، سويا. ابتعدنا عن بعضنا البعض ، نظرت هي حولنا لتري ما إذا كنا وحدنا ، كنا بالفعل وحدنا ، كان الشاطئ مهجورا تماما ، وكانت السماء تظلم ببطء.
تجولنا مره اخري علي طول الشاطئ يدا بيد في صمت ، لا مزيد من الكلمات ، لا مزيد من غروب الشمس ، وحده المشي الوحيد والصمت معلنان عن المرة الاخيرة.
***
المكان صامت ومهجور تقريبا ، اتجول علي طول المسارات حتي اصل الي حيث اعتقد أنه مقبرتها ، عرفتها من صغر الحجر الموضوع عليها ، لا يزال اسمها مرئيا لم تسطيع محوه الايام والسنوات.
- اسما - 1990 - ارقدي بسلام.
قلت - أنا هنا لقد اتيت اسما ، الشمس دافئة فوقي ، اعلم كم تحبين الدفء ، المكان لا يوجد به العديد من الناس ، سوف تحبين هذا الطقس ، سكتت ونظرت الي العشب وقلت : - غدا سأعود الي الشاطئ تتذكرين هذا الشاطئ ؟! اشعر بها هي تتذكر.

***
اجلس اما المرأة في المطعم الذي اقترحته ، كانت تنتظرني في الخارج وعندما وصلت بدت سعيدة للغاية ، كما لو كنت صديقة قديمة لم ترها منذ سنوات ، تفحصت عينها التي مثل البندق بينما تأكل ، واشعر بالارتياح لدرجه ان كل شئ طبيعي جدا ولست متوترة مثل مايحدث معي عادة في اجتماعاتي مع الغرباء ، انهت طعماها ووضعت ادوات المائدة الخاصة بها ، ونظرت لي في صمت لبضع لحظات ، وسألتني إن كنت سامشي معها علي طول الشاطئ قبل انتهاء المساء.
قلت - سأكون سعيدة بفرصه روئية سماء المساء مرة أخري.

SHORT STORIES | LGBTQ+حيث تعيش القصص. اكتشف الآن