S

2K 225 86
                                    


تِلكَ اللّيلة

نَعم كَيفَ لِي أن أنسَاهَا

لَيلة مُعتمَة كَساهَا سّوادٌ ممِلّ

بِصحبةِ رعدٍ و بَرقٍ مُخِيف

جَلبَ معهُ زخّاتِ المَطر

تَرتطمُ بالأرضِ لِتُولّدَ أصواتاً غَرِيبَة مُرعبَة

إِرتجفَت مِنها رُوحِي وجَسدِي

حينَها أردتُ أنْ أصرخَ بأعلَى صوتِي

لكنّي لَا أستطِيع

لِما!

لأنّهم كَمّمُوا فاهِي

كنتُ في خِشيةٍ مِن أنّ هذا اليَومَ سَيأتي

لكِن لم أظُنّه سَيكُون بِهذه القَساوة

لَطالمَا شَعرتُ بالإِختنَاق وأنا بِجوفِ ذاكَ المكَان المُغلَق

سوادٌ يجعلُ من رؤيتِكَ كَعدمِها

لكن مع إبتسامَةٍ عريضَة

لِما!

لِأنّهم قامُوا بِرسمهَا

أنا مُتعب

دواخِلي تَنهَار

لَيتهُ گـان بِوِسعي الإختِفاء

أن أفرِد جَناحيّ وأشعُر بحرِيّة الطيُور المُحلّقة

في تلكَ السّماءِ الصّافيَة

لكنّي هَا هُنا أحتضِنُ هذا الشّارع القديم والبَرد يَفترِسُنِي

مع ذِراعٍ مكسُورَة

أنَا أتألّم

لكن لا أستَطيعُ ذرفَ الدّمُوع

حتّى الصّامتَة منهَا

نَعم هكَذا هُم

عِندمَا تنتَهي حَاجتُهم مِنكَ يَتخلّون عَنك

لأنّكَ لستَ مفيدًا لهم بعدَ الآن

نَكِرَة

مُجرّدُ خرقَةٍ بالِيَة

حتّى أتَى ذاك اليَوم

حينَ عبرتِ المكان تتفحّصينـهُ بِنظرات عميقة

ثمّ دنوْتِ مِنّي بِخطوَاتٍ عابِثة

وعيناكِ شُخصّت أبصارُها على جسدِي

ماتوقّعتُه هو أن تتَجاهَلينِي مثلَ ما يفعلُ البقِيّة

أن تُلقِي عليّ بكلماتٍ جَارِحَة

أو ربّمَا لَن ترَيْني حتّى

لكنكِ إنحيتِ بِجذعكِ لِي

تنفُثينَ ذَرّاتِ الغُبار عن ثِيابي الرّثة

كيف لكِ أن تنظُري لِأمثَالِي!

مالذي ستفعَلينَه بِدُميةٍ مهتَرئَة

لاَ و بِذِراعٍ مخلُوعةٍ أيضًا

"لِمَ لا نُعـالِجُك!"

مُـنقطِعـةُ النّـظِيــر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن