4. تبعات الحفل

202 19 0
                                    

بعد انتهاء الحفلة الصاخبة بعد منتصف الليل ورحيل كافة الضيوف كان أدريان وآيزيك في المكتب الخاص في القصر يناقشون بعد الأعمال الخاصه.
جلس آيزيك على الكرسي الرئيسي فيما ظل أدريان يتحرك جيئة وذهابا عبر الغرفه محاولا السيطرة على غضبه.

آيزيك : اهدأ رجاءاً.
أدريان : أهدأ؟ اللعنة على ذلك، لا تخبرني بأن أهدأ. عميلة فيدرالية ساقطة كانت في حفلتي وتخبرني بأن أهدأ. كيف دخلت إلى الحفل على كل حال؟ ومن يدري ما الذي سمعته أو رأته.
آيزيك : لا أعتقد بأنها سمعت أو رأت أي شيء مثير للريبة.
أدريان : تبدو واثقاً جداً من ذلك. هلّا أخبرتني لماذا؟
آيزيك : لقد كانت حفلة صاخبة. من الصعب على أي شخص أن يسمع أو يرى شيئاً غريباً في ظل وجود العديد من الثمالى والضوضاء في المكان. أنا متأكد بأن المكان كان أشبه بالسيرك في نظرها.

شعر آيزيك بأنه يجب أن يخفي حقيقة معرفته بغرايس عن أدريان. لا يعلم بعد كيف ستكون ردة فعله. على الأقل سيحاول تأخير وقت معرفته بالحقيقة حتى تكف غرايس عن ملاحقتها له. فهو في النهاية لا يريد أذيتها.
كان أدريان ينظر إلى آيزيك بعينين ضيقتين محاولاً تحليل ما قاله منذ قليل ولم يحرك ساكناً.

آيزيك : لقد قمت ببعض البحث بخصوص حياتها الشخصية وعملها وأستطيع من خلال ذلك طمأنتك بأنها لا تشكل أي تهديد بالنسبة لنا.
أدريان : هل انت واثق تماماً من ذلك؟
آيزيك : أجل.
أدريان : جيد ... جيد جداً. انت تعلم أنني أثق بك بالرغم من أنني لا أملك شعوراً جيداً بخصوصها.
آيزيك : أعلم ذلك. اترك ذلك الأمر لي. والآن أخبرني كيف علمت بوجودها في الحفل؟
أدريان : أنت تمزح معي أليس كذلك؟ أنه قصري. يوجد العديد من الكاميرات في كل متر من أرجاءه، كما أن نظام الأمن لدي فريد من نوعه. الأمن يخبرني دائماً حينما يشكون بأمر أي شخص. بالإضافة إلى أن جميع ضيوفي معروفين لدي لذلك أستطيع التعرف على أي دخيل مزعج.
آيزيك : فهمت.
أدريان : رائع، الآن عليك أن تعذرني. ماريا كارتر بانتظاري في الأعلى.

‎حرك آيزيك يده باتجاه الباب وكأنه يخبره بأن يذهب إليها.
خرج أدريان من الغرفة فيما ظل آيزيك جالسًا لفترة قصيرة يفكر، أسند رأسه على يده وهو ينظر بعينين ضيقتين إلى ما يبدو أبعد بكثير من نظره.‎ لا يمكن لنظام الأمن الخاص بأدريان أن يتابع وجه أكثر من ٥٠٠ ضيف في كافة أرجاء القصر، في القاعة الكبيرة أو الحديقة الخلفية والحديقة الأمامية! شخص ما أخبره بالتأكيد بوجود غرايس في الحفلة، وإن كان هذا صحيحاً فإن أدريان داوسون لا يثق بمحاميه كما أخبره.‎

***

صعد أدريان سلالم القصر إلى الجناح الخاص به حيث كانت تنتظره ماريا في غرفة نومه. فتح أدريان الباب ببطىء ليجدها متكئة على الأريكة بجانب سريره الملكي.

ماريا : مرحباً أدريان.
أدريان : مرحباً. كيف حالك ماريا؟

ضحكت ماريا بصوت عالٍ لحركة أدريان المفاجئة، كانت على وجهه ابتسامة ساخره، يعلم جيدا أن ماريا ليست هنا لأنها معجبة به كما أخبرته سابقاً في الحفلة، ولكنه لم يهتم فهي ستشاركه غرفته الليلة بكل تأكيد.
اقترب أدريان منها فما كان منها إلا أن تجاوبت معه بكل سرور ليبيت كلاهما في عالم آخر.

***

توجه آيزيك إلى حيث أوقف سيارته ثم أخرج مفتاحه وضغط على زر الفتح، أصدرت السيارة صوتًا، وقبل أن يفتح باب السيارة سمع صوت وقع أقدام تقترب ناحيته على الطريق الممهد بالحصى والذي يمتد لمدخل القصر.
التفت آيزيك ليجد ويل يقف أمامه، في اللحظة الأولى تنبه آيزيك بأنه ليس في وعيه الكامل حيث بدت عينيه غائرتين وحتى أن آيزيك ظن أن رائحة الشراب كانت تفوح منه بشكل واضح.

ويل : لماذا تغادر باكراً؟ مازالت الحفلة في أوج ضخبها سيد أندرسون.
آيزيك : أي حفلة ؟ حفلتك انت؟
ويل : ها ها ها. مضحك جداً يا صديقي. مضحك جداً.
آيزيك : اسمع، انت ثمل. عد إلى منزلك ونل قسطاً من النوم. انت تحتاجه.
ويل : أووووووه أيها السيد الذكي والعاقل جداً. لا تتعامل معي بتعال فكلانا لا يختلف عن الآخر كثيراً.
آيزيك : لا أظن أبداً بأن هذه المحادثة مجدية. أرجوك تراجع وابتعد عني.
ويل : ابتعد عنك!!! أنا لست حتى قريبًا منك. انت حتى لا تستطيع مواجهتي أو التغلب علي، أليس كذلك؟ كنت دائماً تتعامل وكأنك الملك والشخص الذي يعرف كل شيء فقط لأنك حصلت على شهادات وتعليم جيد بينما أنا لا. انت تظن أنك أفضل مني فقط لكونك محامٍ بينما أنا ماذا؟ الرجل الذي يقوم الأعمال القذرة والمشبوهة أليس كذلك؟

استند آيزيك على سيارته مواجهًا ويل دون أن ينطق بكلمة، لم يجد أهمية للكلام على أية حال. ظل فقط يراقبه وهو يتمايل من الثمالة ومحاولاً قدر الإمكان موازنة نفسه.

ويل : انت! لا تنظر إلي بهذا الشكل. لا تقم بإدارة وجهك اللعين عني.
آيزيك : اسمع يا رجل. انت فعلا تحتاج لنيل قسط من النوم.

حينما بدأ صوت ويل يعلو قليلًا اقترب رجلان من الأمن باتجاه آيزيك .

رجل الأمن : سيد أندرسون؟ هل كل شيء على ما يرام؟
آيزيك : أجل. إنه فقط ثمل. خذوه إلى منزله.
رجل الأمن : حسناً سيدي.

بدأ الرجلان بموازنة ويل الذي كان قد بدأ يفقد توازنه كليًا بسبب عصبيته الواضحه، التفوا به ليأخذوه إلى مكان آخر لكن ويل التفت إلى آيزيك مرة أخرى أثناء سيره.

ويل : لم ينتهي الأمر بعد يا سيد أندرسون.

ثم ضحك بصوت عالٍ وغادر مع الرجلان.
فتح آيزيك باب سيارته وانزلق على كرسيه المريح ثم انطلق بسيارته خارج حدود القصر، خارج حدود الجحيم.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

رأيكم في علاقة آيزيك وويل ؟ هل هي مبررة؟ وهل ويل معاه حق يتعامل بالشكل ره مع آيزيك ؟ 🤔🤔🤔

مستنية تعليقاتكم وآراءكم. 😍😍☺♥♥♥

الرجل الآخر ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن