الفصل ١٣

1.6K 166 134
                                    


"اجلس هنا من فضلك"

اشرتِ لي الى الاريكة التي بجانب الباب، وذهبتِ نحو رواق معتم..

تصبح الدنيا حكاية أقصها عليك حين تكونين امامي، وتصبح خرافة احكيها لأي شيء حين أتوهمك أمامي..

وها أنا أحكي لك ما تفعلين وما تقولين يا سيدتي-

عدتِ مع سلة قش فيها شاش ومطهر، لم تنظري الى وجهي لأكثر من ثانية-

"اجلس هيا" اعدتِ مطلبك

اخذت السلة من يدك وجلست..

قمت بتعقيم الجرح، ثم اعطيتني ما الفه به-

"دعني اساعدك"

"لا عليك، انا بخير"

نظرت الى وجهي، بتعابير جامدة لا تتبدل.. واطلت النظر، حتى عاد قلبي طير يرفرف في منتصف عنقي-

هذا المتوهم الاحمق يريد الخروج مجدداً والنظر، والتأكد من ان المشهد القريب حقيقي.

قلتِ-

"ان حالك مزرٍ، ارجح انك لم تنظر الى وجهك ولا يهمك حالك حتى"

انظر اليك.. واعرف انك مرتبكة، متضايقة، محتارة وتحسبين كل تكة مع الساعة المزعجة على الحائط..

نهضتِ-

رأيت ظلك خلف ستارة مدخل مطبخك، قمت بالتمدد، ورفعتِ شعرك، ثم تركته ورشفتِ من زجاجة ما..

وعدتِ بكأس ماء ناولته لي، وقلتِ-

"بعيداً عما سردته لي، دعني اسألك هذا.. لماذا انا؟"

ألم يكفيك سردي عن الثمانية اعوام؟ ونعم، مستعد لان اسرد مجدداً، لكن واضح انك تنتظرين اجابة اخرى..

قلت لك-

"بعض الامور في الكون حصلت لأن عليها أن تحصل"

"ليس جواباً.. اشرب كأس الماء، وهدئ اعصابك"

نهضت مجدداً ودخلت المطبخ..

فكرت بأجوبة غير ذلك، الا انك لن تقتنعي بأي منها..

عنيدة تتلذذين بسماع الاحتمالات والآراء، فحتى لو اقتنعت، احس انك ترغبين بالسماع..

ذهبت خلف الستار مجدداً، هذه المرة اطلت الغياب..

فكرت ان اذهب، والا تكوني قد ندمت على ادخالي-

ثم عدت بفنجانين من القهوة، وجلست بجانبي بعد ان ازحت السلة-

"هل فكرت بالاجابة؟"

"يسألون جميع العشاق، لمَ عشقتم؟ فيجيبون بالكثير ظاهراً، البعض يقول وجدنا من يشبهنا، والبعض وجد من يكمله، وآخرون وجدوا من يعيشهم في تجدد ومغامرة كونه مختلف.. وقسم بائس لا يعرف لماذا عشق، فقط عشق.. والكثير من الاراء والاجابات"

Veni, Vidi, Amavi ĮĮ ضَلّ/يحيث تعيش القصص. اكتشف الآن