Will

1.2K 136 59
                                    

بسـم اللـه الرحمن الرحيم
~~~~~~~~~~~

و مَاذا عنكَ أبي ؟.

ألَمْ تَقل لِي يومًا أنّكَ ستكون جِواري في كلّ خطوة أخطوها حتّى و إنْ لَمْ أعلم، لازالتُ أتذكرُ نظراتك الفخورة و أنا أنمو أمامكَ حتّى أصبحتُ بِطولكَ، كنت تمازحني بكون هذا يُحزنكَ، و لكن تلك الإبتسامة و لَمعة عيناكَ عند قولها كانت تُثبتُ كذبكَ، كُنتُ أشبهكَ كثيرًا و كأنّني نسختكَ الشبابيـة.

و لكن هذا لَمْ يعني أنْ دوركَ في الحياة قد انتهىٰ ...

°°°°°°°°°°°

" چونغكوك ، تعال لِهُنا قليلًا " .

كنتُ جالسًـا على الأريكةِ المُقابلة لكَ شارد في عالم آخرٍ، و قد بدا على ملامحي الإنزعاج، مُنادتُكَ لِي جعلتني أرفعُ رأسي تِجاهك لأتحدثَ بنبرةٍ مُتسآئلة " ما الأمر ؟ " .

استقمت حتّىٰ أصبحت أمامي، و أنا أُطالعكَ بحاجبين عُقِدا بعدم فهمٍ، أمسكت بيدي لِتجعلني أنهضَ قائلًا " أريدُ الحديث معكَ قليلًا " .

" أبي، لستُ في مزاج جيد للتحدثِ حقًّا، فلتُؤجل الأمر رجاءًا " .

تحدثتُ بإنزعاج بينما أسحبُ يدي بعيدًا، و لكنكَ فقط سحبتني خلفكَ وسط إعتراضتي، لأرضخَ لك و أسيرُ معكَ حتّىٰ وصلنا لِغُرفتي، دلفنـا إليها لِتُغلقَ الباب خلفـك بينما اتجهتُ لأرتمي على السريرِ، و شعوري بالضيق لازال يُحاصـرُني، أمّا عنكَ فقد جلست على طرفِ السرير لِتُطالعُني بنظرات قَلقة قبل أن تضعَ يدك على قدمي -و التي كانت جواركَ- متحدثًا بِنبرة أبدت مدى قلقكَ " بُني .. أهناك ما يُزعجكَ؟، منذ أنْ جِئت من الجامعة و أنت منطوٍ على نفسكَ غير راغب بالتكلم أو حتّىٰ التشاجر مع إخوتك كما اعتدت، فقط أخبرني .. " .

شردتُ في وجهه المُشابه لخاصتي إثر حديثه، كيف لاحظَ ذلك؟، حتّى أقرب صديق لِي لَمْ يفعل، و لكنِّ فضلتُ عدم التحدث لأنفي برأسي مُجيبًا " لستُ مُنزعجًا أبي، كان اليوم طويلًا و مُتعبًا في الجامعة، و ....

" لا تكذب " .

قاطعتني مُبتسمًا ليُكمل " بإمكانك الكذب على الكُلِّ إلا أنا، يا فتـى أنا مَنْ ربيتُكَ، أولُ يد حملتكَ كانت يداي هاتين ، أنتَ قطعة مِنّي ... مهما كبرت عضلاتُك هذه،ستظل طفلي الصغير، تذكرُ كم مرة بكيت في أحضاني في صغركَ، لذا لا تظن أنّ طولكَ هذا سيمنعني من رُؤية الكذب في عينيكِ التي لَمْ تتغير منذ الصِغر، لٍذا وفّر عناء الكذب و أخبرني .. هيّا " .

و لَمْ يكن بوسعي سوى الإبتسام إثر كلماته التي لامست قلبي قليلًا، لذا وجدتُ نفسي أبوح لكَ بما يزعجُني، أخبرتُك بكلّ حرف و لم تحاول إشعاري بأنّكَ مللت من كثرة حديثي، تحدثتُ حتّى إنتهتْ كلامتي ... لأرتاحَ كثيرًا ، لَمْ أتوقع أنّ الحديث معك سيُزيل عنّي ما حملته مِن ثقل، ظللت تتحدثُ معي و تُعطيني حلولًا شتى و تشجعُني مُعطيًا إياي دَفعة كبيرة من الأمل داخلِي.

بعد مُدة طويلة من الحديثِ فُتِح باب الغرفة فجأة لِتطلَ أمي بوجهها المُبتسم البشوش لتتحدثَ ضاحكةً " ماذا تفعلان يا تُرى؟، هل أبيكَ يود البحث عن زوجة أخرى و يستشير إبنه الشاب أم ماذا ؟ " .

" إنّه سرٌ بيني و بين إبني " .

ردّ أبي يضحكُ بينما يسحبني ناحيته لِيُعانقني بقوة جاعلًا مِنّي أبتسمُ بعدما زالَ الحمل عنّي بفضل حديثي معهُ، لأشعرَ بنشاط و حـيوية مفاجِئة بينما وقفتُ أمي مُستندةً على الباب تُطالعُنـا بإبتسامة حنونة على شفتيهـا، كانتْ تلك لحظة من أسعد لحظات حياتي بالفعلِ .

و لكن و كالعادة اكتشتفُ هذا مُتأخرًا جدًا.

اشتقتُ لكَ أبي ... عُدْ أرجوك .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ربي يحفظ آبائنـا جميعًـا، و يعطيهم الصحة و العَافية 💚

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ربي يحفظ آبائنـا جميعًـا، و يعطيهم الصحة و العَافية 💚.

💜💜.

العَـائـلة || چيون چونغكوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن