Tu me manques

إيذاء النفس - Self-harm

"انتِ حقيقتي الوحيدة في هذا العالمِ المليءِ بالأكاذيب"

- BlackPink, Stay

_____________

"امي، عزيزتي، اؤكد لكِ انني لا افكر في الزواج على الإطلاق حالياً.."

"إنك تعتقدُ ان العمر ينتظرك، لكن العمر لا ينتظرُ احداً يابني، انك في السادسة والثلاثون من عُمرِك ولم اراك عريساً او اباً، كل ما اريده هو ان احتفِل بِك مثل باقي الامهات"

"اعلمُ ذلِك ، اعلم بإنكِ لا تريدين سوى مصلحتي، لكنني لا اعتقدهُ الوقت المناسب بَعد، لا اريد ان اتزوج لمجرّد انني تقدمتُ في العُمرِ، لا اريد ان اتزوج قبل ان اكون متأكدٌ قطعياً من انها الشخص الذي اريدُ ان امضي باقي حياتي معه، وانها ستكون امًا رائعة ومثالية لأطفالي، يمكنني ان اُراهن على كل شيءٍ بالحياة إلا على اطفالي المستقبليين، لا اريدهُم ان يتحملوا عقبات تَعجُلّي، فشريك الحياة يُستبدَل إن تبيّن سوءه، اما الآباء والامهات فلا"

ضغطت امي احد الازرار ثم قالت لأبي "لم يجب علينا ان ندعه يتخصص بالطِب النفسي"

"اُمي..اظنكِ ضغطتِ زر تكبير الصوتِ لا كتمِه..."

"آه سُحقاً، افعل ماشِئت..ضِقتُ ذرعاً"

قالت ذلِك ثُمَ انهت المكالمة، ارسلتُ لها في رسالة قصيرة "وانا اُحبِك، وداعاً.."

ثم اكملتُ تناول فطوري مُستمتِعاً بأول مظاهرِ الخريفِ من نافذتي الكبيرة..

إنهُ ايلول، بدايات الخريف، حيثُ تهبُّ الرياحُ الباردة، وتُغطّي الغيوم سماء المدينة، وتكتِسحُ تدرجات اللون الاصفر والبرتقالي ارجاءها..

مُعظم الناس يكرهون الخريف لسببٍ ما، لكنني..اُحِبه حقاً، إنهُ هادِئ و..كئيب..نوعاً ما..

حسنًا، كان هادِئاً الى ان سمِعتُ دانييل يفتح الباب بِبطئ محاولاً ألا يُصدِر ضجّة وآمِلاً اني لم استيقظ بعد..

"تستطيعُ ان تَخرُج" قلتها بهدوء وانا ارتشِف القهوة

"بِ..بالطبع، ولِم قد لا استطيعُ ان اخرج؟" قالها دانييل بتوتّر

"ليس انت، عاهِرتُك"

"صَه! قد تسمُعك" قالها بصوتٍ منخفض

"عُذراً، لقد نسيتُ انها هنا لمناقشِة ازمة الاحتباسِ الحراري معك"

تَجاهلني وعاد لِغرفته ليأذن لها بالخروج، انتظرتُها حتى تخرج فصرفتُ وجهي إليه وقلتُ بحدّة "اني اُحذِّرُك، هذه آخِر مرّةٍ تتعربدُ فيها تحت سقفي ان كُنت تريد ان تستمر في العيش تحته، او ان كنت تريد العيش عموماً"