بسـم اللـه الرحمن الرحيم
~~~~~~~~~~~~~~~
" لِمَ تركتموني ؟، لِمَ لَمْ يفِ أحدكم بوعدهِ لي على الأقلِ؟، تركتموني دون إخباري بأنّكم ستفعلون حتّى! ، أوددتم رُؤيتي حزينًا مُحطمًا كما لَمْ أكُن من قبل؟!، ألَمْ تعلموا بأنّ روحي غادرت معكم لأغدو كَجثة عديمة الحياة؟، فقط أخبروني لِمَ .. لِمَ رحلتم؟ " .لا أعلم كم مضىٰ مِن الوقتِ و أنا أحدثُ نفسي، و قد تمددتُ على أرضيةِ غُرفتي بلا حراك كالموتى، لربما مضت ساعة ... ثلاث .. يوم أو حتّى أسبوع، مَنْ يعلمُ؟.
عائلتي رحلت في غمضةِ عَينٍ، يا ليتني ذهبتُ معكم أو حتّى منعتكم من الذهابِ، ألَمْ تخبروني بأنّكم ذاهبون لحفلِ زفاف شخصٍ ما لم أهتم حتى لسماعِ اسمه؟!، كيف إنقلب الأمر لتغدو حادثة إنقلاب سيارة على الطريقِ العامِ؟، كيف اشتعلت السيارة فجأة لتلتهم كل ما بِها و حولها؟، كيف لَمْ ينجُ أحد منكم؟، كيف ترتكتموني وحدي ....
" كــيـــف واللعنــة سمحتم لأنفسكم بالرحيلِ هــكــذا ؟!! ....
بدأتُ بالصـراخِ .... لَمْ أكن بوعي، لَمْ يعـد لدي ما يُسمى بالوعي منذ رحـيلكم، استقمتُ أشعرُ بالغضبِ يتأجج خلايا جسدي لأواصلَ صُراخي بينما أدفعُ و أكسـرُ كلّ ما حولي بفقدانِ سيطرةٍ تامٍ.
" لِــمَ رحلتم بعيدًا ... بعيدًا جدًا لدرجةٍ لن أستطيع الوصول إليها؟، ألهذا الحد كرهتموني هــا؟، بالتأكيد... فعلتم، شابٌ طائشٌ يُفضّل أصدقائه السُكارى عليكم، لابد لكم من كرهه بكلّ تأكيدٍ، و لكن ليس بهذا الشكل القاسي، قلبي لا يتحمل أقسمُ لكم ....
شَهقتُ بِقوةٍ أشعرُ بروحي تتخبطُ داخلي كسمكة أُخرِجت من الماء لِتُجاهدَ للبقاءِ على قيدِ الحياةِ، وضعتُ يدي مكان قلبي لأضغطَ عليه بقوةٍ صـارخًا بحرقـة " فلتتوقفْ واللعنة .... متْ، موتكَ أهون عَلى من عذابي هذا، تـــوقفْ أرجــوك!، أعلم أنّك تتـألم بل تحترقُ يمكنني الشعور بكَ، و هذا يُؤلم حد الموت بل و أكثـر، توقف ... توقفكَ يعني راحتي، أرجوك أعطني إياها .....
و تدريجيًا بدَأ صوتي ينخفضُ حتّى إختفـى تمامًا لِأعطي راية الإكمال لِعبراتِي التي اتخذت مسارها على وجنتاي لتتساقطَ على الأرضيةِ تحتي، تهاويتُ بِضعفٍ لم أشهده قبلًا على رُكبتاي لأبدَأ بالصـراخِ بِحرقة و عيناي لا تتوقف عن ذرف عبراتها، أهذا ما يُدعى بالموتِ البطئ ؟.
" أمي ... أبي ... تايونغ و يوا صغيراي، آسفٌ عودوا رجاءًا، لن أعودَ ذاك الشاب المهمل بعد الآن، سأسمع كلامكِ أمي و لن أخرج دون إخباركِ، لن أخرج بالأصلِ، سألتصقُ بكِ و لن أترككِ للحظة، أبي ... سأعملُ معكَ كما أردت، سأكون نسختكَ الناجحة كما تمنيتْ، سأجعلُكَ فخورًا بِي، تايونغ و يوا ... سألعبُ معكما و أعطيكما أشيائي كلها، لن أمل يومًا من إزعاجكما لِي، أشبعاني ضربًا و سأضحكُ مُعانقًا إياكم، و لكن فقط .....
شهقتُ بنفسٍ مُتقطعٍ قبل أن أهمسَ بنبرة أعلنتْ إستسلامها مُغمضًا عيناي لتتساقط دموعي على راحةِ يدي " فلتعودوا ... عائلتي التي ليس لها مَثيل في العالم " .
عقابُكم لِي كان أسـوء ما حصلَ لي طوال حياتي، لَمْ تعاقبونِ على كوني طائشًا أو ما شابه بل لأنّي لَمْ أقدركم كما كان ينبغي أنْ أفعلَ، كُنتم نوري الأوحد و الذي غفلتُ عنه لِسنين عديدة، و يالا أسفي كوني اكتشتفتُ ذلـك عند اختفائه، لتغدو حياتي سوادًا حالكًا دونكم.
و لكن بِماذا يُفيد ندمي الآن؟.
عائلتي الحـبيبة قَدْ رَحلتْ للأبدِ.
°°°°°°°°°°°°°
النهاية الفصل القادم💜.
أنت تقرأ
العَـائـلة || چيون چونغكوك
Short Story« قد تجوبُ العَالم بأكملهِ، و تُعاشـر الكثيـر مِن الأناسِ المُختلفـة ليتخذوا مواقعًا عِدّة في حياتك، و لكنْ لَنْ تجدَ كـعائلتـكَ مهما مَضى بك من الزمنِ، و لكن الأهم .. فلتحرصْ على إكتشافِ ذلـك قبل فواتِ الآوان» . -چيون چونغكوك. °°°°°°°°...