السـلام عليكُم و رَحمة اللـه و بركاتـه.
أحببتُ أنْ تكونَ بداية دخولي لهذا العالـم البُرتقالي عن طريقِ هذه القصة المُتواضعة، هي فقط تحملُ رِسالة صغيرة و بَسيطة أود مُشاركتكم إيـاهـا.
قصة قصيرة مُكونة مِن خمسة فصولٍ مُكتملة أتمنـى أن تنالَ إعجابكـم و يصلُ لَكم ما أريدُ 💜.
بسـم اللـه الرحمن الرحيم
~~~~~~~~~~~~~~~~~أتعرفُ ذاك الشعور ... و كأنّ رُوحكَ تُجاهدُ للخروجِ و لكن شىء مَا يمنعُهـا من التحررِ، و كأنّ هناك صخرة علـى صَدرك الضعيف تمنعكَ من التنفسِ بـحرية كما اعتدت سابقًـا، تُريدُ البُكاء ... الصُراخ حتّىٰ تفقد صوتكَ، تعودُ ذاك الرضـيع الذي لا يُجيد سِوى البُكاء و النواحِ بينما الجميعُ ملتف حوله لإسكاتهِ.
و لكن و عوضًا عن كل ذلـك تشعرُ بفـراغ ... فَراغ لا نهاية لَه يبتلعُ كل مشاعرٍ إنسانية قد عُرِفتْ يومًـا، كثقبٍ أسودٍ نمى داخلك يلتهمُ بِوحشية كلّ ما يُقابلُـهُ حتّىٰ أوشكَ علـى إلتهامِ نفسه، لِتغدو فارغًا .
و هذا ما كنتُ عليـهِ، أشعـرُ و كأنني سابح في الفراغ بِضـياعٍ و لا توجد حتّىٰ يدٌ تُرشدني للنـورِ، فقط وحدي ....
أمي .. أبي .. إخوتي ؟، أين ذهبتم و تركتموني أصـارع نفسي الفارغـة وحدي؟، ألَمْ تعاهدوني بأنّكم ستظلون معي دائمًا في كلّ حالاتي .. السيئة قبـل الجيدة؟!.
أمي ... ألَمْ تُخبرينِ بأنّكِ ستكونين دومًا جِواري في ظلمتي لتُنيريهـا لِي ؟، كُنتي قارب نجاتي أمي ... كُنتي شمسي و كنتُ قمركِ الذي يستمدُ نوره منكِ، أين أنتِ إذًا يا شمسي الوَحيدة.
°°°°°°°°°°°°°°
" نم حبيبي، ماما سَتكونُ دائمًا جواركَ، و لن تترككَ أبدًا.. صَغيري ذو العضلات" .
تسللَ همسكِ الدافِئ لأذني لِيُعطيني دفعة كبيـرة من الراحة و الإطمئنانِ، كُنتُ مُتعبًـا بشدّة، لَمْ أستطع حتّىٰ تحـريك أي جزءٍ من جسدي لشدة إرهاقِي، لأغدو كَطفلٍ صَغير يريدُ الإهتمام، و أنتِ علمتِ ذلك ... لاطالما عاملتني كالطفلِ مهما كبرت و ازددتُ طولًا و ضخامـة، و لكن فِي النهايةِ كُنت طفلكِ الصَغير.
لَمْ تنامي تلك الليلـة، و ظللتي مُستيقظة و أنا أغطُ في نومٍ عميق، لَمْ يُغمض لكِ جفنٌ حتّى تأكدتي أنني تخطيتُ مرحلة تعبي تمامًـا، عندها فقط سنحتِ لنفسكِ بالإرتياحِ قليلًا، دائمًا ما كُنت الأول في قائمة إهتمامتكِ ....
و لكن لِمَ اكتشتفُ هذا مُتأخرًا؟ ... مُتأخرًا جدًا .
°°°°°°°°°°°°°°°°°
" چونغكوك انتظر أرجوك ..
صدحَ صوتكِ القلق مِن خلفي، لأتنهدَ قائلًا بإقتضاب بينما أرتدي حذائي " تأخرتُ على أصدقائي، يجدرُ بي الذهاب، فلنتحدثْ لاحقًا " .
" قلْ لِي إلى أين أنتَ ذاهب على الأقل صغيري؟، لن أكون مُرتاحة البالِ هكذا " .
" أمي لَمْ أعد صغيرًا، لَمْ أعد ذاك الطفل القصير الذي يقول نعم على كل ما تقولينه أنتِ و أبي، طفلُكِ چونغكوك قد كبرَ، وداعًا " .
و كانَ هذا ما تفوهتْ بهِ شفتاي مِن كلماتٍ لَمْ أعلم بأنّ وقعها عليكِ كانَ قاسيًا إلا عندما رأيتُ طبقة زجاجيـة غطتْ مُقلتاكِ، و لكنِّ فقط تجاهلتُ الأمر ظنًّا أنني أتوهمُ ... أو هذا ما أردته و اقتنعتُ بهِ.
" كُن بخيرٍ چونغكوك " .
التقطت أذناي كلماتكِ تلـك بعدما أعطيتُكِ ظهري لأهرعَ إلى أصدقائي المُسليين، و قد ابتسمتُ بغبطة عند رُؤيتهم لأتجاهلكِ ... و أتجاهل كلماتكِ الصادقة تلـك و التي لَمْ يتفوه بها أي صديق لِي قبلًا، و إن فعلَ لن تكونَ من أعماق قلبه كما تفعلي أمي .
كُنت شابًـا طائشًا .... لَمْ أعي ما كُنت فيه من نعمة حينها.
وجودكِ في حياتي أمي كان نعمتي الكُبرى و التي غفلتُ عنها حتّى رحلتْ للأبدِ.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ربي يحفظ أمهاتنـا جميعًـا، و يعطيهـم العَافية و الصحة 💜.
لا تنسوا الجنة تحت أقدامهن 💚.
بدأتْ في الثَاني و العشرون من أبـريل لِعامِ ٢٠٢٠م.
💜💚
أنت تقرأ
العَـائـلة || چيون چونغكوك
Short Story« قد تجوبُ العَالم بأكملهِ، و تُعاشـر الكثيـر مِن الأناسِ المُختلفـة ليتخذوا مواقعًا عِدّة في حياتك، و لكنْ لَنْ تجدَ كـعائلتـكَ مهما مَضى بك من الزمنِ، و لكن الأهم .. فلتحرصْ على إكتشافِ ذلـك قبل فواتِ الآوان» . -چيون چونغكوك. °°°°°°°°...