{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
[الرعد:٢٤]
...حيثُ أشعة الشمس؛ أي حيثُ بيته
بيتٌ بسيطٌ في الحجم، تتخلله بعضُ الشقوق معرِبةً عن قِدمه،حديقةٌ صغيرة قد حاوطته مليئةٌ بشتى الأنواع من الورد الأصفر، كانت كمثلِ النور الذي جعل من ذاك البيت القديم متوهجًا بالبهجة،
وبين تلك الورود أمام البيتِ تحديدًا، صندوقُ بريدٍ كان أصفراً بدرجةٍ فاتحة، قد عانقته بعضُ الكلمات المتفرقة من حوله،
في واجهتهِ قد كُتِب: أفرغ حزنك هنا، وكلُ شيءٍ سيكون على مايرام.
فيما كُتِب في الأسفل مع وجهٍ باسم: هي أبتسم!!.
وكذا على جانبيّ الصندوق الذي لم يخلوا من عبارته.
وحيثُ مكتبه الأصفر الذي كان يعِج بالأوراق المبعثراة ذات اللون الأصفر، جالِسًا على كُرسيٍ يكسوهُ نفس اللون الذي كان يُسّيجُ البيت، يركِزُ بشدة على الورقة التي بين يديه حتى يشكلها كما يريد، وبعد عدةٍ من المحاولات الفاشلة أردف بحماسٍ وسعادة صارخًا: ها أنتِ أخيرًا.
..
في الصباح الباكر
قد راح يخطو بسعادةٍ عارمة ناجمةً عن تخيلاتِ عقله، يُكفكِفُ في إحدى يديه ورقةً على شكلِ طائرة، فيما قد كفكفت يدّهُ الأخرى ظرفًا أصفر بلونٍ مُنعِش تحمِلُ في ثناياها دواءً لشخصٍ ما.
أنبس باسمًا لنفسهِ بعد أن أقترب من مراده: خامِسُ بيتٍ في ذاك الشارع، فتاةٌ في الرابعة عشرة ربيعًا بحاجتك.
..
"بيلا هذا شيءٌ يخصك!"
أردفت والدة بيلا بعد أن تفقدت صندوق البريد الخاص بهم، حيثُ وجدت الظرف والطائرة قد كُتِب عليهم: إلى بيلا.
أستجابت بيلا لوالدتها بإستغرابٍ واضح، فيما تتسائل في نفسها: من قد يكون الذي أرسل هذا!.
وضعت الطائرة على طاولةٍ ما كانت أمام الأريكة التي تجلس عليها والدتها، جلست بجوراها ثم فتحت الظرف لِتجد ورقةً بلونٍ أصفر باهت تناثرت عليها الكلمات
" إلى بيلا...
قد علِمتُ أنكِ تقبلين على الأستسلام،
وهذا ما لا يجوز لهُ السلام،
قد علِمتُ أن قلبكِ مفتتٌ حزين،
فسمعيني جيدًا إياكِ باللين،
حيثُ تهوي نفسكِ أو حيثُ الأنين
إياكِ باللينِ معه إياكِ فستضعفين،
قد هبطتي على هذه الدنيا منذُ زمن
فلما الآن تندمين؟!،تخيلي معيَّ الآن
عالمٌ بشتى الألوان
-كيف أيوجدُ هذا المكان؟!أجل يوجد بيلا يوجد، هذا إن كنتِ تريدين!،
صحيحٌ أن والدكِ ليس جيدًا ولكنه في النهايةِ والدك!، تخيلي موتهُ الآن، وأني أعلمُ أنكِ ستأبين، أنتِ لا تستطيعين!،
أنتِ لا تكرهيه بيلا أنتِ إياهُ تحبين،
أنتِ تكرهين صفاته وما يفعل، ولكنكِ ما كرهتيهِ في يومٍ وكنتِ دائما على أملٍ فيه، ولا تجعلي هذا الأمل الآن يضعف فهو بحاجةٍ لكِ وأنتِ بحاجةٍ إلى عطفه لهذا لا تضعفي، ولا تتوقفي،
ولاتهوي في هذا الحين!،
صحيحٌ أنتِ كنتِ تسألين!!،
لما أنتِ المختارة لما أنتِ تعانين؟!، سأجيبكِ ببساطة
لأنكِ أنتِ
أنتِ القويةُ على كلِ هذا وأنا أملك الدليل، حيثُ هنا حيثُ أنتِ تقرأين، لقد مررتِ بالكثير وهأنتِ تقفين، فلا تحزني ولا تكلي فأجركِ عند اللهِ عظيم، ما أبتلاكِ إلى لحبهِ وما عليكِ سوى أن تصبري وتصابري، وعن أهلكِ تحامين،
وفي ختامِ قولي أريد أن أخبركِ، أنتِ لم تهوي يومًا،
أنتِ دائمًا تحلقين!...
أصفر كان هنا ودائمًا سيكون بجوارك
هذا إن كنتِ لهُ تحتاجين!"....
كيففف بسس؟
عوضنا عن الحزن الا قبل ولا؟!
قولوا ليي في حال وجود اي اخطاء عشان اعدلهم...
خليكم دائما سعيدين
💛💛
.