18. حقائق مضللة.

79 13 0
                                    

مع مرور الأيام واقتراب موعد تسليم الشحنة كان مكتب التحقيقات الفيدرالية في حالة استنفار. لم تستطع غرايس اخفاء المعلومات لوقت طويل لتدخل قسم مكافحة المخدرات في الأمر ووصول الأخبار إلى المدراء ومنهم ديفيد، لكنها بكل تأكيد حرصت هي وجوليان على اخفاء التفاصيل المهمة ومحاولة العمل في صمت دون لفت الأنظار.

ظل الأمر على ذلك الحال في مكتب التحقيقات الفيدرالية من جهة وخارجه من جهة الأخرى.

في الوقت الذي كانت تحاول فيه غرايس جمع أكبر قدر من المعلومات كان ويل يحاول تشتيتها بشكل خفي، دعاها لموعد عشاء وكذلك لحفلة موسيقية في يوم آخر، حاول أن يكون رومانسيًا قدر المستطاع. لم يكن جديًا في تصرفاته لكنه وبكل تأكيد كان يستمتع بوقته معها.

على الأقل كان ويل يفكر لو أنهما تقابلا في ظروف غير تلك، لو أنه لم يكن مهرب مخدرات وهي لم تكن عميلة فيدرالية كان بكل تأكيد ليقع في حبها مرة أخرى.
لم ينجح الأمر تماماً مع غرايس، فعقلها كان لا يزال يفكر في القضية ولكن لا شك بأن قلبها قد تعلق بويل أكثر وكانت تود لو أنها تقضي معه وقتًا أطول.

ظلت الأيام على تلك الحال حتى ذلك اليوم الذي كانت غرايس تتناول وجبة الإفطار مع ويل في شقته، كانا يمزحان ويضحكان حينما جاءتها مكالمة من سيدني.
أجابت هي على المكالمة بينما ويل يتناول فطوره بجانبها.

غرايس : مرحباً!
سيدني : مرحبًا غرايس.
غرايس : أجل! ما الأخبار؟
سيدني : وردتني مكالمة ليلة البارحة وظننت بأنه يجب أن تعرفي بالأمر.

بدا أن المكالمة جذبت انتباه غرايس لتعقد حواجبها وتتوقف عن الأكل وتضع كل تركيزها مع سيدني.

انتبه ويل لذلك وحاول أن يعرف الحوار الدائر بينها وبين المتصل أيًا كانت هويته.

غرايس : حسنًا أكملي.
سيدني : توجد حفلة أخرى في قصر داوسون.
غرايس : متى؟
سيدني : في الثاني من الشهر القادم.

توقفت غرايس قليلًا لتستوعب الأمر.

غرايس : يا إلهي!

لقد كان موعد الحفلة في الليلة التي تسبق يوم تسليم الشحنة!
شعر ويل بالخطر ولكنه تمالك أعصابه وبدا مركزاً أكثر من السابق. والذي ساعده على التركيز أنها لم تكن تنظرإليه.

سيدني : غرايس هل ما زلتي معي على الخط؟
غرايس : أجل ولكنني كنت أفكر. من سوء الحظ بأنني لا أستطيع عمل شيء حيال الأمر.
سيدني : أجل، أعلم. لقد أخبرتني سابقًا بأنكِ لا تستطيعين دخول حفلاته بعد الأمر بناءًا على الشكوى. ولكن اسمعي لدي خطة لإدخالك.
غرايس : ما هي؟
سيدني : الأمر بسيط جدًا. لا أحد يلتفت حقًا للخدم والندّل. ثقي بي نحن ندخل القصر وكأننا أشباح.
غرايس : لا أعلم سيدني. ماذا إن تعرف عليّ شخص ما ؟
سيدني : لا تقلقي. لن ينظر أحد باتجاه وجهكِ أبدًا. لن يلحظوا وجودك أصلًا ما دمت ترتدين زي النادلات.
غرايس : اممم حسنًا أظن بأنني سأجازف.
سيدني : جيد. سأقوم بالترتيبات وإطلاعكِ عليها لاحقًا.
غرايس : حسنًا.

الرجل الآخر ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن