e

823 169 51
                                    


أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

💙

كما ينبتُ العُشبُ بين مفاصِل صَخرةِ

وجَدنا غريِبينَ يوماً لِنبقَى قَريبِينَ دَومًا

"اليَوم ستقُوم أختِي بِزيارتنَا، أنا حقّا أشتاقُ لهَا"

نَبَسَت شفاهُك زَهرِيّة اللّون تُطلٍقُ سَرَاح مَسَاجِينِها

تَسنُدينَ ذقنَكِ بساعِديكِ علَى سطحِ الطّاوِلة

لِيَنسَدلُ شَعرُكِ فيَحجُب قلِيلًا مَحجَرَيكِ

كنتِ مُتَحمّسَة لِلغايَة

مرّت قُرابَة سَاعة وأنتِ تَقُصّينَ لِي مُغامَراتِكِ عندمَا

كُنتِ صغيرَة

تَعُودِينَ بأفكاركِ لِزمانٍ وتُفتشينَ بينَ ثناياهُ

عَن لَحَظَاتٍ كَانت لكِ يومًا سعيدة

كنتُ أراقبُ تَقاسِيمَ وجهكِ التّي تتَغيرُ ألوَانهَا

تَضامُنًا مع كلّ حرفٍ يَفقِدُه ثَغرُك

أتمنّى لو أَستطيعُ إخباركِ كم تبدينَ لَطيفَة!

اِلتفتِ حينَ سمعتِ طرقًا على البَاب فجأة

وماكِدتِ تَفتَحينَهُ إلاّ ودَلفَت فتَاةٌ في العِشرينيّات

أعتقدُ أنهّا أُختكِ

أسرعتِ ناحيَتها لِتأخذيهَا في عِناقٍ بسعادَة غامِرَة

مَا كُنتُ لِأفَوّتَ عَليّ لَمّ شَملِكُما

ولكِن أن تشعُرَ بالضّيق وكأنّ المكَان مِن حولِك يَضِيق

صَعب

وَ أن تَتكلّم بلاَ صوتٍ أصعَب!

أنَا الآنَ أختنِق

وَكأنّكِ سمِعتِي نِدائِي عِندَها!

إستدرتِ لِلخَلف ثُم أسرَعتِ لإنتشَالِي من بينِ يديهَا

"آري عزيزتِي لا تفعَلي هذا مجدّدًا"

خاطبتِها بنبرَة شِبه مُعاتِبَة

"لكنّه وسِيم، أحبَبتُه"

عَكَفَت شِفَاهَها تُجيبُ بِنبرَةٍ طُفوليّة

"آسفة تاي! هي فقَط لا تُجيدُ التّقبِيل"

مسحتِ على رأسِي بلطفٍ ثُم أعدتنِي على سَطحِ

الطّاوِلة المجاوِرة لِسريركِ

و كم بِتّ أَشعُر بالأَمانِ في مَحضَرِكِ

بِقلبكِ طِيبةٌ وحَنانٌ مُؤكّدٌ أنّ بِه أعذَبَ الدّقّاتِ

"عليّ الذّهابُ الآن، إلى اللّقاء"

بَعثرتِ شعري لِتذهَبِي بعدَها مُتوَارِية

جميلٌ هوَ الآهتِمَام والأجملُ أن تُصبحَ شيئًا ثمينًا لَدى

شخصٍ يخافُ فقدانكَ يومًا.

شُكرًا لكِ

سأنتظرك

مُـنقطِعـةُ النّـظِيــر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن