بسم اللـه الرحمن الرحيم
~~~~~~~~~~~~~~~~أمّا إخوتي المُزعجين ... فأين أنتم؟.
ألَمْ تخبروني يومًا أنّكم لن تتركونِ أنعمُ بالراحة لِثانية؟، لن تكفوا عن الإلتصاقِ بي و إزعاجي حتّىٰ نتشاجر،َ و سرقت ملابسي و أشيائي دون علمِي، لَمْ أقصد حقًّا أن أتمنى إبتعادكم عني لأُرحمَ من إزعاجكم، كُنتُ أمزح معكُم صدقوني.
لِمَ أخذتم المزحة بهذا الشكل الجدي؟.
°°°°°°°°°°°
" كوكي دَعه يبتعدُ عنّي أرجــوك، هيّا كوكي أخبره أن يبتعد، هيّا هيّا هيّا ....
بدأتْ فقرة إزعاج شقيقي الأصغر -تايونغ- ذا الخمسة عشر سنة لأُختي الصُغرى -يوا- ذات العشر سنوات، و الضحيةُ الوحيدة لِذلك هو أنـا، جرتْ يوا لِتحتمي وراء ظهري مُتشبثةً بِقميصي لِيأتي تايونغ و هو يحاولُ إزعاجها أمامي بينما هي تصرخُ و تحركني يمينًا و يسارًا كاللعبة تفاديًـا لِضرباتهِ، و الوحيد الذي يتلقى الضربات هو أنا، و قبضتا فتًا في الخامسة عشر ليستْ بالهينة صِدقًا، إلهي متى أتخلصُ مِن إزعاجهما .
" تايونغ .. يوا، توقفا حالًا! " .
صِحتُ بِحنقٍ عندما فاضَ بي الكيل، ليتوقفَ كلاهُما عَمَّا يفعلانه من إزعاج، تنهدتُ بقوةٍ قبل أن أكملَ بضيق " ألَنْ تكفا عن إزعاجي يومًا ما؟، لقد أصبحت كبيرًا تايونغ، لِمَ هذه الحركات؟، و أنتِ يوا كُفِّ عن الصراخِ هكذا، لقد سئمتُ منكما حقًّا ! " .
و فور إنهائي لِحديثي تركتهُمـا لأصنعَ خطاي حيثُ غرفتي لعلّي أحظى ببعضِ الراحةِ منهُما، بدأتُ بمراسلةِ أصدقائي ليتحسن مزاجي قليلًا، و لكن بعد عدة دقائق سمعتُ طرقات على البابِ، لَمْ أحتج أحدًا ليقولَ أنّها يوا .. طرقاتُها خفيفة تُلائمُ يديها الصَغيرة، كنتُ مشغولًا بمحادثةِ أصدقائي حينئذٍ لأصيحَ بعلو لتستطيعَ سماعي " اذهبي يوا، لازالتُ منزعجًـا " .
توقفتْ عن الطرقِ لأعتقدَ أنّها رَحلتْ و لكن أتى صوتها الطفولي الرقيق من وراء البابِ قائلةً " أ.. أنا آسفة كوكي، لَمْ أقصد إزعاجكَ أقسمُ، سامحني أرجوك، حتى تايونغ لَمْ يقصد ذلك أيضـا، تحدثْ هيا تايونغ " .
" امم .. لَمْ أقصد إزعاجك أخي، إنّها فقط يوا و كأنّها مغناطيس يجذبُني لإزعاجِها، آاه أيتها المعتوهة ....
ابتسمتُ عندما سمعتُ صوت ضربةً ما لأعلمَ بأنّ يوا قد ضربته إثر حديثه.
" على كلٍّ أنا آسفٌ حقًّا أخي، لن نزعجكَ مرةً أُخرى صدّقنا أو ... صدّقني أنا فقط، فتلك المزعجة لا يُؤخذ وعدها على محملِ الجدِ " .
" تايونغ!، لِمَ أنتَ لئيمٌ هكذا ؟ ....
و علتْ أصوات مشاجرتهما من وراء الباب جاعلةً مِنّي أضحكُ عليهما بيأسٍ، لَنْ يتغيرا، استقمتُ مُتجهًا ناحية الباب لأفتحه على غفلةٍ منها ليظهرَ لِي يوا الممسكة بشعرِ تايونغ، و هو يسحبُ وجنتيها بينما يشتمان بعضٍ، استندتُ على البابِ رافعًا أحد حاجباي لأُعلّق بسُخرية " قلت لي إذًا أن أخذ كلماتك على محملِ الجد؟! " .
ابتعدَا عن بعضهما فورًا لتقومَ يوا بمعانقتهِ بقوة بينما تتحدثُ ضاحكةً " انظر كم نحب بعضنـا " .
" نعم .. نعم، كثيرًا " .
أكدَ تايونغ ضاحكًا بتصنع يشدّ على عناقها بقوةٍ، و قد بدا أنّه يـخـنقها لا يُعانقهـا، لتقومَ هى الأخـرى بقرصه في ظهره ظنًّا منها أنني لَمْ أرها، و لكن ملامح تايونغ المُتألمة كانت كفيلة بإعلامي.
هززتُ رأسي بيأسٍ قبل أن أتنهدَ بقلة حيلـة فاتحًا ذراعي لكليهمـا قائلًا " لا أعلم ماذا فعلتُ في حياتي لأُبتلى بكما، تعالا يا أحمقان " .
علت ضحكاتهما بعدما ارتميا في حضني، لأشدَّ على عناقهمـا أُشاركُهم الضحك، مزعجان و لكن لا أظن أنّ هناك إزعاج أجمل مِن إزعاجهما .
كانَ بإمكاني إطالة العناق ... اللعب معهمـا... مشاركتهما الحديث، كانَ بإمكاني صنع ذكريات جـميلة معهمـا، و لكنِّ بكلّ غباء فضلتُ الحديث مع أصدقائي عوضًا عن قضاء بعض الوقت مع إخوتي، و كم كنتُ مُغفلًا حينها ....
عودا رجاءًا، أزعجاني حد الموتِ و لن أعترضَ، يوا صغيرتي عودي ... سأدعكِ تلعبين في شعري كما تحبين و تضعين لي طلاء أظافر كما وددتي دائمًا ، تايونغ أخي الحبيب عُد رجاءًا ... عدْ و سأدعك تأخذ كل ملابسي دون الإستئذان حتّى، سأجلسُ معك نتحدثُ في أمور الشباب كما وددت دائمًا.
فقط عودا رجاءًا ..... اشتقتُ لكما حد الجنون صغيراي .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ربي يحفظ أخواتنـا جميعًـا، و يعطيهم الصحة و العافيـة .
مُزعجين أحيانًا، و لكن لن نجدَ مثلهم مهما مر من الزمان و مهما صادقنا، رابطة الإخوة لا تُستبدل ولا تُعوض 💜.
💚💚💚.
أنت تقرأ
العَـائـلة || چيون چونغكوك
Short Story« قد تجوبُ العَالم بأكملهِ، و تُعاشـر الكثيـر مِن الأناسِ المُختلفـة ليتخذوا مواقعًا عِدّة في حياتك، و لكنْ لَنْ تجدَ كـعائلتـكَ مهما مَضى بك من الزمنِ، و لكن الأهم .. فلتحرصْ على إكتشافِ ذلـك قبل فواتِ الآوان» . -چيون چونغكوك. °°°°°°°°...