الفصل الخامس

42 7 0
                                    

حاول وائل الأتصال بسناء مرات عديدة ولم تجب. انقضى أكثر من اسبوع على الحادثة ولم يرى سناء ولم ترد على اتصالاته المتكررة. بعد ايام اتصل عليها واجابت بصوت جدي ونبرة رسمية، سألها عن حالها وصحتها واجابت، ثم قالت لهُ انها وافقت على الخطوبة ويجب ان لا يتصل بها مرة اخرى واغلقت الخط. انتهى كل شيء وافقت سناء على الزواج لم يبقى اي شيء يفعله فقدها وفقد ثقتها وفقد كرامته ونفسه وكل شيء كان ممزق من الداخل. تغير حال وائل نحو السوء أصبح مهمل في دراسته يتسكع الى اخر الليل في الشارع لا يرجع الى بعد منتصف الليل وربما للفجر والمشكلة انه أصبح يدخل الى البارات والملاهي الليلة ويشرب الخمر ويسكر ويعاشر بنات الليل كان ينتقم من نفسه شر انتقام لا يستطيع ان ينسى سناء لا يستطيع أن ينسى عيناها وضحكتها لا ينسى أحاديثهما، ازدادت حالته سوءاً لم يبقى معه نقود ومصروفه الذي يأخذه من ابيه يصرفه على الخمر والعاهرات. واصبح الامر اسوء حين اصبح يشم الهروين وادمن عليه اصبح مدمناً وبالتأكيد اصبحت النقود لا تكفيه بدء بسرقة بعض الاموال من امه وابيه وبدء يسرق اكثر واكثر و احس بهِ والداه ولكن لا يعلمان ان ابنهما مدمن ، في احد الايام في البار الذي تعود على السهر فيه اكثر من الشرب واخذ جرعة زيادة من الهروين و فجأة بدأت الدنيا تدور بهِ اصبح لا يرى شيء قام يترنح والكل ينظر اليه ويضحك سقط على الارض فاقد للوعي حمله الموجودين وذهبوا به الى المستشفى واتصلوا بأهله ، وصل ابوه وامه واستقبلهما الطبيب ، طمأنهم ان وائل الان بخير استفاق من الغيبوبة . عندما سألوه ما سبب الغيبوبة، اجابهم انها بسبب جرعة زائدة من مادة الهروين مادة مخدرة وان ابنهما مدمن هروين. انصدم الوالدان لدى سماعهما الخبر وانهارا من البكاء والنحيب جلس معهما الطبيب وكان متعاطف جداً مع حالة وائل حيث كان يسمعه يقول بصوت ضعيف اثناء غيبوبته سناء سناء. حاول ان يهدئهما ويشرح لهما الوضع انه ممكن علاجه لو اخذوه الى مصحة للعلاج وعليهما ان يقنعا وائل بهذا فهذه المرة عدت بسلام المرة القادمة لا أحد يعلم ماذا سوف يحصل.
جلس والد ووالدة وائل معه في المستشفى يتحدثان معه بهدوء تارة وبعصبية تارة اخرى وببكاء وبالضحك الى ان اقتنع وائل انه يجب ان يتعالج من الإدمان. اخذ وائل على نفسه عهد ان يعالج نفسه من الادمان وان يبدء صفحة جديده في حياته. مرت فترة العلاج بسلام وتخلص وائل من السم الذي يجري في دمه ترك الخمر والسهر ترك العاهرات وعاهد نفسه على الاستمرار بحياته وان يثبت لنفسه انه يستطيع العيش من دون سناء. مازال محتفظ بالقلادة التي في رقبته وتحمل اسمها لا تذكره بها اذ انه لا ينساها ولا تفارق خياله. اجتهد في دراسته وأصبح من الاوائل كان ينتقم من نفسه بالدراسة كان يريد ان يثبت انه يستطيع العيش أفضل مما كان يريد ان يصبح شيء اخر يريد ان يكون انسان بحق. مرت السنوات وتخرج وائل من الكلية كان من الاوائل وتعين بشركة تحت الاختبار كان مجتهد جدا بعمله وذكي، مرت ثلاث سنوات على فراقه عن سناء ولازالت لا تفارق خياله، مرت عليه فتيات كثيرات في الكلية والعمل وربما كانن أجمل منها ولكنه لم يجد واحدة تعوضه عنها. اجتهد في عمله كثيرا ومرت السنوات وازداد مرتبه واشترى بيت لوحده وسيارة وتيسرت اموره كثيرا، الى ان عين رئيس لفرع الشركة التي يعمل بها والتقى بالأستاذ فاضل مدير الشركة رجل لطيف جدا انيق بشكل ملفت لا تفارق الابتسامة شفتيه يبدو انه أحب وائل وارتاح له وأصبحا اصدقاء ويخرجان معا في السهرات والجلسات، احدى المرات سأله أحدهم لماذا لم يتزوج الى الان؟ صمت وائل وتذكر سناء ووجهها وطلتها وكلامهما معاً، كان جوابه ببساطة انه لم يلتقي بفتاة أحلامه. ضحك الجميع وضحك وائل معهم، لم ينم تلك الليلة وبقي يفكر بسناء وحالها وكيف اصبحت الان لابد انها ام، هل مازالت محتفظة بأنوثتها وجمالها وضحكتها، نام تلك الليلة وهو ممسك بالقلادة الفضية. في أحد الايام وجه الاستاذ فاضل دعوة الى وائل لحضور عيد ميلاد ابنته بيداء فأنها سوف تدخل عامها الخامس اليوم، حاول ان يعتذر عن الحضور لأنه لا يرغب بذلك لكن الاستاذ فاضل أصرَ وألحَ عليه واذا لم يحضر سوف يزعل، ما باليد حيله قبل الدعوة، وفي المساء اشترى هدية وتوجه الى منزل الاستاذ فاضل رن الجرس استقبله احسن استقبال،
قال له تعال اعرفك على زوجتي، وائل زوجتي سناء، سناء صديقي وائل.

القلادة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن