{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
[النحل:٣٢]
...ها هو ذا أصفرُ في مكنونه الأصفر، بعد يومٍ أفرج فيهِ عن حزنه ليأخذ مكانهُ مجددًا في أركانِ التفائل.
يخيطُ الكلمات من قلبه فيما يغرِسُ فيها الحب، فهذه هي طريقته وإن كان ما يكتبهُ ليس منمقًا لحدٍ ما، هو يبذِل جهده حتى يكون كافيًا لمواساةِ روحٍ
يائسة.أنتهى من كتابةِ رسالته الصفراء والتي شَهدت على دموعه، فهو كان يكتبُ بينما تتهافتُ ذكرى ذاك الجّد وأحاديثه إلى قلبه ملامسةً إياه، ولهذا قد قرر كتابة قصاصةٍ صغيرة في ظرفٍ أخر خاصةٌ فقط بحكمِ الجّد، والتي نثر الكثير منها على مسامعه.
أنتهى من ذا كذلك، ليأخذ لوحةً خشبيةً كبيرة بلونٍ أصفرَ، فيما قد خَّط عليها عِبارةَ: لم أرحل أنا أراكمُ!، ولأني أراكمُ، أريدُ رأيتكم لِذكرايَّ تتبسمون.
وأخيراً كان قد أمسك بباقةٍ كبيرةٍ من الوردِ الأصفر وخرج، فيما يأملُ وبشدة أن يبعث السرورَ لأهلِ القرية وهيَّ على وجهِ الخصوص.
..
علّق اللوحة على واجهةِ المخبز فيما يبتسِمُ بدفئ، يُخَيلُ لهُ الجد على ذاك الكرسيّ يخبِزُ معجناته بحب فيما يبتسمُ لكلِ من يبتاعُ منه.
وضعَ باقةَ الوردِ الصفراء على حجرِ المخبز ثم سار إلى وجهته الأخرى
حيثُ تِلك الفتاة ذاتَ الثوبِ الأسود.
..
كانت في حجرتِها وقد ناحت طوال الليل حتى جفّ حلقها وجزِع، تورمت عيناها، بينما أنتفخ وجهها واحمر على أثرِ بكائها الشديد.
باتت تشعرُ بالصداعِ يفتِك برأسها، فتوجهت إلى المطبخ بخطًا حثيثة لتأخذ دواءً يُسكِن ذاك الألم، وفي تزامنٍ مع تناولها ذاك الدواء قد سمِعت صوتَ قرعٍ لبابِ منزلها الصغير.
توجهت نحوهُ ببطء ثم أدارت مقبض الباب فاتحةً إياه لترى العدم، كادت تشتمُ ظنًا منها أنهم أطفالُ القريةِ يعبثون، ولكنها وجدت ظرفانِ صفراوان مع باقةِ وردٍ صفراء أسفلًا .
عضت شفتيها بحيرة لتأخذ إياها وتدخل المنزل، جلست على إحدى الأرائك فاتحةً إحدى الظرفينِ بفضول
-إلى رند..
أعلمُ أنكِ الآن بحاجةٍ إلى العون
فما في الذي تمرين أيُّ هوَن..ولكن!
هذه فطرةُ الحياةِ
وعليكِ التعايشُ معها بدًأ من اليوم!.فأما بذاك الجد العطوف الحنون
فهو خيرُ صديقٍ..وفي روحي جزءٌ منهُ مكنون.
ببسمةٍ فاتنةٍ
وعينانِ محبةتلك روحٌ أنا لها ممنون !
ففخري وأعتزي بهِ
فهو في القريةِ لمِنَ الغالون.فماذا إن أحييتي ذكراه!ُ
وسِرتي بسرورٍ على خطاهُ..ذاك الذي أنساكِ معنى الحزن،
وسورَ لكِ الحياة بالجمال..عاش بسعادةٍ بينَ دخانِ الفرن
وأنبت في قلبكِ الأمل والآمالهنيئًا لكِ هنيئًا !
فذاك فخرٌ وبأسمهِ لا يستهان !
وكما قال لي ذاتَ مرةٍ: الحياةُ قاسية، ولكن عندما نتذكر بإن كلنا راحلون إلى من هو أرحمُ وألطف، إلى من هو أعدلُ وأكرم، إلى من يجازي خيرنا بخيرٍ أكثر منه، تهون الحياة وتهون متاعبها
كان معكِ أصفر، ولي أمينةٌ معكِ مفادها في اللون الأصفر.
دموعها أستسرت بجانبِ دموعه الجافة على تلك الورقة، فكلما قرأت سطرا أرتوى قلبها بالحب والحنين..
أستلت نفسًا، وأخذت تفتحُ الظرف الثاني بإبتسامةٍ يكحلُها الأمل، لتبدأ بقرأةِ القصصات واحدة تلوى الأخرة..
..
توقفت رند تناظر مخبز جدها، بتعجبٍ وحب، حيثما ملئت الزهورُ المكان بشتى ألوانها، لتداعبَ ذكرى الجد بشيءٍ من البهاء.
أبتسمت تبحلِقُ بجدها الذي أقرَّ على حبهِ الجميع، ثم وضعت سلة في جعبتها أقاويلُ الجد، جزءٌ منها كانت بخطِ أصفر والجزءُ الأخر خطته هيَّ..
- لعل من يجهلُ الجمال يتعلمُه منك جدي! .
....
تتخيل رند تشتغل مكان جدها👆
طولت واجد بس حقيقي أتمنى أني أكتب شيء ممكن يواسي اي شخص ولو كان عابر
وصح أنه الموت شي صعب ومحزن بس مو شرط كل مرة تمر علينا ذكرى شخص عزيز علينا مات، نحزن نقدر نفرح وأحنا نتذكر فرحته والاشياء الحلوة الي كان يسويها ونفرح انه الله انعم علينا بشخص مثله وندعي له بالرحمة..
والله يرحم جميع المسلمين الأموات منهم والأحياء💛💛