c

719 166 96
                                    


أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

💙

لا يصلُ أحدٌ الى حديقةِ النّجاحِ دُونَ أن يمُرّ بِمحَطّاتِ

التّعَبِ، الفشَلِ و اليأسِ

وَ صاحبُ الإِرادةِ القويّة لاَ يطيلُ الوُقوفَ في هَذه

المَحطّاتِ!

عدتِ من المدرسة متأخرةً اليَوم

والتّعبُ يَضعُ يَدهُ علَى أهدَابكِ

كأنّهُ يفرضُ عليهَا النّومَ

لكنّي على يَقِين

أنّ مَا مِن شيءٍ يَستَطيعُ أن يَضعَ يدهُ على أحلامكِ

ألقَيتِ بمِحفظَتكِ على الأرضِ بِعشوَائِيّة

ثُم ذَهبتِ لِلحمّام لِتغييرِ ثِيابِكِ

وماهِي إلا لحظات لِتخرجِي وترتَمِي علَى مَضجعكِ

لِتَسرِدي لي قِصص الغَائبِين

التي لَم و لن أَمَلّ مِنهَا

لكنّكِ لم تجِدِ أثرًا لِي

بالتّأكِيد لن تَفعلِي!

ليسَ بعدَ أن قَامَت إبنةُ أختكِ تِلك بجعلِي أجلسُ مطوّلاً

في المرحاض في محاولةٍ مِنهَا لِقضَاءِ حَاجتِي

أنا حقّا أشُكّ في سلاَمةِ عقلهَا!

بعد بحثكِ عنّي لمُدّةٍ رأيتنِي هُناك أقبَع

فأطلقتِ ضِحكةً صَاخبَة

لم أكُن حيّاً ولا ميّتاً ولا عرفتُ شيئاً

وأنَا أنظرُ فِي قلبِ الضِّياءِ

فَوجهكُ طَغَى علَى الجَمالِ وَ هذا الجَمال يُجمّلكِ أنتِ

جَمالكِ من خيالٍ و لاَ الخيالُ يُكمّلكِ

إبتِسامتُكِ نَسمَةٌ من نسماتِ الصّيفِ تُلينُ الحَديدِ

كضوءٍ يتَوارَى فِي نِهايةِ مَسَارٍ مُظلِم

هيَ حَياةً لِمن لاَ حياةَ لَه

وَأقصِدُنِي

إذَا كانَ هذا يجعلكِ تَضحكِين هَكذا

فهَا أنَا ذا أتمنىّ أن تَفعلَه كُلّ يَوم

إمتَدّت أنَامِلُكِ لاِلتِقاطِي فَتعُودي أدراجَكِ

"يبدو أنكَ حظيتَ برِفقةٍ جيّدَة"

أصدرتِ قهقهة مكتُومة جعَلت نَاعِسَتَاكِ تتَقَوّسُ

مُلبّيةً نِداء عضَلاتِ وجهِكٍ

"أودّ أن أطلعكَ علىَ سِرّ"

بنَبرةٍ خافِتة أفرَجت شفاهكِ مُردفَة

وكأنّكِ لِوضعِ خطّة للظّفرِ بِالعدُو مُدبِرَة

" أنـا أتلقّى رسـائلَ إعجـابٍ مؤخّـرًا"

صرّحتِ بعينانِ لامِعة واِبتسامةٍ دافِئة

أظُنّه سَيكُونُ محظوظًا لِنيلِ إهتِمامِ فتَاةٍ بِصِفَاتِكِ

فأنتِ لا لكِ نَظِير ولا عَليكِ اِختِيَار بِاختِصارٍ مُنقَطِعَة

كَسحَابةٍ مِعطَاءةٍ سَقتِ الأرضَ فاخضَرّت

كَشَجَرةٍ وارٍفَة الظّلالِ اِحتَوَت فآوَت

وَإن كنتُ أجزِمُ بأنّي لستُ لكِ مميّزًا فأنتِ وقَطعًا

الشّخصُ المميّزُ في حَياةِ الكَثيرِينَ وشَخصكِ لا يَعلَمُ!

أنا حقّا مَسرُورٌ لأجلكِ

لكِن هَل بِهذا سَترحَلينَ أنتِ لِلعَيَانِ وأرحلُ أنا لِأحزانِي

في وقتٍ مَا لَن يَتوقّعهُ أيّ أحد!

قِلّة مَن يَفهمُ أن جُنونَ الرّبيعِ إنّما هُو وليدُ حزنِ الخريفِ

وهاَ هُو ذَا شُعورُ الألمِ قَد أوقَد!

مُـنقطِعـةُ النّـظِيــر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن