في كونٍ موازٍ، الكُل ولِد بتوأمِ روح قُدِّر له ان يعيش معه بسعادة وحُب إلى الابد، مايربط بين توائِم الروح هو ان الاصابات او العلامات - مثل الحروق او الجروح - على جسدٍ شخص ما ستظهر على جسدِ توأمِ روحه على شكلِ ندبة..كما انه عندما يتزوج توأم رُوح وينجبون طِفلاً فإن طِفلهم يمتلِك عينين متغايرة اللون، إذ ان احداهُما كلون عينيّ ابيه والأُخرى كلونِ عينيّ امه؛ نظراً لكونِ والديهم يكمّلون بعضهُم البعض، فإن اطفالهم يكونون مزيجاً مثالياً مِنهم..
ايضاً، اطفال توأم الرُوح يسمّونَ بالملائِكة، لأنهم خُلِقوا من حبٌ مثاليّ ابديٍّ نقي، مثل الملائكة تماماً! ..
لكن مع الأيام، بدأ الناسُ ينسون امر توأم الروح؛ نظراً لكون إيجادهُ يعتبر شبه مستحيل، ففضّلوا ان يقضوا حياتهم بالعلاقات العابِرة والمُتعِ المؤقتة فضلاً عن تعليقِ آمالِهم ورغباتهم ومشاعرهم بأمرٍ شِبه مستحيل..
وطبعاً ساهمت الحكومات التي تستفيدُ من اموالِ الدعارة والمخدرات والاباحيات وغيرِها بنشرِ تلك الفكِرة بشكل مستمرٍ ولكن غير مباشِر، فغرقَ الناس في الشهواتِ والخطايا والآثام، مُتناسينَ توأم الروح وجاهلين بِلذّة الحب الحقيقي النقي المثاليّ..
_________________
"اؤكِد لك يا لوسيوس، لا احد يهتمُ بهُراء توأم الروح الآن سِواك"
"وانا اكثرُ مِن كافٍ" قلتها وانا احدق بالندوبِ التي على يدي
دانييل بإستياء "ركِّز معي، ودع عاطِفتكَ جانباً، إنك في السادسة والثلاثون من عمرك، ولستَ متزوجاً وليس لديك اطفال، ومشغولٌ بِندوبٍ عشوائية على يديك"
"اولاً، تِلك ليست ندوب عشوائية، تِلك آثار الـ self-harm وهو امرٌ جِديُّ جداً وخطير"
اردفت "ثانياً، لو كان هُناك شخصٌ تسيطر عليه عاطِفته هنا فهو أنت، من تحكمُهُ شهواته ونزواته، من لا يستطيعُ السيطرة على رغباتِه وينصاع لها كإنصياعِ الدابّةِ لجزارِها، ومن يتُم التلاعُبُ به وتسييرهِ مِن قبل الحكوماتِ والمجتمع بِكلُ سهولة وبِلا اي مقاومَة، ارِني اين العقلانيّة في الموضوع؟"
"حسناً، إفعل ماشِئت، لقد كنتُ قلِقاً عليك فقط، نسيتُ كم انت -رَفَع نبرة صوته- عنيدٌ متوحدٌ عدائيٌ غريب الاطوار" قالها دانييل ثم خرج
حسناً، كما ظننتُم تماماً، إنني اكثر هوساً بتوأمِ الروح مقارنة ببقيةِ الناس؛ لأنني اعرِفُ جيداً لذة الحُب الحقيقي، ولا يُرضيني مادونه فقط لأن مادونه هو المتوفِّر، كما انني لا ارى لذّة في العربدة والانغماس في الشهوات والخطايا، إنها تُذكرني بأساليب عيش الحيوانات، وتُشعرني بالإشمئزاز..
و..مازادني اهتماماً وهوساً بِها، هو انني طبيبٌ نفسي، والندوبِ التي امتلِكها، تعني ان توأم روحي تجرحُ يديها وفخذيها بطريقة الـSelf-harm بإستمرار..
بطبيعة الحال، عند التئامِ الجروح وذهاب اثرها بجسد شخصٍ ما، فإن الندبة تختفي تدريجياً من جسدِ توأم روحهِ ايضاً، لكن، تِلك الندوب تتجدد لدي منذ اربع سنوات، مما يدلُ على انها تفعلها وبإستمرار منذ اربع سنوات..
فِعلها لتِلك المدة الطويلة..تدِّل على حالة نفسية مُتدهوِرة..ووضعٌ جِدّيٌ جِداً..
لِذا، ولأُوسِّع دائرة بحثي عنها ولأُغطي اكبر نطاقٍ ممكن تنقّلتُ بعملي بين المُدن إذ اصبحتُ امضي كل ستة اشهرٍ في مدينةٍ مُختلِفة -واستأجِرُ عيادةً صغيرة جاهِزة في كُلّ مرّة لئلا يأخذ التأثيثُ مني وقتاً- آمِلاً بأن تأتي إلى عيادتي يومًا وبألّا يكون المكان عائِقاً بينها وبين ذلك ولكن..وبالرغمِ من كل الجهود المبذولة..كان الأمر وكأنّهُ لم يُقدّرُ له الحدوث..
_______________
• لوسيوس لوسيير•
يبلغ من العمرِ 36 عاماً، طبيبٌ نفسي، هادِئ وحكيمٌ وذو وعيٍ وبصيرة، حادُ الطِباع، عقلانيٌ ولا يمكن اغواءه او التلاعب بِه او خداعه، طويلُ القامة، رياضيُّ الجسد عريضُ المنكبين، ابيضُ البشرة، عيناهُ عسليّتين واسعتين ذات رموشٍ كثيفة، ذو شعرٍ بني كثيف متوسِطُ الطول إلى طويلٍ نوعاً ما ومموج ويربطهُ احياناً، وذقنٍ كثيفٌ بني، وسيمٌ وذو ملامح رجولية حادّة، وصوتٍ رجولي عميق..
أنت تقرأ
Tu me manques
Romanceفي كونٍ موازٍ، الكُل ولِد بتوأمِ روح قُدِّر له ان يعيش معه بسعادة وحُب إلى الابد، مايربط بين توائِم الروح هو ان الاصابات او العلامات - مثل الحروق او الجروح - على جسدٍ شخص ما ستظهر على جسدِ توأمِ روحه على شكلِ ندبة، فماذا سيفعلُ طبيبٌ نفسي يرى ندوب ا...